ما خلفيات تحرك رؤساء الوزراء اللبنانيين السابقين؟

ما خلفيات تحرك رؤساء الوزراء اللبنانيين السابقين؟
الجمعة ٠٢ أغسطس ٢٠١٩ - ١٠:١٣ بتوقيت غرينتش

لوحظ منذ فترة، ليست بالبعيدة، أن تحركا واسعا وكبيرا يقوم به ثلاثة رؤساء حكومة سابقين (فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام) داخل لبنان وخارجه، لبحث الأوضاع السياسية وما آلت إليه أحوال الطائفة السنية في لبنان.

العالم-لبنان

وهذا ما دفع بالمراقبين السياسيين إلى طرح السؤال عن هدف هذا التحرك وما أبعاده؟

فقبل أسبوعين، سافر الفريق الثلاثي إلى الرياض بدعوة من الملك السعودي، وبعد عودته إلى بيروت التقى الوفد رئيس الوزراء سعد الحريري ووضعه في أجواء لقائه الملك وبحث معه في المستجدات على الساحة اللبنانية.

بعض المصادر الإخبارية في بيروت اليوم الجمعة قالت إن هدف هذا التحرك تشكيل جبهة سياسية جديدة مكوّنة من رؤساء الحكومات السابقين، ومجرد وجود جبهة كهذه "يعني عدم قدرة الحريري على أداء الدور المطلوب منه وبشكل خاص فيما يتعلق بحفظ حقوق أهل السنة في لبنان الذي يمثلهم الحريري".

وما يعزز هذه النظرية ضعف موقع الحريري في الساحة الداخلية بعد الانتخابات النيابية التي جرت العام الماضي، إذ خسر من خلالها حزب المستقبل برئاسة الحريري عددا من المقاعد البرلمانية ودخل البرلمان شخصيات أخرى مثل فيصل كرامي وحسن مراد وفؤاد مخزومي كمنافسين جدد للحريري على الساحة السنية.

وهذا التطور كان بمثابة ضربة قوية للحريري، إذ لم تعد أحاديته التمثيلية قائمة بعد بروز لاعبين سُنّة أقوياء أمثال نجيب ميقاتي، الذي حقق نجاحات شعبية وسياسية في عاصمة الشمال طرابلس، وتسمية وزير له في الحكومة الحالية، وفوز فؤاد مخزومي في الانتخابات النيابية الأخيرة في معركة صعبة في العاصمة، مثبتا نفسه رقما بيروتيا أساسيا.

وعلى هذا الأساس تحضر أسماء ميقاتي ومخزومي، كمرشّحين جديين لرئاسة الحكومة عندما يحين الوقت المناسب، من دون أن يعني ذلك إسقاط الأسماء الأخرى فقد تفرز التسويات الإقليمية المحتملة وقائع جديدة.

لكن وبحسب مراقبين، فإن إيجاد بديل للحريري في هذه المرحلة ليس سهلا، لأنه يتمتع بدعم قوي ولافت من رئاستي الجمهورية والبرلمان، فضلا عن تأييد ودعم أحزاب وفعاليات سياسية متعددة، من خارج الطائفة السنية، ترى أن الحريري هو الشخصية السياسية السُنية الأفضل في هذه المرحلة لتولي منصب رئاسة الوزراء.