تحدّيات جديدة في تونس بعد وفاة السبسي

تحدّيات جديدة في تونس بعد وفاة السبسي
الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠١٩ - ٠٩:٥٥ بتوقيت غرينتش

فرضت وفاة الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، على الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والقوى السياسية الكبرى تحدّيات جديدة من بينها تنظيم انتخابات رئاسية في غضون 90 يوما على أقصى تقدير.

العالم - الجزائر

ورغم تمّسك الهيئة بهذا الموعد الذي يفرضه دستور البلاد، فإن المحللين السياسيين يطرحون فرضية عدم جاهزية المرشحين لخوض انتخابات بهذا الحجم.

موعد جديد

حدّدت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات يوم الأحد 15 سبتمبر القادم موعدا جديدا للانتخابات الرئاسية بدل الموعد القديم الذي كان مبرمجا في نوفمبر.

وقال عضو مجلس الهيئة، عادل البرينصي، في تصريح: إن "الهيئة ستشرع في قبول الترشحات لهذه الانتخابات يوم 2 أغسطس القادم ويفتح الباب على امتداد أسبوع".

وبخصوص الاجتماع المبرمج الثلاثاء مع الأحزاب السياسية، وعمّا إذا كان سيقود إلى تغيير موعد الانتخابات الرئاسية، أوضح البرينصي أن "اللقاء سيُخصص لعرض الرزنامة والسجل الانتخابي ودليل الترشحات وغيرها من الإجراءات التي تحيط بهذا الموعد".

ويفرض القانون الانتخابي على كل مرشح للرئاسيات الحصول على تزكية 10 نواب من مجلس نواب الشعب، أو 40 من رؤساء مجالس الجماعات المحلية المنتخبة أو من 10 آلاف من الناخبين المرسمين والموزعين على الأقل على 10 دوائر انتخابية على أن لا يقلّ عددهم عن 500 ناخب بكل دائرة منها.

وفرضت هذه التطورات جملة من التحديات على القوى السياسية، ما يطرح تساؤلات بشأن استعدادات المرشحين للتعامل مع المواعيد الجديدة.

جاهزية المرشحين

في هذا الإطار، يقول المحلل السياسي، الأمين البوعزيزي: إن "الموت المفاجئ للرئيس الباجي قايد السبسي وما فرضه من تقديم للرئاسيات على التشريعيات أربك جميع المرشحين إلى هذه الانتخابات".

ويشير البوعزيزي إلى أن "المنظومة القديمة تعيش على وقع صراع داخلي حول هوية مرشحها للرئاسيات وتم تداول عدة أسماء من بينها، وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي، رغبة منها في الحفاظ على تنفذها التاريخي".

وبشأن حركة النهضة التي أكدت أنها ستكون معنية بهذه الانتخابات خلافا لموقفها في رئاسيات 2014، اعتبر المحلل السياسي أن "رهان النهضة الأكبر هو الحفاظ على النظام السياسي القائم على توزيع السلطات، وقد رشحت زعيمها راشد الغنوشي إلى التشريعيات للحصول على رئاسة البرلمان، فيما ستدعم المرشح الذي سيضمن لها الحفاظ على استمرارية النظام السياسي".

ويعتقد البوعزيزي أن "الرئيس الأسبق، المنصف المرزوقي، سيكون أكبر المستفيدين من تقديم الرئاسيات على التشريعيات، وهو المرشح الأبرز باعتباره شخصية غير أيديولوجية".

تفاوت الاستعدادات

يشاطر المحلل السياسي، خالد عبيد، هذا الطرح، قائلا إن "وفاة رئيس الجمهورية، قد فاجأت جميع المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية".

ويضيف عبيد: "الثابت أن جميع المرشحين غير جاهزين في الوقت الحالي لخوض هذه الانتخابات، لكن مع وجود تفاوت في الجاهزية بين بعض المرشحين الذي كانوا قد شرعوا في تهيئة حملتهم منذ فترة".

ويستبعد عبيد أن "تطالب القوى السياسية بتأخير موعد الانتخابات، بعد تأكيد الهيئة المستقلة للانتخابات نشر الموعد الجديد بالرائد الرسمي، ما يفرض على المرشحين تجهيز حملتهم تماشيا مع الموعد الجديد".

المصدر: أصوات مغاربية