التدخل الامريكي بملف قبر شمون يفتح باب الاسئلة اللبنانية

التدخل الامريكي بملف قبر شمون يفتح باب الاسئلة اللبنانية
الخميس ٠٨ أغسطس ٢٠١٩ - ٠٣:٤٠ بتوقيت غرينتش

يخلف بيان السفارة الامريكية في بيروت جدلا واسعا حول الاهداف من تدخلها بقضية قبر شمون الداخلية.

العالم- لبنان

اسس بيان سفارة الولايات المتحدة الامريكية في بيروت حول مجريات قضية قبر شمون نقاشا واسعا استدعى انتباه المتابعين والاوساط السياسية المعنية لناحية صياغة النص ومحتواه والتوقيت الذي يأتي في خضم العراك السياسي بين اطراف الخلاف الجبلي ليسجل هذا البيان وبحسب المراقبين سابقة في مقاربة واشنطن لملف داخلي محض فيما رأوا فيه انكشافا واضحا للنوايا الامريكية تجاه لبنان باستمرار سياسة تقليب فريق على اخر تحت مزاعم حرص الامريكيين على السلم الاهلي فيه.

بيان عوكر كان بمثابة رسالة لمن يهمه الامر تقول الاوساط المتابعة. وهو يحمل في طياته تصريحا واضحا حول آلية التحقيق المناطة بالقضاء اللبناني وحده وما التحذير من تسييس الملف الا خطوة متقدمة تريد من خلالها واشنطن الايحاء للافرقاء بانها الى جانب حلفائها السياسيين في وقت ربما استشعر فيه المسؤولون الامريكيون خطر نتائج تداعيات تحويل الملف الخلافي الى المجلس العدلي وما يستتبع ذلك من محاصرة لاصدقائها وحلفائها السياسيين.

رسالة السفارة الامريكية تاتي قبل اسبوع من زيارة يعتزم القيام بها رئيس الحكومة سعد الحريري الى الولايات المتحدة الامريكية للقاء المسؤولين هناك بغية التنسيق في المواقف وترتيب اولويات المرحلة التي تختلط فيها الاوراق حسب تعبير الاوساط المتابعة.

كما وتوقفت الاوساط نفسها عند الانتقادات غير المباشرة التي تضمنها بيان عوكر للقضاء اللبناني لا سيما دعوته الى عدم التدخل السياسي والتأثير على مجريات التحقيق مشيرا البيان الى ان اي محاولة لاستغلال حادثة قبرشمون بهدف تعزيز اهداف سياسية يجب ان يتم رفضها حسب البيان.

هذا وربط المتابعون توقيت البيان بالمؤتمر الصحافي للحزب التقدمي الاشتراكي الذي جاء بعد اربع وعشرين ساعة منه والذي وجه فيه وزير الصناعة وائل ابو فاعور اصابع الاتهام الى فريق رئيس الجمهورية في الحكومة في ما قال عنه تضليل وتزوير يجري في القضاء في ما خص قضية الجبل.

ومن هنا تتابع الاوساط رصد المستجدات والتطورات خاصة ما اعتبرته محاولة من رئيس الحز ب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط البحث عن لحظة تشبه لحظة العام الفين وخمسة بعد اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري يقودها جنبلاط من وسط بيروت على الرغم انه يدرك تماما ان العام 2019 ليس كالعام 2005 وان موازين القوى اختلفت وهي ليست لمصلحته حسب الاوساط المعنية.

فهل يؤسس بيان عوكر الى زيادة في التأزيم بين الفرقاء اللبنانيين. وما هي الرسالة التي ارادت واشنطن عبر سفارتها في بيروت توجيهها الى المسؤولين اللبنانيين في لحظة تحتاج الى مساع للتهدئة اكثر من النفخ بالنار لتجنيب لبنان المزيد من الانقسام السياسي.

*حسين عزالدين/ بيروت