'الإنترنت الفضائي' يغير طبيعة فرص العمل في المستقبل

'الإنترنت الفضائي' يغير طبيعة فرص العمل في المستقبل
السبت ٢٤ أغسطس ٢٠١٩ - ٠٧:١٥ بتوقيت غرينتش

العالم - منوعات

يفتقر أربعة مليارات من سكان العالم للقدرة على الاتصال بشبكة الإنترنت. وقد يؤدي استخدام الأقمار الاصطناعية المخصصة للاتصالات إلى حل هذه المشكلة، لكن هل سيقود ذلك لتوفير فرص عمل مجزية لمن يعانون من البطالة؟

وربما يقود ذلك في نهاية المطاف، إلى أن تصبح لدينا أكثر من شبكة أقمار اصطناعية تتنافس مع بعضها بعضا لتقديم خدمات الإنترنت عريض النطاق في شتى أنحاء الأرض، ما قد يؤثر على فرص العمل المتوافرة في العالم بشكل مذهل.

كما أننا لا نعلم حتى الآن، ما إذا كان نشر هذه الأقمار في الفضاء، سيؤدي إلى جعله مكتظا بالنفايات الفضائية بشكل مفرط ما يلوث بيئة المدار الواقع حول الأرض، أم لا. لكن الرجل يستدرك قائلا إن إطلاق كل تلك الأقمار بشكل فعلي وتشغيلها، سيغير سوق العمل على الأرض على نحو جذري.

بجانب ذلك، هناك ما يبرهن على أن توفير خدمة الإنترنت فائق السرعة وانتشارها بشكل كاف في مختلف أنحاء العالم، يمكن أن يزيد إنتاجية المرء، ويُحْدِثُ تحولات في الاقتصاديات المحلية. ففي الهند مثلا، زادت أرباح المزارعين والصيادين الذين يستخدمون الهواتف المحمولة للتعرف على أسعار المنتجات وأحوال الطقس، بنسبة ثمانية في المئة مقارنة بأقرانهم ممن لا يفعلون ذلك.

يمكن الآن الاستفادة بخدمة"دابوالا" لتسليم الطلبات، والموجودة في الهند منذ 125 عاما، عبر تطبيق على الهاتف المحمول.

وفي القريب، لن تمثل التكنولوجيا العقبة الكبرى التي تواجه مثل هذه التحولات، وإنما سيتمثل ذلك في مشكلة أقدم أمدا وهي الافتقار إلى التعليم. فبالرغم من أن معدلات من يعرفون القراءة والكتابة في الهند - على سبيل المثال - قد شهدت تحسنا طفيفا مؤخرا، فلا يزال ربع السكان هناك غير قادرين، لا على معرفة هذه أو تلك. المشكلة نفسها قائمة في كثير من الدول الأخرى، وهو ما يعني أن توفير خدمات الإنترنت - لأولئك القادرين على تحمل تكاليف الحصول عليها - لن يوفر حلا لشيء في ضوء تفشي الأمية بهذا القدر.

بطبيعة الحال، ثمة جانب مظلم للأعمال والوظائف التي تنشأ، بفضل وجود خدمة الاتصال بالإنترنت. فبجانب المخاوف الناجمة عن إمكانية أن تؤدي منصات مثل"أوبر" و"دليفرو" إلى الإضرار بالعمال التقليديين، هناك فئات جديدة الآن من الوظائف، التي ظهرت بفضل هذه التكنولوجيا، وتبدو بالنسبة للكثيرين متدنية الشأن وتسبب بلادة في الذهن لمن ينخرطون فيها.

ويقول غرايام إن هذا الأمر يؤدي إلى تقليص فرص المرء في الحصول على أجر مجزٍ، بالنظر إلى أن هناك"شخصا ما على الجانب الآخر من الكوكب، يستطيع أداء الوظيفة نفسها بأجر أقل كثيرا".

للإنصاف يمكن القول إن عملية"التعهيد" - أي إسناد العمل إلى أشخاص أو مؤسسات من خارج الشركة أو المؤسسة - غير ممكن بالنسبة لكل الوظائف. فهناك تاريخ طويل، للشركات التي فشلت في إسناد مهام خاصة بها إلى عمال في دول أخرى يتقاضون أجورا أقل.

ورغم أننا لا نزال - بحسب خبراء - على بعد نحو خمس إلى عشر سنوات، من أن نشهد بدء تشغيل أي من شبكات الأقمار الاصطناعية هذه، فإن تلك السنوات لا تبدو طويلة للغاية، بالنسبة للمسيرة المهنية لأيٍ منّا.