العدوان على اليمن.. هل شارف على النهاية؟

العدوان على اليمن.. هل شارف على النهاية؟
الأربعاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٩ - ٠٩:١١ بتوقيت غرينتش

اكد العضو السياسي في المكتب السياسي لحركة انصار الله اليمنية محمد البخيتي، مخاطبا القيادة السعودية؛ لسنا بحاجة لامريكا لإجراء أي محادثات بشأن إنهاء الحرب في اليمن. وتعليقا على تسريبات صحفية حول دعوة امريكية الى محادثات سرية في سلطنة عمان اضاف البخيتي أن وقف الحرب مرهون بوقف العدوان السعودي الاماراتي على اليمن مشككا في النوايا الامريكية بخصوص هذه الدعوة.

العالم - تقارير

وفي مقابلة مع قناة الجزيرة قال البخيتي: "نحن نقول للقيادة السعودية لسنا بحاجة الى امريكا من اجل ان نلتقي ونتحدث سواء في محادثات سرية او علنية، ونحن كما قلنا حاضرين لوقف الحرب وانهائها بمجرد ان توقف السعودية والامارات عدوانها على اليمن سنتوقف بشكل مباشر، اذاً لسنا بحاجة الى محادثات. اذا كانت اميركا صادقة فعليها توجيه محمد بن سلمان (ولي العهد السعودي) و(محمد بن زايد) بإيقاف الحرب ونحن في المقابل سنتوقف. الآن الامارات تتعرض لضغوط كبيرة من قبل اميركا وبريطانيا واسرائيل للاستمرار في الحرب وهذا الشيء يعرفه الجميع".

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الاميركية كشفت عن سعي أميركي لدفع الرياض الى محادثات مباشرة مع أنصار الله لإنهاء الحرب في اليمن.

وفي هذا الاطار نقلت الصحيفة الأميركية عن مصادر مطلعة قولها إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تستعد لبدء محادثات مباشرة مع حركة انصار الله، في مسعى لإنهاء الحرب في اليمن.

وبحسب الصحيفة فإن الولايات المتحدة ستحث السعودية على المشاركة في محادثات سرية مع قادة انصار الله في سلطنة عُمان، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وذكرت الصحيفة إن الدبلوماسي المخضرم كريستوفر هينزل -الذي عُين سفيرا في اليمن في أبريل/نيسان الماضي- سيقود هذه المحادثات.

استنتاج مهم للصحيفة الاميركية

الاستنتاج المهم الذي توصلت اليه الصحيفة هو أن المحادثات المزمع عقدها في عُمان تعكس عدم وجود خيارات عسكرية قابلة للتطبيق أمام تحالف العدوان على اليمن.

ولفتت إلى أن مسؤولين أميركيين سيلتقون هذا الأسبوع عددا من المسؤولين السعوديين في واشنطن - بينهم خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي- في مسعى لإقناعهم بأهمية تبني نهج الدبلوماسية في اليمن.

وبالتزامن مع هذه التقارير وصل نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، مساء امس إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية من المتوقع أن يبحث خلالها مع المسؤولين الأميركيين التطورات الأخيرة في اليمن.

وذكرت وكالة انباء "واس" السعودية الرسمية بأنه من المقرر أن يلتقي خالد، وهو شقيق ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان خلال الزيارة، "عددا من المسؤولين لبحث العلاقات الثنائية ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك التي تدعم أمن واستقرار المنطقة"، دون كشف المزيد من التفاصيل.

مبادرة اميركية والمعركة لصالح اليمنيين

المواقف السعودية والاميركية الجديدة تأتي في وقت تشهد فيه الساحة اليمنية تطورات كبيرة على صعيد مسرح القتال، فقد تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية من تحويل مسار المعركة من دفاعية بحتة الى هجومية عندما بدأت بقصف القواعد والمطارات والمنشآت الحيوية في السعودية.

فالتطورات الميدانية الجديدة غيرت من موازين ومعادلات الحرب الجائرة التي فرضها تحالف العدوان السعودي على اليمنيين.

وبعدما كانت حكومة الانقاذ الوطني في اليمن تدافع خلال السنين الماضية عن تراب الوطن وسيادته من عدوان سعودي امريكي اماراتي اصبحت قواتها اليوم تمثل مصدر تهديد للسعودية نفسها.

فقوات الجيش واللجان الشعبية باتت اليوم قادرة على دخول الاراضي السعودية وتكبيد الجيش السعودي ومرتزقته الكثير من الخسائر في الاراواح والمعدات.

واصبح في متناول يد قوات الجيش واللجان الشعبية استهداف كافة المواقع العسكرية والحيوية في السعودية عن طريق الصواريخ والطائرات المسيرة التي تضرب في العمق السعودي.

تحول كبير في مسار حرب اليمن

وقد تمكنت تلك القوات من استهداف قاعدة الملك خالد الجوية واعاقة عمل المطارات الكبرى في السعودية مثل مطار ابها وجيزان وعسير والوصول الى ابعد من ذلك الى مطار الرياض.

مؤشرات قد لاتكون مفهومة لدى السعوديين لكنها واضحة للمحللين الاستراتيجيين الاميركيين الذين توصلوا الى قناعة بان تحالف العدوان السعودي غير قادر على انهاء حرب اليمن عسكريا لصالحه، وقبل ان يزداد الوضع سوءا على قوى العدوان يجب ان تقرر تلك الدول سحب قواتها من اليمن والسماح لليمنيين بان يقرروا مصيرهم بانفسهم.

*سيد طاهر قزويني