معركة إدلب ستنتهي بحزم روسي أمام تركيا الغير ملتزمة

الخميس ١٥ أغسطس ٢٠١٩ - ٠٩:٥٨ بتوقيت غرينتش

تقدمت القوات السورية نحو"خان شيخون" وطوقت بذلك آخر جيب من جيوب المجموعات المسلحة بريف حماة الشمالي وفي ريف إدلب الجنوبي، وتمارس موسكو من جهتها ضغوطا على أنقرة ردا على ذهاب الأخيرة نحو التفاهم مع واشنطن، ونظرا لعدم التزامها بالاتفاقيات الموقعه بينها وبين الحكومة السورية. ويبدو أن معركة إدلب ستكون مصيرية ولا يمكن تأخيرها.

وقال الدكتور نسيب حطيط، الباحث في الشؤون الإقليمية والدولية في حديث لبرنامج "مع الحدث" الخاص بقناة العالم الإخبارية، إن ما يجري في "خان شيخون" وإدلب وحماة، هو امتداد استراتيجي لمعارك وادي الحجير، لانه في القرار 1701 وحتى اللحظة، كان هناك وقف للأعمال العدائية وليس وقف لإطلاق النار.

وأضاف الدكتور حطيط، أن الجفرافيا التي يقاتل فيه المحور الأميركي - الإسرائيلي محور المقاومة، توسعت اليوم لتشمل سوريا والعراق واليمن، وبالتالي كانت هناك مواجهة مباشرة بين المقاومة والعدو الإسرائيلي. الان هناك مواجهة غير مباشرة وبالوساطة عبر الميليشيا أو الجماعات الإرهابية.

واعتبر الدكتور حطيط أن معركة إدلب التي تأخرت لعام بناء على تدخل روسي عبر وساطة آستانا مع الأتراك، سيتم تسويتها بطريقة سلمية، وأن والأتراك إما أنهم يماطلون وإما أنهم لا يملكون القرار المستقل في المنطقة الآمنة وغير الآمنة.

وأكد الدكتور حطيط أن محور المقاومة والروس لا يستطيع الان تأخير معركة إدلب، وقد بدأ الهجوم باتجاه جنوب إدلب، لان المعركة ستكون مفصلية. وبالتالي اتجه الجيش السوري وحلفائه لابعاد منطقة الساحل(طرطوس واللاذقية) عن مرمى النيران الصاروخية لجماعات النصرة في إدلب.

واعتبر الدكتور حطيط أن المعركة في إدلب ستكون شبيهة بحرب تموز، لانه ستكون المواجهة بين الجيش السوري وحلفائه والروس من جهة، مع المشروع الأميركي - التركي من جهة أخرى.

وفي السياق، قال الدبلوماسي الروسي السابق "فيتشسلاف موتوزوف" لبرنامج "مع الحدث"، إن الاتفاق الروسي - التركي هو مبني على اتفاقية سوتشي، حيث كان اردوغان وبوتين اتفقا على أن التدخل التركي يجب أن يحترم معاهدة الأضنة التي وقعتها الحكومة السورية مع الحكومة التركية.

واعتبر موتوزوف أن الموقف الروسي واضح تماما وأنها لا تتراجع عن هذا الموقف بأي سبب من الأسباب، لان أردوغان لم يلتزم بالتزاماته في سوتشي أمام روسيا وسوريا.

وأكد موتوزوف أن تركيا فشلت في التزاماتها لبناء حزام أمني ونزع السلاح الثقيل، وهذا يعني تركيا غير قادرة على التأثير على المجموعات المسلحة التي يتم تزويدهم بالمال والسلاح من قبل الولايات المتحدة.

وسلط الكاتب السياسي من واشنطن، الدكتور عماد عبد الهادي، ولدى مشاركته في برنامج "مع الحدث"، سلط الضوء على الموقف التركي، حيث قال إن الموقف التركي ملتبس ومراوغ، وهي تحاول منذ فترة اللعب على الحبلين بين روسيا والولايات المتحدة، وفشلت محاولاتها.

واضاف الدكتور عبد الهادي: "فيما يتعلق بملف إدلب يجب أن نلحظ أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل بهدنة قبيل عيد الأضحى حتى يتفرغ لمسألة المنطقة الآمنة، وحينما حلت هذه المسألة خرقت الهدنة وعادت الى تسخين المنطقة ثانية، إذن هو متفق مع روسيا جزئيا".

وشبه الدكتور عبد الهادي، العلاقات بين روسيا وتركيا بنوع من الزواج الكاثوليكي، حيث يحاول رجب طيب أردوغان أن يستفيد من التقارب الروسي ليحصل على تنازلات أكثر من الولايات المتحدة.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/4378386

https://www.alalamtv.net/news/4378391