خطوة إيران الثالثة..خطوة مفصلية على صعيد الاتفاق النووي

خطوة إيران الثالثة..خطوة مفصلية على صعيد الاتفاق النووي
السبت ٠٧ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٨:٤٥ بتوقيت غرينتش

مرة اخرى تمنح ايران الاوروبيين فرصة، قد تعقبها خطوات قليلة جدا حتى التحرر نهائيا من قيود الاتفاق النووي، لاثبات نواياهم عملا لا قولا، ازاء الاتفاق، بعد ان اعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الايرانية بهروز كمالوندي بان ايران بدأت في اطار خطوتها الثالثة ، بضخ الغاز في اجهزة الطرد المركزي من الجيل المتطور آي ار 6.

العالم - قضية اليوم

رفع ايران كل القيود التي كانت تكبل عمليات البحث والتطوير، في اطار الاتفاق النووي ، سيمكنها من الوصول الى التخصيب بمقدار مليون "سو" (وحدة فصل) بمعنى انه لم تعد توجد اي قيود تكبل البرنامج النووي الايراني.

اجهزة الطرد المركز آي أر 6 التي تم اليوم ضخ الغاز فيها ، كان من المقرر ان تقوم ايران بهذا الاجراء ، وفقا للاتفاق النووي، بعد مرور احد عشر عاما على الاتفاق النووي، اي بعد 7 اعوام من الان.

خطوة ايران اليوم تختلف كليا عن الخطوتين السابقتين، فهي تمهد الارضية من ناحية علمية ، للاسراع في عملية التخصيب، وبالتالي انتاج كميات اكبر من اليورانيوم المخصب، فيما سيتم تحديد نسبة التخصيب وفقا لحاجات البلاد.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يبدو انها اعرف من الجميع باهمية الخطوة التي اتخذتها ايران اليوم، لذلك قررت، على خلاف الخطوتين السابقتين، ارسال القائم بأعمال مدير الوكالة، على عجل الى طهران ، حيث سيصلها يوم غد الاحد ، للالتقاء بالمسؤولين الايرانيين.

خطوة اليوم هي خطوة مفصلية في سياق العلاقة بين ايران وباقي الدول المتبقية في الاتفاق النووي، وخاصة الدول الاوروبية، التي كانت تعول على العقوبات الامريكية لدفع ايران للرضوخ لمطالب ترامب، التي تيقنت اليوم ، ان ايران ليست في وارد ، حتى التفاوض مع امريكا، ناهيك عن الرضوخ لها، بعد ان نجحت ايران في استيعاب صدمة انسحاب امريكا من الاتفاق النووي ، وصدمة العقوبات المجنونة على الشعب الايراني.

اذا كانت اوروبا اعتادت على اهانات ترامب ، واخرها رفضه مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بطريقة مهينة، فان ايران ترد الصاع للرئيس الامريكي باكثر من صاعين، فلا التزام ايراني اذا لم تلتزم اوروبا، هذا ما يقوله منطق الاشياء، وان الخطوة الايرانية الثالثة، كانت رسالة واضحة الحروف والكلمات، الى اوروبا وامريكا والعالم كله ، مفادها ان ايران لا تتعامل مع مصالحها وامنها القومي ، بتأثير سياسة تبادل الادوار الاوروبية الامريكية، ولا حتى تحت تاثير التهويل الامريكي الاخرق، الذي بات يقدم الرشى للبحارة لسرقة نفط ايران،!.

على اوروبا ان تكف ان تكون ذيلا للسياسة الامريكية، فترامب سيتراجع امام ايران عاجلا ام آجلا ، فهو عاجز على وضع حد للبرنامج النووي الايراني السلمي، كما انه اعجز على شن حرب على ايران، ، وسينزل لا محالة من اعلى الشجرة التي تسلقها على اكتاف نتنياهو وصهاينة ادارته، كما نزل عن باقي الاشجار في افغانستان واليمن وسوريا والعراق، وعندها ستخسر الحكومات الاوروبية ماتبقى من ماء وجهها امام شعوبها، هذا لو كان بقي شيء من هذا الماء.

ماجد حاتمي/ العالم