بري يدور زوايا الخلاف بين حزب الله والاشتراكي. فهل ينجح؟

بري يدور زوايا الخلاف بين حزب الله والاشتراكي. فهل ينجح؟
السبت ٠٧ سبتمبر ٢٠١٩ - ١٢:٢٧ بتوقيت غرينتش

فرضت التطورات الاخيرة نفسها على المشهد اللبناني خارجيا وداخليا ما دفع بالمسؤولين اللبنانيين استدراك خطر الانقسام السياسي في ظل تطورات الوضعين الامني والاقتصادي. لجهة ما رتب مشهد الاعتداءات الاسرائيلية من مخاطر على البلد هذا من جهة والوضع الاقتصادي الذي بات يوحي بانهيار حقيقي ان لم يتم تداركه داخليا.

من هنا اتت مبادرة رئيس مجلس النواب بالدعوة لطاولة حوار اقتصادية عقدت في قصر بعبدا بحضور كل الاطياف السياسية النافذة في لبنان ليصار بعدها الى اعلان حالة طوارئ اقتصادية تفاديا للانزلاق الذي يسير بسرعة نحو الافلاس. ومن ثم ما يراه بري ضرورة لرأب الصدع بين الافرقاء السياسيين لان بالوحدة يتمكن لبنان من التغلب على مشاكله الداخلية والخارجية.

وترى المصادر المطلعة انه حتى الان نجحت الجهود، التي بذلها رئيس المجلس النيابي نبيه بري ، في تحديد موعد جديد لعقد لقاء بين " حزب الله " و" الحزب التقدمي الإشتراكي "، في عين التينة ، بعد اللقاء الأول الذي عقد قبل حادثة قبرشمون الشهيرة، والتي أدت إلى توتير الوضع بين الجانبين من جديد، لا سيما بعد موقف "حزب الله" الداعم لرئيس " الحزب الديمقراطي اللبناني " النائب طلال أرسلان منذ اللحظة الأولى، والذي عبر عنه أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله في أكثر من مناسبة.

في تلك المرحلة، لم يتردد رئيس "الإشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط في التصعيد، وصولاً إلى حد المطالبة بعقد لقاء مع ممثل عن السيد نصرالله، رافضاً اللقاء مع رئيس "الديمقراطي اللبناني.

وتتابع المصادر المقربة من بري انه منذ "اللقاء الخماسي بدأ الحديث عن أن جهود رئيس المجلس النيابي لن تتوقف، بل سيسعى إلى إعادة جمع "حزب الله" و"الإشتراكي"، خصوصاً أن الجانبين نجحا على مدى سنوات، منذ بداية الأحداث السورية تحديداً، في تنظيم الخلاف بينهما، رغم الإختلاف الكبير في المواقف، حيث تؤكد مصادر "الإشتراكي أن لقاء اليوم هو تتويج لجهود بري، الذي كان من الأساس حريصاً على جمع الحزبين، وتؤكد أن "الإشتراكي" كان إيجابياً منذ البداية ومن دعاة الحوار على قاعدة الإختلاف وليس من دعاة القطيعة، خصوصاً إلى أنه بالحوار من الممكن الوصول إلى تفاهمات سياسية لكن القطيعة ستؤدي إلى تفاقم سوء التفاهم.

وتذكر مصادر "الإشتراكي" بأنه في العلاقة مع "حزب الله" نجحت قاعدة تنظيم الخلاف على مدى سنوات، وبالتالي من الممكن أن يكون لقاء اليوم الأساس لفتح النقاش بين الجانبين من جديد على مبدأ الإحترام المتبادل.

و حول الملفّات التي ستكون مدار بحث بين الحزبين في اللقاء الثاني، توضح المصادر نفسها أنه سيكون صريحاً وشاملاً لمختلف القضايا الثنائية والوطنية، ومنها ما بحث في اللقاء الأول وما استجد بعده، وبالتالي من المفترض أن يتم التطرق اليه اليوم، بعيداً عن لعبة تحديد عناوين محددة.

في هذا السياق، تشير مصادر في قوى الثامن من آذار إلى أن الأجواء باتت مهيأة لعودة اللقاءات بين الجانبين، لا سيما بعد التهدئة التي عادت إلى العلاقة بينهما في الفترة السابقة، خصوصاً أن أياً منهما لم يكن يسعى إلى التصعيد، وتؤكد أن رئيس المجلس النيابي لعب دوراً أساسياً على هذا الصعيد، إنطلاقاً من العلاقة التي تجمعه بـ"حزب الله" و"الإشتراكي"، وتضيف: "في الأصل الأوضاع الراهنة تتطلب إجتماع جميع الأفرقاء، نظراً إلى خطورة المرحلة التي تمر بها البلاد . فهل سيخرج اجتماع اليوم بتدوير زوايا الخلافات بين الجانبين على قاعدة لبنان اقوى بوحدة ابنائه وتشكيلاته السياسية ليكون حاضرا لاي مواجهة عدوانية او سياسية تعمل عليها عواصم الغرب وامريكا لابقاء لبنان رهن الابتزاز والاستغلال. ؟

* حسين عزالدين