الجيش السوري يسابق الزمن .. معرة النعمان هدفا

الجيش السوري يسابق الزمن .. معرة النعمان هدفا
الخميس ٢٩ أغسطس ٢٠١٩ - ١١:٣٠ بتوقيت غرينتش

لم تمض أيام على استعادة الجيش السوري لمدينة خان شيخون الاستراتيجية في ريف حماه الشمالي بضربة مباغتة، حتى وجه الجيش قوته النارية نحو تحصينات الارهابيين في قرى مدينة معرة النعمان في ريف ادلب الجنوبي، المحطة الثانية المتوقعة لمسلسل القضم التدريجي الذي يتبعه الجيش وحلفاؤه منذ أكثر من 4 سنوات من عمر الازمة.

العالم - قضية اليوم

مصادر عسكرية ميدانية سورية أكدت ان الجيش سيطر، مساء امس الاربعاء، على بلدة الخوين وأرض الزرزور وتل أغير ومزارع التمانعة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي. هذه الضربة القاصمة لجماعة النصرة الارهابية وأعوانها تؤكد ان الجيش السوري ماضٍ في مشروعه لإنهاء الارهاب على الاراضي السورية بغض النظر عن ما يجري في أروقة السياسية بين اللاعبين الدوليين في الازمة السورية.

وأما عن التحرك السريع للجيش وعدم التمهل في الانتقال الى معركته الثانية بعد خان شيخون، فكان تحرك الجيش أمرا طبيعيا بعد ان تمادت النصرة والجماعات المسلحة المتحالفة معها وشنت هجوما مضادا على خان شيخون واماكن تمركز الجيش فيها، هذا من جهة، واما في العرف العسكري فإنه من المفيد ان تفاجئ الخصم المهاجم بهجوم مقابل يفقده توازنه خاصة اذا توفرت عندك تغطية جوية مناسبة.

هذا التحرك السريع للجيش السوري ترك الارهابيين متفاجئين ومرعوبين وربما سيكون من الافضل لهم ان يهيئوا انفسهم للانسحاب من معرة النعمان وربما التحصن في سراقب التي ستكون هدف الجيش المقبل والتي قد تحتاج الى خطة عسكرية محكمة نظرا الى تواجد المقرات الرئيسية للارهابيين فيها وتواجد مخازن الاسلحة فيها.

اهم مافي القضية ان سراقب هي درع الارهابيين في ادلب وحصنهم المنيع وعقدة مواصلات بين اطراف ريف ادلب، وسيطرة الجيش عليها مستقبلا سيعني تقدمه الى قريتي بنش وسرمين وبالتالي استعادة الفوعة وكفريا اللتين هُجِّر ساكنوهما بعد ان نكل بهم الارهابيون خلال 3 سنوات من الحصار، عدا عن ذلك فإن سيطرة الجيش على محور خان شيخون – معرة النعمان – سراقب سيقطع اوصال الارهابيين وسيسمح للجيش السوري بالسيطرة على مثلث الطرق الدولية: حلب-اللاذقية، حلب-دمشق، كما ان السيطرة على سراقب ستعني حصر المعارضة في مدينة إدلب وريفها الشمالي تماما خاصة في حال استعادة معرة النعمان وفي ظل عودة خان شيخون الى حضن الوطن.

تركيا غاضبة وتحاول بأي شكل التوافق على "منطقة آمنة" مزعومة لكي لاتخسر أوراقها في سوريا، لكن سوريا وقيادتها تسابق الزمن وتعلم ان الميدان يغير كل شيء، وان ما يكتب على الورق يمحى وأن الواقع على الارض هو ما يبقى.

علاء الحلبي