ماذا يحصل لقسد اذا وافقت واشنطن على طلب أنقرة؟

الجمعة ٠٩ أغسطس ٢٠١٩ - ٠١:٤٣ بتوقيت غرينتش

تم مؤخراً التوصل الى اتفاق امريكي تركي على إنشاء ما يسمى المنطقة الآمنة في الشمال السوري، والذي يتقاطع مع تهديد انقرة بعمل عسكري ضد القوات الكردية المدعومة اميركيا.

واكد الكاتب السياسي حسن حردان، انه منذ البداية كان متوقعاً ان يحصل في النهاية هناك اتفاق بألا يكون هناك قطيعة امريكية تركية بسبب الحلف الاستراتيجي التركي الامريكي القائم بينهما اولاً، وبسبب ان امريكا لا تستغني عن تركيا التي لها موقع استراتيجي مهم في المنطقة كدولة اقليمية.
وقال حردان في حوار خاص مع قناة العالم عبر برنامج "مع الحدث": ان واشنطن وقعت بين خيارين بين ان تخسر أنقرة أو بين ان تخسر قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ولذلك هي تحاول بألا تخسر القوات الكردية وبنفس الوقت تحافظ على علاقاتها مع تركيا.
واوضح حردان، ان الولايات المتحدة الامريكية سعت الى ارضاء تركيا واقناع قوات قسد بأن اتفاقها مع أنقرة لن يكون على حسابها.
واضاف، ان من يقرأ في مضامين الاتفاق ومسار الامور يظهر ان الولايات المتحدة استخدمت قوات "قسد" واستخدمتهم لفترة وبدأت الان المساومة عليها، مشيراً الى ان ما تبقى من علاقات بين واشنطن وقسد هي لغرض التوظيف السياسي الامريكي في الازمة السورية لا غير.
واكد حردان ان قوات "قسد" كانت تراهن على تنفيذ السياسة الامريكية مقابل ان يحصلوا على حكم ذاتي او ما يسمى (الكانتون) في الشمال السوري، ولكن اليوم بعد التوصل الى الاتفاق الامريكي التركي فانه يعتبر انهاءاً لهذا الكانتون، ولهذا على "قسد" ان تقرر هل ستستمر في العلاقة مع امريكا على حساب كل ما كانت قد وعدت فيه من قبل واشنطن.
من جانبه، اكد عضو لجنة العلاقات الخارجية في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي دارا مصطفى، انه قبيل التوصل الى اتفاق امريكي تركي في الشمال السوري حول ما يسمى المنطقة الآمنة، كانت هناك مشاورات امريكية مع قوات سوريا الديمقراطية حول هذه المنطقة.
وقال مصطفى: ان شروط قوات سوريا الديمقراطية "قسد" كانت واضحة بأنها لن تسمح بمنطقة آمنة بأكثر من 5 كيلومترات وشريطة ان تكون تحت حماية دولية ومحلية وليست تحت السيادة التركية المطلقة.
واوضح مصطفى، ان الولايات المتحدة لا تريد خسارة قوات سوريا الديمقراطية لانها كانت شريك اساسي في الحرب على تنظيم داعش الوهابي واثبتت فاعليتها في ذلك، مشيراً الى ان امريكا في الاول، حاولت الاتفاق مع تركيا والمعارضة السورية لمحاربة داعش ولكن النتيجة كانت عكسية تماماً حيث قدموا الدعم والمساندة لداعش.
واضاف مصطفى، ان جميع فصائل المعارضة التي تمت تسليحها وتدريبها امريكياً انضمت الى داعش وبايعتها، وبالتالي امريكا لم تعد تثق لا بالمعارضة المرتزقة لتركيا ولا بأنقرة، ولكنها بنفس الوقت لا تستطيع التخلي عن تركيا بسبب موقعها السياسي والجغرافي في المنطقة.
بدوره، اكد الكاتب السياسي الخبير بالشؤون التركية غسان يوسف، ان لدى تركيا اطماع في سوريا، مشيراً الى ان من خطورة تركيا انها اذا دخلت منطقة لا تخرج منها، فمثلاً حينما دخلت الى قبرص عام 1974 ومازالت، واحتلت لواء الاسكندرون من سوريا، كما دخلت الاراضي العراقية ولم تخرج منها.
وقال يوسف: ان الاطماع التركية تخيف الوضع في سوريا، ولهذا تعتبر دمشق ان كل دخول تركي الى سوريا هو دخول احتلال.
واوضح يوسف، ان تركيا تحاول اليوم توسيع مناطق سيطرتها سواء في شرق الفرات او غربه وحتى في ادلب، وقدمت الاسلحة للمجموعات المسلحة وعلى رأسها جبهة النصرة والحزب التركستاني من المجموعات الاجنبية، معتبراً ان خطورة تركيا يكمن في هذا الامر بعدما تجاوزت اتفاق استانا.
وحذر الخبير بالشؤون التركية، من ان تركيا تسير بشكل تكتيكي، وحصلت على بعض المناطق السورية كالباب وطرابلس والراعي وغيرها تحت ما يسمى عملية درع الفرات.
ورأى يوسف، ان قوات سوريا الديمقراطية رهينة للسياسة الامريكية، والاخيرة اذا وافقت على اقامة منطقة آمنة بعمق 40 كيلومتراً كما تطالب تركيا، فليس لدى "قسد" اي خيار الا الموافقة، واصبحت وسيلة لتنفيذ ما يملى عليهم من قبل السياسة الامريكية.
ودعا يوسف اعادة الحوار ما بين الدولة السورية وبين مجلس سوريا الديمقراطية ومن يدير هذه المنطقة، معتبراً انها السبيل الوحيد لانقاذ قسد من براثن تركيا وامريكا.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/4368576

https://www.alalamtv.net/news/4368726