الزيف الاميركي يكشف عن وجهه في سوريا

الزيف الاميركي يكشف عن وجهه في سوريا
الأربعاء ٠٧ أغسطس ٢٠١٩ - ١٠:٢٤ بتوقيت غرينتش

حقيقة زيف السياسة الاميركية في المنطقة تتكشف يوما بعد يوم فعلى الرغم من ان  الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كان قد أعلن في 19 كانون الأول/ديسمبر الماضي، بدء انسحاب القوات الأميركية من سوريا وعودتها إلى الولايات المتحدة، دون تحديد موعد زمني، بحجة هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا الا ان الحقيقة هو ان قوات الأميركية مازالت متواجدة في المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية بشكل غير شرعي وتبحث دائما عن الذريعة لتقوية هذا التواجد.

العالم- سوریا

في الوقت الذى تؤكد فيه التقارير والوقائع وجود علاقة وثيقة بين اميركا وتنظيم داعش الارهابي حيث تزوده بمختلف أنواع الدعم اللوجستي والتسليحي بينما يقوم التحالف الدولي الذى شكلته واشنطن من خارج مجلس الأمن في آب 2014 بارتكاب المجازر بحق السوريين، الا ان الولايات المتحدة تتدعي دوما محاربتها لتبرر تواجدها غير القانوني في سوريا وما يثبت زيف النية الاميركية في الخروج من هذا البلد هو ما أعلنته وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" على لسان المفتش العام لوزارة الدفاع الأميركية جلين فاين،أن الانسحاب الجزئي للقوات الأميركية من سوريا في الأشهر الأخيرة أدى إلى إضعاف قدرة "قوات سوريا الديمقراطية" على محاربة "داعش".

وقال فاين، في تقرير حول التقدم في عملية محاربة "داعش": "قامت القوات الأميركية بالانسحاب الجزئي من سوريا خلال فترة (نيسان/أبريل- تموز/يوليو 2019)، الأمر الذي أضعف الدعم اللازم لقوات الشركاء في وقت احتاجوا فيه إلى التدريب والتجهيزات للتعامل مع خلايا تنظيم داعش الجديدة".

وأشار إلى أن الجماعات المدعومة من واشنطن لم تكن قادرة على القيام "بعمليات طويلة الأمد ضد مقاتلي داعش"، وعلى وجه الخصوص، لم تتمكن القوات العراقية بالاحتفاظ بالأراضي المحررة من الإرهابيين لفترة طويلة، بينما كانت القوات الكردية في سوريا "محدودة مبدئيا" من حيث عدد المقاتلين والمعدات والقدرات الاستخباراتية لمواجهة خلايا داعش المنبعثة من جديد.

وأعلن فاين أن المشاحنات بين القوات العراقية والقوات الكردية أدت إلى تعزيز صفوف تنظيم "داعش".

اميركا لم تكتفي فقط في الادعاء ان وجودها ضروري للهزيمة لداعش بل قامت في خرق جديد للقوانين والمواثيق الدولية بادخال قافلة من عشرات الشاحنات والعربات العسكرية التابعة لما يسمى "التحالف الدولي" وذلك دعما لميليشيات "قسد" التي تحاصر الأهالي وتعتدي عليهم وتسرق النفط في المنطقة الشرقية.

وكانت مصادر إعلامية كشفت بالوثائق منتصف الشهر الماضي عن رسالة رسمية تؤكد القبول بأن تمثل شركة "كاهانا" الإسرائيلية ما يسمى "مجلس سوريا الديمقراطية" في جميع الأمور المتعلقة ببيع النفط المسروق من قبله وذلك بموافقة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية بمعدل 125 ألف برميل مع إعطاء "كاهانا" حق استكشاف النفط بمنطقة الجزيرة السورية.

وأكد عدد من الأهالي أن الوجود الأميركي اللاشرعي على أرض المحافظة هو خدمة لمصلحتها ومتى حققتها ستتخلى عن أدواتها المحليين والشواهد التاريخية كثيرة في هذا المجال مشيرين إلى أن واشنطن ومن خلال ما تقدمه من دعم للميليشيات الانفصالية تهدف إلى إطالة أمد الحرب والإبقاء على حالة عدم الاستقرار والفوضى وتأمين غطاء لسرقة ثروات البلاد عن طريق الميليشيات التي قمعت المظاهرات العارمة والاحتجاجات خلال الأشهر والأسابيع الماضية المطالبة بخروج قوات الاحتلال الأميركي والفرنسي من سوريا ووقف التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية تحت أي ذريعة.

وينوه الأهالي بالمجازر التي ارتكبها ما يسمى بـ "التحالف الدولي" بحق أبناء محافظات دير الزور والحسكة والرقة وحلب والتي أدت إلى استشهاد وجرح آلاف المواطنين وتدمير منازلهم وأن هذه القوات لن تحمي الانفصاليين وستعرض المنطقة بشكل كامل للخطر.

وفي سياق اخر، أحبط الجيش السوري مساء الثلاثاء محاولة لتنظيم "أجناد القوقاز" شن هجوم واسع يرمي لمؤازرة إرهابيي ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، وذلك بالتزامن مع استئناف العملية العسكرية التي يشنها الجيش.

واندلعت اشتباكات عنيفة بين وحدات الجيش السوري وبين المجموعات الإرهابية المسلحة التابعة لتنظيم "أجناد القوقاز" التي كانت تتقدم باتجاه مواقع الجيش تمهيدا لمهاجمتها، على المحور الغربي لبلدة أبو الظهور بريف إدلب الجنوبي الشرقي.

وقال مصدر عسكري أن محاولة الهجوم هذه تأتي لتخفيف الضغط الذي يحدثه تقدم القوات السورية في ريف حماة الشمالي والذي أسفر عن تحرير بلدة الأربعين الاستراتيجية والتي تمهد السيطرة عليها لاقتحام بلدات كفرزيتا واللطامنة والزكاة التي تضم أبرز معاقل التنظيمات الإرهابية بريف حماة وأقوى خطوطها الدفاعية في المنطقة.

ويضم تنظيم "أجناد القوقاز"، مقاتلين متطرفين منحدرين من دول تقع على الحد الفاصل بين أوروبا وآسيا مثل أذربيجان وأرمينيا وجورجيا والشيشان، وتقدر أعدادهم بآلاف المقاتلين الذين وصلوا إلى سوريا مع عائلاتهم أواخر 2012 وأوائل 2013، وبدؤوا بالتجمع في فصيل عسكري واحد تحول إلى كيان مستقل عن الفصائل الأخرى.