المقاومة في لبنان تثبت قواعد الاشتباك وتضع الاحتلال في مأزق

المقاومة في لبنان تثبت قواعد الاشتباك وتضع الاحتلال في مأزق
الأربعاء ٠٤ سبتمبر ٢٠١٩ - ١٢:٥٩ بتوقيت غرينتش

في محاولة لاعادة خلط الاوراق بدفع امريكي اسرائيلي من خلال الاعتداءات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية وردّ حزب الله عليها من داخل الأراضي اللبنانية، يعود القرار الدولي 1701 الى الواجهة مجدداً في ظل الحديث عن اختراق واضح لهذا القرار وتغيير في قواعد اللعبة على االارض.

العالم- لبنان

وتربط الاوساط المتابعة هذه التطورات بالحديث مجددا عن زيارة مرتقبة لمساعد وزير الخارجية الامريكية دايفيد شنكر الى بيروت الأسبوع المقبل في زيارة هي الاولى بعد تسلم مهامه من سلفه ديفيد ساتر فيلد ليعود وتقول الاوساط المتابعة ان الكيان الاسرائيلي يتوسّط لدى موسكو للضغط على "حزب الله" بعد إعلان امينه العام السيد حسن نصرالله عدم تثبيت قواعد الاشتباك واسقاط الخطوط الحمر مع العدو.

وسربت اوساط دبلوماسية الى إن شنيكر الذي يبدأ زيارته للمنطقة في السابع من الشهر الجاري سيجول على بعبدا وعين التينة والسرايا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون وكلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء سعد الحريري، وسيتطرق خلال لقاءاته الى عناوين الملف الذي أسندته اليه إدارة بلاده ورؤية الدولة اللبنانية لكيفية التعامل مع هذا الموضوع وما حققه سلفه السفير ساترفيلد على هذا الصعيد والانطلاق منه في مسعاه، خصوصاً بعد إصرار لبنان على ربط الحدود البرية والبحرية لحل هذا الملف الذي ترعاه الأمم المتحدة.

وفي المعلومات التي كشفتها المصادر الدبلوماسية، اتصال وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو بجهات رسمية لبنانية منها رئيس الحكومة سعد الحريري للضغط على حزب الله لوقف عمليته العسكرية ضد "اسرائيل"، والاكتفاء بالرد الذي استهدف آلية عسكرية للعدو قرب مستعمرة افيفيم كرد مزدوج عن "مسيرات" الضاحية واستشهاد عنصرين من الحزب في سوريا.

وفي هذا السياق، كشفت المصادر ايضا عن عروض قدمتها ادارة ترامب للدولة اللبنانية عبر وسطاء اوروبيين تتضمن تقديم تعهدات اميركية بلجم "اسرائيل" والتزامها بالقرارات الدولية من جهة وعدم تصعيد واشنطن ضد لبنان لجهة تأخير اصدار عقوبات جديدة ضد حلفاء حزب الله او جهات اقتصادية على صلة به من جهة اخرى، شرط التزام الحزب مجددا بقواعد الاشتباك السابقة خصوصا بالقرار الدولي 1701 اضافة الى تعهده بعدم استهداف سلاح الجو الاسرائيلي.

الا ان اللافت في كلام المصادر اشارتها بوضوح الى ان الحرب بين لبنان والاحتلال الاسرائيلي ما زالت قائمة، ووفقا للمعلومات المتوافرة فان حزب الله رفض كل العروض والوساطات لاعادة الامور الى ما قبل تاريخ 25 آب، وكما تشير المعلومات فان الحزب على جهوزية تامة وما زال في حالة استنفار لمواجهة اي تهور واعتداء اسرائيلي، في حين تبدو قيادة العدو مستنفرة ومتاهبة في ضل ارباك واضح رغم كل مناشداتها لمنع وقوع اي حرب مع حزب الله، من دون استبعاد امكانية شن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لعدوان ضد لبنان قبل الانتخابات الاسرائيلية في ١٧ ايلول الجاري لتأجيلها بعدما اشارت كل الاحصائيات الى خسارته لهذه الانتخابات.

و نقلت المصادر عن من هم على تواصل دائم معه رئيس الحكومة سعد الحريري أن الاخير "لن يقبل باعتداء على لبنان وتحت اي مسوغ يسوقه الاحتلال بصرف النظر عن أي خلاف مع حزب الله أو غيره".

ليؤكد هذا الكلام موقف الرؤساء الثلاثة الذي دعم المقاومة في ردها استنادا الى المعادلة الذهبية واعطائها تحصيناً إضافياً في أي جولة مستقبلية مع العدو وتقول المصادر إن أداء الدولة اللبنانية اضعف رهان العدو على العوامل الداخلية اللبنانية إذا قررت "إسرائيل" مستقبلاً تصعيد اعتداءاتها على لبنان .

*حسين عزالدين