تفجيرا غزة.. رواية تنهشها التساؤلات

تفجيرا غزة.. رواية تنهشها التساؤلات
الأربعاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٩ - ٠٨:٤٨ بتوقيت غرينتش

تداعت ردود الافعال الفلسطينية على التفجيرين المشبوهين اللذين استهدفا حواجز للشرطة جنوب غرب قطاع غزة، ما أدى الى استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين. وفيما أعلنت وزارة الداخلية في غزة حالة الاستنفار في اجهزتها الامنية، اعتبرت فصائل المقاومة التفجيرين محاولة فاشلة لاستهداف المقاومة.

العالم - تقارير

التفجيران حملا بصمة إسرائيلية ما يؤكد البعد الزمني للعملية في ظل انحسار كيان الاحتلال محليا بالانتخابات وإقليميا بتهديد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالرد على اعتداءات الاحتلال على لبنان. تحول كيان الاحتلال نحو استهداف المقاومة وزعزعة استقرار قطاع غزة يأتي نتيجة فقدانه لهكذا عمق تنظيمي في حسابته.

وبعد ساعات قليلة على التفجيرين وحالة الاستنفار اعلنت الأجهزة الأمنية بغزة تمكنها من وضع أصابعها على الخيوط الأولى لتفاصيل الجريمة وأكدت انها ما زالت تتابع التحقيق لكشف ملابساتها كافة، والتي سنعلن عنها في وقت لاحق.

الأجهزة الأمنية قالت إن الاحتلال الاسرائيلي وعملاءه يعملون بشكل دائم على ضرب حالة الأمن والاستقرار في غزة، ويستخدمون في ذلك أساليبَ شتى، وإن الأجهزة الأمنية أحبطت العديد من المخططات، ولا زالت تقف سداً منيعاً أمام كل المحاولات المشبوهة التي تتخذ أشكالاً وأساليب مختلفة.

وطمأنت الداخلية ابناء الشعب الفلسطيني على استقرار الحالة الأمنية في القطاع، مؤكدة أن هذه التفجيرات المشبوهة التي تستهدف خلط الأوراق في الساحة الداخلية هي حوادث معزولة لن تؤثر على تلك الحالة.

وأضاف بيان الداخلية إن الأيدي الآثمة التي ارتكبت هذه الجريمة لن تفلت من العقاب، وستطال يد العدالة هذه الشرذمة المأجورة، التي حاولت العبث بحالة الاستقرار الأمني، واستهدفت أرواح رجال الشرطة والأجهزة الأمنية.

كما دعت الداخلية الشعب الفلسطيني وفصائله كافة، لإدانة هذا العمل الجبان، والوقوف صفاً واحداً في وجه هذه الفئة المنبوذة، التي تسعى لإثارة الفوضى والفلتان، وضرب الجبهة الداخلية وتماسكها.

دعوة سارعت في تلبيتها حركة المقاومة الإسلامية حماس والتي أكدت على لسان رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية ان الشعب الفلسطيني اعتاد دوما أن يدفع فاتورة العزة والمنعة والإباء وأَضاف هنية، في بيان، قد ارتقى إلى العلا اليوم ثلة من أبناء غزة الصامدة أبناء الشرطة العتيدة، وهم على ثغر الواجب وأداء الأمانة.. إننا نترحم على شهدائنا أبناء الشرطة الباسلة صعدت أرواحهم الطاهرة وهم في ميدان البذل والعطاء والسهر على أمن الوطن وسلامة المواطنين، ولنؤكد لشعبنا أنه مهما يكون أمر هذه الانفجارات فإنها ستكون كما كل حدث سابق تحت السيطرة ولن تتمكن من النيل من ثبات أهلنا وصمودهم وسوف تكون الكلمة النهائية لأجهزة الأمن الحكومية.

وأكد رئيس المكتب السياسي لحماس ان برهة من الوقت وستكون الأمور واضحة وجلية أمام الشعب الفلسطيني الذي ندعوه كما عودنا دوما للتحلي برباطة الجأش، خاصة أننا أمام أجهزة أمنية قوية قادرة على استيعاب أي ظرف والتعامل معه بمنتهى القوة والحكمة.

من جهتها دانت حركة الجهاد الإسلامي بأشد العبارات التفجيرين مؤكدة وقوفها إلى جانب الشرطة والأجهزة الأمنية في مواجهة أي محاولات خبيثة يحاول أصحابها ضرب الجبهة الداخلية لصالح أجندات تخدم الاحتلال المتربص بشعبنا ومقاومته الباسلة.

وذكرت الجهاد أن الشعب الفلسطيني بوحدته وبوعيه الوطني المسؤول سيقف صفًا واحدًا متعاضدًا ومتضامناً لصيانة جبهته الداخلية وحماية صمود أبنائه ولن نسمح أبداً لأي كائن بتقويض الأمن والاستقرار الداخلي.

بدورها حملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الأولى عن ارتكاب التفجيرات "الإرهابية" بغزة.

ونعت الجبهة في بيان الشهداء وقدمت لأسرهم التعازي منددة بشدة هذا العمل الإجرامي وداعية الأجهزة الأمنية لاتخاذ جميع الإجراءات التي تضمن كشف خيوط هذه الجريمة وملاحقة كل من يثبت تورطه فيها".

كما دعت إلى ضرورة اليقظة والحذر من تكرار هذه الجرائم، ورفع حالة التأهب لمواجهة أية مخططات صهيونية للعبث بالوضع الداخلي الفلسطيني.

وبينما زعمت القناة الاسرائيلية في خبرها المقتضب، أن المستهدفين هم نشطاء في حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية في القطاع، نفت إذاعة الجيش الإسرائيلي الهجوم على قطاع غزة، وقالت إننا لم نقم بالهجوم على القطاع.

هذا ويرى متابعون للشأن الإقليمي ان "اسرائيل" تعيش أزمة عدم استقرار سياسي وأمني ما جعلها تخبط الأوراق وتكثف تصعيدها العسكري بطرق تختلف عن سابقاتها في قطاع غزة.. فعلى مستوى سوريا فشلت "إسرائيل" في تفتيت الدولة السورية واضعافها بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري في جبهات القتال والقضاء على الارهابيين المدعومين من الاحتلال والولايات المتحدة الاميركية. وفي العراق أحبط الجيش العراقي ومقاومته المتمثلة بالحشد الشعبي جميع المحاولات الصهيونية والامريكية وبات كيان الاحتلال اليوم يخشى أكثر من تعاظم قوة "محور المقاومة" الداعم لوحدة العراق فضلاً عن متابعته بقلق شديد نتائج الخطاب الاخير للأمين العام لحزب الله لبنان السيد حسن نصرالله بعد الاعتداء الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت. وبالتالي اصبحت هذه التطورات المتسارعة بمثابة ضربة قاصمة للمشاريع الصهيونية في المنطقة ما دفع هذا الكيان الى تمرير مخططاته العدوانية في قطاع غزة الذي هدد قادة فصائله المقاومة بالرد.

* ماجد اصل شرهاني