'باور 373' تحمي أجواء إيران من الاعتداءات المحتملة

'باور 373' تحمي أجواء إيران من الاعتداءات المحتملة
السبت ٢٤ أغسطس ٢٠١٩ - ٠١:٠٣ بتوقيت غرينتش

بعد عقد من الجهود المتواصلة والدؤوبة، حان التدشين الرسمي لمنظومة الدفاع الجوي الإيراني بعيدة المدى "باور 373".

العالم- ايران

فقد زار الرئيس روحاني منظمة الصناعات الفضائية الجوية التابعة لوزارة الدفاع لإحياء ذكرى صناعة الدفاع، وأزاح الستار عن أهم إنجازات إيران الإسلامية في مجال الدفاع، ولا سيما منظومة الدفاع الجوي "باور 373".

ووفقاً لوزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي، فإن هذا النظام العالي الارتفاع إيراني التصميم والتصنيع بالكامل، ويعدّ من المنظومات التي لا يملكها سوى عدد قليل من الدول.

المرة الأولى التي عرض فيها نموذج لنظام الدفاع الإيراني طويل المدى، كانت في العرض العسكري بتاريخ 18 أبريل 2009، وهو الحدث الذي لقي في ذلك الوقت أصداءً واسعة النطاق في وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.

خصائص باور 373

في عالم اليوم، أصبح استخدام أنظمة الدفاع الجوي أحد أهم قدرات الردع وتعزيز القدرات الدفاعية للدول.

ومع إنتاج نظام "باور 373"، أصبحت إيران واحدة من الدول القليلة التي لديها تكنولوجيا تصنيع هذه الأسلحة.

ميزات "باور 373" وبحسب خبراء صناعة الدفاع، قد جعلت هذا السلاح من بين أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطوراً في العالم، وفيما يلي بعض ميزاته:

"باور 373" نظام صاروخي أرض-جو بعيد المدى ذاتي الدفع، يمكن استخدامه في جميع المرتفعات، وقد تم تطويره من قبل وزارة الدفاع بالتعاون مع قاعدة خاتم الأنبياء للدفاع الجوي والمعاونية العلمية والتكنولوجية التابعة لرئاسة الجمهورية، ويتم تزويده بمجموعة متنوعة من صواريخ "صياد" محلية الصنع تماماً.

هذا النظام الذي يعتبر أحد أنظمة "المدى الطويل"، تم تصميمه وإنتاجه بالاستفادة من التقنيات المستخدمة في أنظمة دفاع "تلاش" و"15 خرداد"، التي تطلق صواريخ صياد 1 و 2.

"باور 373" المتزود بالمدى الراداري الأقصى الذي يبلغ 320 كم للكشف عن التهديدات، يتمتع بنطاق تتبُّع يبلغ 260 كم، ويصل مدى اشتباكه إلى 200 كم وعلى ارتفاع 27 كم.

والنظام قادر على اكتشاف 300 هدف واعتراض 60 هدفاً بالتزامن، والاشتباك المتزامن مع 60 هدفاً.

من الميزات المهمة الأخرى لهذا النظام الدفاعي، هي القدرة على اكتشاف الأهداف الخفية على مستوى المقطع الراداري المنخفض جداً، والتي تمكّنه من التعامل مع مجموعة واسعة من الأهداف مثل الطائرات المقاتلة والشبح، الطائرات من دون طيار، صواريخ الكروز والصواريخ الباليستية والصواريخ المضادة للإشعاع (الرادار)، وكذلك طائرات الحرب الإلكترونية والمروحيات، وبالتالي يمكن لهذا النظام تدمير هذه الأنواع من الأهداف باستخدام مجموعة متنوعة من الصواريخ.

الصواريخ المستخدمة في نظام "باور 373" هي من نوع "الصياد"، وأحدث عضو فيها هو "الصياد 4" الذي سيكون قادراً على تدمير الأهداف على بعد 200 كم وعلى ارتفاع 27 كم.

وجود منصة إطلاق رباعية المحركات، يشير إلى أن نظام "باور373" يمكن أن يتزوّد بعدة صواريخ في آن واحد لاستهداف مجموعة متنوعة من الأهداف، الأمر الذي أكده المسؤولون والقادة من قبل، وتحدثوا عن تزوُّد هذا النظام بـ 2 أو 3 أنواع من الصواريخ الدفاعية للاشتباك في طبقات مختلفة.

التقنية الأخرى التي طورتها صناعة الدفاع الإيرانية خلال إنتاج هذا النظام، هي تقنية نظام الإطلاق العامودي (VLS)، ومنصة إطلاق هذا النظام مجهزة بأربع قاذفات عامودية (VLS) من نوع الإطلاق الساخن، وبهذا يكون قد بدأ فصل جديد في امتلاك جمهورية إيران الإسلامية لتكنولوجيات الدفاع الجديدة.

السمة البارزة والمهمة الأخرى لـ "باور 373" هي راداراته المتقدمة التي هي محلية الصنع تماماً.

رادار هذا النظام الصاروخي هو "معراج 4"، قدم "معراج 4" على أنه رادار متحكم في الإطلاق بعيد المدى وذو صفيف مرحلي. كما أن هذا الرادار قادر على تحمل الحرب الالكترونية والقنابل الكهرومغناطيسية، الأمر الذي يحافظ على فعاليته ضد هجمات ECM و EMP.

ومن القدرات الأخرى لرادار هذا النظام، هي اكتشاف الصواريخ المضادة للإشعاع والرادار، والتي تستخدم لقمع الدفاعات الجوية.

يقال إن نظام باور 373 الإيراني تم تصميمه وإنتاجه على غرار نظام اس- 300 الروسي.

اس- 300 نظام دفاع جوي طويل المدى ذاتي الدفع، تم تصميمه وإنتاجه في أواخر السبعينيات من قبل شركة "ألماز – آنتي" للتعاون الصناعي في الاتحاد السوفيتي السابق، ومن مستخدمي هذا النظام روسيا والصين والجزائر وأذربيجان وأرمينيا وكازاخستان.

غير أن المسؤولين العسكريين الإيرانيين يقولون إن القول باستنساخ باور 373 من إس 300 الروسي غير صحيح بالكامل. وفي هذا الصدد، أعلن اللواء الثاني "عباس فرج بور" رئيس مركز دراسات سلاح الجو التابع للجيش الإيراني: في فترة من التاريخ، فقدت الشركة المصنعة لنظام إس 300 الرغبة في إعطاء هذه المنظومة إلى إيران لظروف معينة، لذا توصلنا إلى استنتاج مفاده أنه يجب علينا الاعتماد على أنفسنا وتطوير نظام الدفاع الجوي الذي نحتاجه، لذلك فإن اشتهار "باور 373" بـ اس 300 الإيراني لا يعني أنه يشبه النموذج الروسي.

ومن خلال مقارنة باور 373 مع نظام باتريوت الأمريكي، قال: من المستحيل مقارنة ما يحدث في "باور" مع الباتريوت، لأن مرتبة "باور" أعلى من الباتريوت، ففي باتريوت، يمكن لقناة واحدة تدمير هدف واحد في آن، لكن "باور" يدمر 9 أهداف بقناة واحدة.

كذلك، أشاد حسن روحاني في تصريحاته بجهود وزارة الدفاع لإنتاج هذا النظام محلياً، وقال: إن نظام باور 373 أقوى من اس 300 وأقرب من اس 400.

التقدّم المذهل لصناعة الدفاع الإيرانية

كان الاكتفاء الذاتي في الصناعة العسكرية أحد أهم أهداف النظام الدفاعي لجمهورية إيران الإسلامية على مدار العقود الماضية، وبدأت شرارات ضرورة الحركة في هذا الطريق مع القيود الواسعة النطاق لتوفير الاحتياجات الدفاعية خلال الحرب المفروضة، ونفس هذا الأمر قد دفع إيران إلى بناء نظام دفاع جوي محلي بعد سنوات.

إيران وبالنظر إلى تجربتها المتمثلة في حرب الثمانية أعوام مع العراق، وبيئة أمنية مليئة بالتحديات ومصادر التهديدات المختلفة وخاصةً على المستوى الجوي، كانت منذ فترة طويلة تخطط وتعمل للحصول على أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك محاولة شراء نظام اس 300 الروسي في العقد الثامن الشمسي.

مع ذلك، فإن إيقاف تسليم اس 300 إلى إيران من قبل البائع في ذلك الوقت، استلزم تصميم وبناء نظام داخلي بديل.

وبالإضافة إلى نظام الدفاع الجوي المتقدم، أصبحت إيران الآن من بين أفضل دول العالم في مجالات مهمة أخرى، مثل تصميم وتصنيع المقاتلات من خلال طرح مقاتلات الجيل الخامس من "القاهر"، الصواريخ الباليستية والذكية، طائرات شبح من دون طيار والحرب الإلكترونية، وهذا هو نتيجة الإيمان بشعار "نحن نستطيع".

هذا التقدم الذي تجلّى في أمور كثيرة مثل الاستيلاء على طائرات من دون طيار المتقدمة، المسح الضوئي لـ "التقاط الصور وتصوير الدقيق من السفن الأمريكية في المنطقة"، إسقاط طائرات التجسس الأمريكية، قد جذب انتباه العديد من الخبراء العسكريين والدوائر الإعلامية حول العالم، وكمثال على ذلك ذكرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية المرموقة والمعروفة مؤخراً: رغم أن إيران قد واجهت عقوبات أمريكية منذ سنوات، ولديها ميزانية دفاع أقل بكثير بالمقارنة مع الدول الخليجية الأخرى، لكنها استطاعت تحقيق تقدّم كبير في مجال التكنولوجيا العسكرية.