تعرف.. كيف تمت عملية الافراج عن الشيخ الزكزاكي؟

تعرف.. كيف تمت عملية الافراج عن الشيخ الزكزاكي؟
الثلاثاء ١٣ أغسطس ٢٠١٩ - ٠١:٣٦ بتوقيت غرينتش

وصل زعيم الحركة الاسلامية في نيجيريا الشيخ ابراهيم الزكزاكي برفقة زوجته الى الهند لتلقي العلاج، بعد ان قامت السلطات النيجيرية بالافراج عنهما رضوخا للمظاهرات الشعبية التي شهدتها البلاد للمطالبة بضرورة إطلاق سراحهما بسبب وضعهما الصحي المتدهور. وشهدت مدينة ابوجا وبقية المدن النيجيرية احتفالات عقب سماح الحكومة للشيخ بالسفر الى الخارج للعلاج. هذا واعربت طهران عن ارتياحها لهذه الخطوة معلنة استعدادها لتقديم اي مساعدة.

العالم- تقارير

واخيرا، وبعد اربع سنوات من قبوعه في السجن والضغوط الشعبية التي استمرت داخل نيجيريا وخارجها، قررت السلطات النيجيرية اطلاق سراح زعيم الحركة الاسلامية في نيجيريا الشيخ ابراهيم الزكزاكي وزوجته بعد تدهور حالتهما الصحية، حيث غادر الشيخ بصحبة زوجته وعدد من افراد اسرته البلاد متجها الى الهند لتلقي العلاج بعد سماح القضاء النيجيري بذلك.

وحسب قرار المحكمة فأنّ القوات النيجيرية أطلقت سراح الشيخ وزوجته بعد تدهور حالتهما الصحية، حيث كان 148 طبيبا من مختلف التخصصات من ايران وسوريا والعراق ولبنان وافغانستان وباكستان والهند، قد وجهوا رسالة الى سلطات ابوجا حذروا فيها من تدهور وضع الشيخ الزكزاكي مؤكدين ضرورة نقله الى مستشفى تخصصي لتلقي العلاج.

محامو الشيخ اكدوا انه قد فقد عينه اليمنى وقد يفقد اليسرى اثر وضعه الصحي المتدهور فيما يعاني جسمه من شظايا رصاصات أصيب بها عام 2015 عندما ارتكب الجيش النيجيري مجزرة في بلدة زاريا بحق أتباع الحركة الإسلامية في نيجيريا راح ضحيتها عدد كبير من الشهداء والجرحى واعتقال آخرين بينهم الشيخ الزكزاكي وزوجته.

وشهدت مدينة ابوجا النيجيرية وبقية المدن فيها احتفالات شعبية وتهاني بخبر الافراج عن الشيخ الزكزاكي وزوجته بعد أن أصدر أنصار الشيخ بيانا أكدوا فيه أن "زعيم الحركة الإسلامية في نيجيريا الشيخ إبراهيم الزكزاكي غادر نيجيريا أخيرا برفقة زوجته إلى الهند، ومعهما بعض أفراد العائلة وعناصر أمن".

كما احتفل المعتصمون امام السفارة النيجيرية في لندن بخبر مغادرة الشيخ إبراهيم زكزاكي وزوجته إلى الهند لتلقي العلاج بعدما وصل وضعهما الصحي إلى المرحلة الحرجة. وعمت الفرحة المشاركين في الاعتصام الذين هنأوا بعضهم البعض بعد الافراج عنه، وتمنوا الشفاء العاجل له ولزوجته وعودتهما الى ارض الوطن.

وكانت نيجيريا قد شهدت سلسلة من الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى برصاص قوات الامن التي تعمدت الافراط في استخدام العنف ضدهم واطلاق الرصاص الحي مباشرة على مناطق قاتلة من الجسد في الراس والقلب، كما اعتقلت سلطات الامن اعدادا كبيرة من أنصار الشيخ الزكزاكي.

كذلك حصلت حركة احتجاجات شعبية في الخارج طالب بالإفراج عن الشيخ الزكزاكي ومنها اعتصام استمر 33 يوما امام السفارة النيجيرية في لندن طالبت بالضغط على السلطات النيجيرية لوقف مسلسل الترهيب والقمع ضد الشيخ الزكزاكي وعائلته وأنصاره.

الخارجية الايرانية تعلق..

وفي أول رد فعل رسمي إيراني، أعرب المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي عن سعادته لمغادرة الشيخ الزكزاكي وعقيلته نيجيريا الى الهند لتلقي العلاج مع تمنياته له بالشفاء التام والصحة.

واعتبر ان طهران تأمل ان تكون مغادرة الشيخ الزكزاكي الى الخارج فرصة جيدة لحل المشاكل بين الحركة الاسلامية في نيجيريا والحكومة النيجيرية، لضمان حقوق اتباع اهل البيت عليهم السلام، ورفع القيود المفروضة على الحركة الاسلامية والإفراج عن السجناء.

واضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبينما تدعم هذه العملية، تعلن استعدادها لأي مساعدة.

نبذة عن حياة الشيخ..

هو الشيخ إبراهيم يعقوب الزكزاكي من مواليد 5 أيار/مايو 1953 في زاريا بولاية كادونا شمال نيجيريا، وهو عالم دين إسلامي وسیاسي وزعيم الحركة الاسلامية في نيجيريا.

تأثر الشيخ إبراهيم الزکزاکي بأفکار الإمام روح الله الخميني الموسوي (قدس سره)، فبدأ نشاطاته الدينية والإجتماعية في بدایة شبابه وأولى اهتماماً خاصاً بقضايا العالم الإسلامي فأسس مع زملائه رابطة شباب المسلمين ومنها بدأ نشاطه الحركي الإسلامي.

وفي أواخر السّبعينيات، ترأس الشيخ الزكزاكي حركة شبابية دينية داخل المؤسسات التعليمية والأكاديمية، وكانت ذات طابع اسلامي في نيجيريا عبر اتحاد الطلاب المسلمين، في وقت كان الفكر السائد في نيجيريا هو الفكر الشيوعي والرأسمالي وسط غياب الفكر الإسلامي. وانتقلت هذه الحركة مع الوقت إلى الأوساط الشعبية لتلقى قبولاً واسعاً.

في العام 1979 قام الشيخ الزكزاكي بزيارة الإمام الخميني (قدس سره) في منفاه بباريس ما أثر تأثيرا كبيرا على شخصية الشيخ الزكزاكي، حيث سافر بعد انتصار الثورة الإسلامية الى ايران لإكمال دراسته في الحوزة العلمية بمدينة قم المقدسة.

وبعد انهاء دراسته في إيران عاد الشيخ الزكزاكي الى نيجيريا حيث استأنف نشاطه الديني والثقافي بدعوة الشباب الى الإسلام الأصيل وقام بتأسيس الحركة الإسلامية في نيجيريا وركز نشطاه على إنشاء المدارس الدينية حيث افتتح اكثر من 300 مدرسة دينية في انحاء نيجيريا ودول الجوار لنشر الثقافة الإسلامية.

وتعرض الشيخ الزكزاكي لمحاولات اغتيال عديدة، منها في أعوام 1999 و2007 و2015. فقَد إحدى عينيه، وأصيبت زوجته بجروح بالغة، واستشهد ستة من أبنائه خلال السنوات الماضية ثلاثة منهم تم قتلهم مرة واحدة على ايدي الجيش النيجيري عندما كانوا يشاركون عام 2014 في مراسم احياء يوم القدس العالمي. كما استشهدت أخته وابن أخيه، وجُرفت أضرحة والدته وأولاده، وسُوّي منزله بالأرض. مسيرة يختصرها مقرّبون من الشيخ الزكزاكي بقولهم إنها "تضحيات يقدمها الشيخ النيجيري على طريق القدس".

مجزرة زاريا..

يذكر ان الحركة الاسلامية التي يقودها الشيخ الزكزاكي تعرضت للتصفيات الجسدية بشكل متكرر بفعل ضغوط سعودية واسرائيلية وشراء ذمم كبار الضباط في الجيش ومن بينهم توكور بوروتاي رئيس اركان الجيش النيجري الذي نفذ جريمة مجزرة مقر الحركة الاسلامية في مدينة زاريا في 12 كانون الأول/ ديسمبر 2015.

واقدم الجيش النيجيري على اطلاق الرصاص الحي على انصار الشيخ الزكزاكي في مدينة زاريا في ولاية كادونا، موطن رأس الزكزاكي، وحاصر حسينية "بقية الله" التي كانت تستعد للاحتفاء بالمولد النبوي اشريف، واقتحم بعد ذلك منزل زعيم الحركة الإسلامية، معتقلاً إياه مع زوجته بعد إصابتهما بجروح بالغة.

وبرر توكور بوروتاي رئيس اركان الجيش النيجيري عمليات القتل العشوائية بوجود مخطط لدى الحركة الاسلامية لاغتياله وهو ما نفته الحركة جملة وتفصيلا وأدت عمليات اطلاق النار إلى استشهاد الف مدني من الرجال والنساء والأطفال، من بينهم العديد من قياديي الحركة، في ما عُرف بـ"مجزرة السبت الأسود".

الحكومة النيجيرية لم تمتلك حتى اللحظة أي دليل تقدمه لإدانة الزكزاكي، باستثناء اتهامات بأن "المتظاهرين تجمهروا حول موكب رئيس الأركان خلال مروره وقاموا بإطلاق النار". اتهامات لا يقيم لها أتباع الشيخ وزناً، لافتقارها إلى أي مسوّغ قانوني يثبت تورطه وأنصاره في محاولة الاغتيال، وهو ما دعمه قرار المحكمة العليا سابقاً بإطلاق سراحه.

وقد نفى الشيخ الزكزاكي بنفسه الاتهامات المُوجَّهة إليه، مؤكداً أنه تعرض لهجوم مفاجئ من القوات النيجيرية، في الوقت الذي تشدد فيه الحركة دائماً على عدم امتلاكها السلاح، وأنها غير عسكرية.

وأدت الاعتداءات الى تدمير الحسينية على يد قوات الجيش التي استخدمت الدبابات والآليات العسكرية والقنابل بالاضافة الى الاعتداء على المتوجهين إلى مراسم الاحتفاء بالمولد النبوي من المدن الأخرى.

تفاصيل المجازر التي ارتكبتها السلطات النيجيرية بحق الشيخ الزكزاكي وأنصاره في يوم القدس، وما تبعها وما سبقها، تكشّفت تباعاً. ففي نيسان/ أبريل الماضي، اتهم الزكزاكي، في اتصال هاتفي مع نجله، السعودية بأنها هي التي موّلت تنفيذ الجيش النيجيري مجزرة زاريا، وأنها "مأمورة في ذلك من الولايات المتحدة وبريطانيا".

بدورها، أكدت مصادر مطلعة على تفاصيل القضية، أن الشيخ الزكزاكي كان مرصوداً ومتابَعاً وملاحَقاً في تحركاته ومواقفه من قبل المخابرات السعودية، قبل واقعتَي يوم القدس والسبت الأسود بسنوات. وكشفت المصادر أيضاً أن الحركة الإسلامية في نيجيريا تمتلك دلائل "تثبت تورط السعودية في المجازر التي حصلت"، وأنها "ستظهرها في الوقت المناسب".

وفي شهر كانون الأول/ ديسمبر 2016 أصدر القضاء النيجيري حكماً بالإفراج الفوري عن زعيم الحركة الإسلامية الشيخ ابراهيم الزكزاكي وتغريم الأجهزة الأمنية 150 ألف دولار تعويضاً لأسرته، بعد أن تقدم الشيخ الزكزاكي بشكوى إلى المحكمة لاعتقاله من دون إبلاغه تهمته خلال الهجوم الذي شنّه الجيش على المركز الإسلامي النيجيري.

إلا أن قوات الأمن لم تستجب لحكم القضاء بإطلاق سراح الشيخ الزكزاكي وواصلت اعتقال العديد من انصار الحركة الإسلامية، ولم يتم محاسبة الذين تسببوا بقتل المئات من الأبرياء في مجزرة زاريا.

وقد وجهت المحكمة العليا في نيجيريا تحذيراً لمرتين، إلى كل من رئيس قيادة الاستخبارات، وقيادة الشرطة، ورئيس السلطة القضائية، بالإسراع في تنفيذ حكم المحكمة القاضي بإطلاق سراح الشيخ الزكزاكي، محذرة المعنيين من مغبة المماطلة في تنفيذ الحكم القضائي.