اتساع الهوة بين السعودية والامارات في اليمن

اتساع الهوة بين السعودية والامارات في اليمن
الخميس ٢٩ أغسطس ٢٠١٩ - ٠٤:٥٧ بتوقيت غرينتش

تشهد المحافظات الجنوبية اليمنية حاليا أحداث وتطورات متسارعة بسبب تشديد القتال بين ميليشيات حكومة الرئيس المستقيل الهارب عبدربه منصور هادي ونظيراتها التابعة لما يسمى المجلس الانتقالي المدعوم من الامارات ويلوح هذا الامر الى اتساع الهوة بين موقفي السعودية والامارات وفشل مساعيهما لاحتواء الاوضاع.

العالم - تقارير

ويتبادل الطرفان السيطرة على عدن ومدينة زنجبار مركز محافظة ابين جنوب شرقي اليمن منذ عدة ايام وافادت تقارير اعلامية مساء اليوم الخميس بسيطرة ميلشيات المجلس الانتقالي على عدن ومحافظة ابين وانسحاب ميلشيات هادي منهما الى محافظة شبوة.

وفي الايام الاولى من اندلاع الازمة بين حكومة المستقيل هادي والمجلس الانتقالي في جنوب اليمن سعت كل من السعودية والامارات الى جانب حكومه هادي الى احتوائها وايجاد تسوية بين الحكومة المستقيلة والمجلس الانتقالي.

وفي هذا السياق، اجتمع هادي الذي يعيش في السعودية اساسا منذ بدء العدوان على اليمن اجتمع مع الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي محمد بن سلمان على حده لدراسة الموقف والاحداث الجارية في جنوب اليمن بعد ما قامت ميليشيات المجلس الجنوبي بالسيطرة على المعسكرات والمراكز المدنية في عدن خاصة قصر المعاشيق الرئاسي الذي يخلو من وجود هادي ووزرائه.

كما قام ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد بزيارة مفاجئة الى السعودية للتباحث مع المسؤولين السعودين بهذا الشان، الامر الذي اسفر عن ايفاد السعودية وفدا عسكريا الى عدن لمراقبة عملية انسحاب مليشيات المجلس الانتقالي من المقرات العسكرية على اساس الاتفاق الذي تم التوصل اليه خلف الابواب المغلقة كخطوة تمهيدية لخوض حكومة هادي مفاوضات مع المجلس الانتقالي لايجاد تسوية بينهما لكن المجلس الانتقالي رفض الانسحاب غداة الاتفاق ما ادى الى تجدد الصراع بين الطرفين اللذين تبادلا السيطرة على مدينتي عدن وزنجبار وسط اتهامات حكومة هادي للامارات بقصف مواقع ميليشياته دعما لميليشيات المجلس الانتقالي.

كما وصفت حكومة هادي دعم الامارات للمجلس الانتقالي بـ’الخيانة" داعية اياها الى توقف هذا الدعم مستجدية السعودية مرارا للتدخل في هذا الامر وايجاد تسوية.

ويرى الخبراء ان استمرار المواجهات بين ميليشيات الجانبين يدل على اخفاق السعودية والامارات في الوصول الى تسوية ما لمعالجة الوضع المتأزم في جنوب اليمن وسط وجود تسريبات عن انزعاج الملك السعودي من تصرفات الامارات باليمن.

ونقلت "رويترز" عن مصادر مطلعة أن الملك السعودي أبدى انزعاجه الشديد من الإمارات.

وقال مصدران يمنيان ومصدر آخر مطلع إن إعراب الملك عن انزعاجِه جاء خلال محادثة مع الهارب عبد ربه منصور هادي في مكة المكرمة، بعد سيطرة الجماعات المدعومة من الإمارات على مدينة عدن.

ويتزايد صراع النفوذ بين البلدين حول اليمن، حيث قال مصدر دبلوماسي إن العلاقة بينهما بدأت تتصدع وإن مصالحهما الاستراتيجية لم تَعد متطابقة تماما .

وقال عضو المكتب السياسي لحركة انصار الله حزام الاسد في تصريح لقناة العالم بأن ما يحصل في المناطق اليمنية الجنوبية هو صراع اجندات بين قوى الاحتلال السعودية والاماراتية على حساب أدواتهم الموجودة في الجنوب ايضا.

سيطرة المجلس الانتقالي على عدن ومحافظة ابين وانسحاب ميليشيات هادي الى محافظة شبوة بالرغم من كافة الجهود المبذولة لاحتواء الموقف في ظل تغيير المصالح الاستراتيجية للرياض وابوظبي على وقع التطورات الاقليمية الجارية كلها تشير الى امر واحد وهو اتساع الهوة بين السعودية والامارات التي تسعى كل منهما الى شدّ الحبل لصالحها على حساب الطرف الاخر.