مسؤول كردي يحذر ... التهديدات التركية جادة والحل الوحيد في دمشق

مسؤول كردي يحذر ... التهديدات التركية جادة والحل الوحيد في دمشق
الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠١٩ - ٠٢:٢٨ بتوقيت غرينتش

رأى رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين عمر أوسي، أن أميركا وتركيا توصلتا إلى تفاهمات أعطت بموجبها واشنطن أنقرة الضوء الأخضر لاجتياح منطقة شرق الفرات، بخلاف ما أعلنته الأخيرة بأن المفاوضات بين الجانبين "فشلت" بشأن إنشاء ما تسمى "منطقة آمنة".

العالم - سوريا

ودعت ما تسمى بـ"قوات سورية الديمقراطية– قسد" إلى التنسيق مع الدولة السورية والاتفاق معها، وإلى تشكيل "غرفة عمليات مشتركة" تجمع كل مكونات الشمال مع الجيش العربي السوري للتصدي إلى أي عدوان تركي.

وفي مقابلة مع "الوطن"، أعرب أوسي عضو مجلس الشعب عن اعتقاده، بأن ما تحدث به الأميركيون والأتراك في العلن بعد زيارة المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري إلى أنقرة ومحادثاته هناك، «لا يعكس واقع المحادثات التي جرت خلف أبواب مغلقة».

وأضاف: "يعتقد أنه جرى تفاهم أميركي تركي بإعطاء واشنطن الضوء الأخضر لأنقرة باجتياح منطقة شرق الفرات، ولكن بالتدريج".

وأشار أوسي إلى أن المشروع التركي في شمال سوريا من المحتمل أن يبدأ بمنبج ومن ثم عين العرب ورأس العين والمناطق المحيطة كمرحلة أولى.

ولفت إلى تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأنه "سنجزئ" ما زعم أنه "ممر إرهابي" في إشارة إلى القوى الكردية، موضحاً أن أردوغان يتخذ من تلك المزاعم ذريعة لاجتياح شرق الفرات.

واعتبر، أن التهديدات التركية هذه المرة "جدية وخطرة جداً"، وأن أميركا ستحاول الضغط على "قسد" للقبول بالمشروع التركي.

وأعرب أوسي عن اعتقاده، بأن أميركا بدأت بحل بعض الخلافات مع تركيا ولن تتخلى عنها، لافتاً إلى بيان وزارة الخارجية والمغتربين الشديد اللهجة ضد هذه التفاهمات الأميركية التركية على حساب السيادة السورية، والذي صدر يوم الجمعة الماضي، مشيراً إلى أن البيان يحمل إشارات بأن الموضوع جدي، وأن هناك تفاهمات حصلت بخلاف ما يتم تروجيه من قبل تركيا وأميركا بأن المفاوضات فشلت.

وتابع: "المفاوضات لم تفشل وعلى "قسد" و"وحدات حماية الشعب" الكردية وحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي إعادة حساباتهم وعدم الرهان على الجانب الأميركي الذي يبحث عن قوة غربية وعربية لملء الفراغ كونه على أبواب الانسحاب من المنطقة وترك أبناء المنطقة الشرقية لقمة سائغة لحليفه التركي"، لافتاً إلى أن "أميركا لن تتخلى عن تركيا ولن تخسرها من أجل الأكراد".

ورأى أن "أردوغان سيذهب إلى الأمام في اجتياح هذه المنطقة ليعزز من موقفه وموقعه في الداخل التركي بعد تصدعات خطيرة وانشقاقات ألمت بحزبه "العدالة والتنمية" إثر خساراته في انتخابات بلديات العديد من المدن الكبرى، وبالتالي هو من خلال ترحيل السوريين إلى تلك المناطق يريد الإيحاء بأنه حقق إنجازاً، وأنه ضرب ما يسميه "الإرهاب" في شرق الفرات".وحذر من أنه في حال دخول تركيا لشرق الفرات سيكون هناك الوضع "أخطر مما نتصور" حيث سيقوم بتغيير ديمغرافي عبر تهجير مكونات المنطقة وتوطنين آخرين من التجمعات التي شكلت حاضنة للإرهاب بهدف السيطرة على المنطقة.حسب وصفه.

وإذ أوضح أوسي أن أردوغان بحاجة إلى مثل هذه المغامرات العسكرية والعزف على الوتر القومي حتى يستقطب القاعدة الشعبية في الداخل مجدداً، وكرر مطالبته «قسد» و«با يا دا» بإعادة حساباتهم والتوجه نحو الدولة السورية والتنسيق مع دمشق، وإلا فسيتكرر سيناريو عفرين في شرق الفرات.

كما طالب "قسد"، بوضع كل الأمور جانباً وعدم الرهان على المشروع الأميركي، "فأميركا ليس لديها حلفاء، وأثبت التاريخ أن سياستها هي السبب في المشكلة والمأساة الكردية"، معتبراً أن "الطريق الإيجابي الوحيد الذي يجب أن تسلكه "قسد" هو التنسيق مع الدولة السورية والاتفاق كما جرى في الجولتين السابقتين من المحادثات عندما طرحوا عشر نقاط وتم التفاهم على ست، وأضاف: "حتى النقاط الأخرى يمكن أن تكون هناك تنازلات من قبل الجانبين والوصول إلى حلول وطنية سورية".

وشدد على أن كرد سورية سيبقون جزءاً من الوطن السوري، وأن "الرهان الوحيد يجب أن يكون على مكونات شعبنا السوري وعلى حكومتنا الوطنية في دمشق"، مناشداً "قسد" الإسراع إلى هذا الحوار والحكومة السورية بفتح الباب مجدداً له لقطع الطريق على أي مشروع استعماري .

وختم أوسي بالقول: "أعتقد أن الحدود الشمالية ستشهد خلال الأيام القادمة سخونة غير اعتيادية، ولا أستبعد أن تكون أميركا أعطت تركيا الضوء الأخضر لاجتياح المنطقة، خصوصاً أنهم بعثوا برسائل للكرد بإخلاء المنطقة وسحب قواتهم من المناطق الحدودية إلى العمق السوري"، لافتاً إلى أن مجرد حديث أميركا عن شريط حدودي ومشاركة تركيا، فهذا مشروع له مخاوفه ومس بالسيادة الوطنية ولن تقبله الدولة السورية وستتصدى له، ولن يقبله شعبنا في المنطقة بكل مكوناته التي ستتصدى له".