استقالة غرينبلات .. هل ظهرت بوادر فشل "صفقة ترامب"؟

استقالة غرينبلات .. هل ظهرت بوادر فشل
الجمعة ٠٦ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٦:٢٠ بتوقيت غرينتش

فجأة ودون أي مقدمات.. "عراب صفقة ترامب" مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات يقدم استقالته، ورأى ساسيون وكُتاب الخطوة بمنزلة "اعتراف بالفشل".

العالم - فلسطين

وتولى غرينبلات، منصبه في كانون الآخِر/يناير 2017، ضمن فريق أمريكي شكله ترمب لصياغة خطة التسوية بالشرق الأوسط المرفوضة على اختلاف التوجهات السياسية للفلسطينيين.

ويعدّ غرينبلات أحد أبرز الذين عملوا على صياغة الخطة التي تُعرف بـ"صفقة ترامب"، ومن أشد المناصرين للدولة العبرية، وهو الذي شارك قبل أشهر قليلة رفقة صهر ترمب كوشنر في افتتاح نفق أسفل بلدة سلوان بالقدس المحتلة.

المقاومة ستدفنها للأبد
الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، حازم قاسم، قال تعقيبا على الاستقالة: "اليوم يستقيل غرينبلات، وشعبنا يزداد إصرارا على مواجهة الصفقة، والمقاومة ستدفنها للأبد".

وأضاف في تصريح صحفي: "‏مقاومة شعبنا هي القادرة على منع صفقة القرن(صفقة ترامب) أن تمرّ؛ فالمقاومة أسقطت حكومة الاحتلال في نوفمبر العام الماضي، وأدخلته في حالة فراغ، فلم تطرح الإدارة الأمريكية الصفقة".

أما حركة "فتح" فأكدت في بيان لها أنه لن يمر أي مشروع يتنكر لحل الدولتين.

من جهتها، عدّت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حنان عشراوي، أن استقالة غرينبلات بمنزلة "اعتراف بالفشل".

وقالت عشراوي، في تصريحات صحفية، بعيد إعلان استقالة غرينبلات: "أعتقد أن كل الفلسطينيين سيقولون حسنا فعل"، مشيرة إلى أن "كان ملتزما بشكل كامل تبرير كل الانتهاكات الاسرائيلية بدلا من العمل لمصلحة السلام".

حجم العقبات
كما عدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الإعلان عن استقالة مبعوث الإدارة الأميركية إلى المنطقة جيسون غرينبلات، خطوة تعترف بحجم العقبات أمام صفقة ترامب -نتنياهو، في سياق وحدة الموقف الوطني الرسمي والفصائلي والشعبي الفلسطيني في رفض الصفقة وتداعياتها، بما في ذلك مخرجات ورشة البحرين.

وقالت الجبهة: إن استقالة غرينبلات، تؤكد لشعبنا أن صموده في مواجهة صفيقة ترامب - نتنياهو، لا بد أن يعطي ثماره ونتائجه الميدانية خاصة وأن تضارب تصريحات الإدارة الأميركية حول موعد الإعلان عن الشق السياسي للصفقة، يشكل هو الآخر، علامة من علامات أزمة المشروع الأميركي – الإسرائيلية، وعن الصعوبات التي يواجهها فلسطينياً وإقليمياً ودولياً.

وفي السياق ذاته، علق الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب: "اليوم سقط غرينبلات أمام وحدة الموقف الفلسطيني، وسيسقط ترامب وصهره كوشنر.. وسيبقى الشعب الفلسطيني صاحب الأرض. والاحتلال حتماً إلى زوال" .

وأضاف: "إن صفقة القرن(صفقة ترامب)الموعودة من ترمب ولدت ميتة منذ اللحظة الأولى.. تم تأجيلها مراراً. واليوم غرينبلات يستقيل من منصبه بسبب تأخير نشر صفقة القرن(صفقة ترامب) وانتهاء المدة المحددة لنشرها وهي عامان".

بوادر الفشل
وعدّ الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون استقالة غرينبلات "فشلا لصفقة القرن(صفقة ترامب)"، مشيرا الى أنه هرب المسؤول عنها اليوم.

وقال: "أمريكا تعجز عن وضع خطة سياسية واضحة والإعلان عنها".

وأضاف: "صفقة القرن(صفقة ترامب)إلى الجحيم، وكل من تشجع لها سيلحق غرينبلات، وسيندم من دافع عنها وتماشى معها ووضع نفسه في مراكبها".

وكانت الإدارة الأمريكية أعلنت مواعيد عديدة للكشف عن خطتها للتسوية في الأشهر الماضية، إلا أنها أجلتها واختارت أن تكشف عن الجانب الاقتصادي من هذه الخطة، وذلك في مؤتمر البحرين الذي عقد في حزيران/يونيو الماضي.

و"صفقة ترامب" هي خطة تسوية أمريكية للشرق الأوسط، يتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية، على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة "إسرائيل"، خاصة بشأن وضع مدينة القدس وحق عودة اللاجئين وحدود الدولة الفلسطينية المأمولة.

وفي حزيران/يونيو الماضي أُعلن عن القسم الاقتصادي من "صفقة ترامب"، من خلال ورشة عُقدت في المنامة دون مشاركة الفلسطينيين، الذين أعلنوا رفضهم للخطة.

وتبيّن أن القسم الاقتصادي يستند إلى إقامة صندوق دولي يستثمر 50 مليار دولار، منها 28 مليار دولار ستستثمر في الضفة الغربية وقطاع غزة، وباقي المبلغ يستثمر في مشاريع في الأردن ومصر ولبنان ودول عربية أخرى.

وتُعد "صفقة ترامب" وسيلة لتصفية القضية الفلسطينية بدءًا بالقضايا الجوهرية، وعلى رأسها القدس واللاجئون والاستيطان والحدود.

ويرى مراقبون وفصائل فلسطينية وعربية أن صفقة ترامب هي مخطط أمريكي-صهيوني لتصفية القضية الفلسطينية والحقوق السياسية للفلسطينيين والاستعاضة عنها بحلول "إنسانية".

المركز الفلسطيني للإعلام