هكذا يكتم الاحتلال أفواه الصحافيين في فلسطين

هكذا يكتم الاحتلال أفواه الصحافيين في فلسطين
الجمعة ٠٩ أغسطس ٢٠١٩ - ٠٥:١٦ بتوقيت غرينتش

باعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي للصحفي الفلسطيني محمد عتيق (27 عاما) بعد مداهمة منزله في بلدة "برقين" في محافظة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة قبل يومين، يرتفع عدد الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال إلى عشرين صحفيا.

العالم - فلسطين

ويعمل عتيق مراسلا صحفيا لشبكة "وطن" المحلية الذي تبث من مدينة رام الله، وكذلك صحفي غير متفرغ مع عدد من الوكالات المحلية والأجنبية. وقال والده الشيخ علي عتيق لفلسطين الآن" إن قوات الاحتلال خلعوا باب البيت، واحتجزوا أفراد العائلة في غرفة واحدة، وفتشوه وعبثوا بمحتوياته".

ولفت إلى أن الضابط الإسرائيلي المسئول عن الوحدة العسكرية التي داهمت المنزل، سأل عن محمد، وبعدما تأكد من هويته، قام الجنود بتعصيب أعينه ومن ثم اعتقاله. وكان محمد قد اعتقل قبل أربعة أعوام، وتحديدا في آب 2015، عندما كان طالباً في سنته الجامعية الأولى في جامعة "القدس"، ومقرها بلدة "أبو ديس"، حيث قضى 10 أشهر في الأسر، على تهمة نشاطات طلابية. وعمل محمد خلال فترة دراسته الصحافة متطوعا لدى عدد من المواقع الالكترونية، ولاحقا بعد تخرجه انضم للعمل مع بعضها كمراسل ميداني ومصور.

كما أنه من الصحفيين الذين عملوا على تغطية ملاحقة الاحتلال للشهيد أحمد جرار، لا سيما أن بلدة برقين عانت في تلك الفترة من اقتحامات متتالية، لقربها من مسقط رأس الشهيد. ويعد عتيق من الصحفيين الشباب وهو ناشط في متابعة قضايا الأسرى تحديدا.

نشرت شبكة وطن، بيانا استنكرت فيه اعتقال الاحتلال لمراسلها محمد عتيق، مؤكدة أن "الاحتلال ماض في سياسة تكميم الأفواه، والاعتقال على خلفية العمل الصحفي"، مطالبة المؤسسات الدولية والحقوقية المعنية بحقوق الإنسان وحماية الصحفيين، بوقف انتهاكات الاحتلال بحقهم، في محاولة لمنعهم من تأدية مهامهم والتضييق على أبسط حقوقهم بتغطية صحفية حرة ضمن ما حفظ لهم القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان العالمية.

في أحدث تقرير لـ"لجنة دعم الصحفيين" وهي (منظمة غير حكومية)، صدر في نهاية حزيران الفائت، تبين أن "إسرائيل" تعتقل في سجونها 19 صحفيا فلسطينيا، ومع اعتقال عتيق اليوم يرتفع العدد إلى 20 صحفيا. ومن بين إجمالي أعداد الصحفيين المُعتقلين، وثقت اللجنة صدور أحكام بالسجن الفعلي لحوالي 7 صحفيين، واعتقال إداري (بدون محاكمة) لأربعة صحفيين، وتوقيف عدد أخر بانتظار صدور الحكم . وقالت اللجنة: إن "الاحتلال الإسرائيلي يعتقل الصحفيين على خلفية حرية الرأي، وتقوم بمحاكمتهم في محاكم عسكرية ومن خلال منظومة قوانين عنصرية، مخالفا بذلك المواثيق الدولية التي تكفل حرية العمل الصحفي".

وأوضحت اللجنة أن "إسرائيل" ترتكب عدة انتهاكات بحق الصحفيين المعتقلين، أبرزها "الاعتقال الإداري (سجن بدون تهمة)، وإصدار أحكام تصل إلى السجن المؤبد، والتنكيل النفسي والمعنوي، وتوقيفهم في سجون بانتظار المحاكمة، وإبعاد آخرين عن مناطق سكنهم، وفرض الحبس المنزلي، والإهمال الطبي بحق المرضى منهم، والتعذيب أثناء اعتقالهم".

نقابة الصحفيين بدورها، استنكرت نقابة الصحفيين، اليوم الخميس، اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي، الصحفي محمد عتيق، بلدة برقين، جنوب غرب مدينة جنين .

وطالبت النقابة، في بيان لها، كافة المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية، وفي مقدمتها الاتحاد الدولي للصحفيين، بالضغط على سلطات الاحتلال للإفراج الفوري عن كافة الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال بحجج وذرائع واهية.

وعبرت النقابة عن بالغ قلقها إزاء تصاعد جرائم وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بأجهزته المختلفة، لحقوق الصحفيين، والتي تتعارض مع أبسط القواعد القانونية الدولية والمواثيق التي تكفل حرية العمل الصحفي وتجرم الاعتداء والمساس بها، الأمر الذي يستدعي من سلطات الاحتلال الإفراج الفوري عن كافة الصحفيين المعتقلين، ووقف التلاعب بحرية الصحفيين المعتقلين من خلال الإجراءات المتبعة في محاكم الاحتلال.