التعليم في لبنان وضريبة تحصيله

التعليم في لبنان وضريبة تحصيله
السبت ٢١ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٨:٥٤ بتوقيت غرينتش

ما إن يطل شهر سبتمبر- أيلول، حتى يأتي همّ المدارس اللبنانية ومتطلباتها من كتب وقرطاسية وأقساط تثقل كاهل رب الأسرة، في ظل وضع اقتصادي متردّ ينوء تحت عبئه معظم اللبنانيين.

العالم - لبنان

فقطاع التعليم في لبنان هو الأعلى كلفة عن غيره من القطاعات، لما يتطلبه من نفقات، سواء فيما يتعلق بدعم الدولة للمدارس الرسمية التابعة لها، والمدارس الخاصة المجانية، التي يرى فيها البعض أنها عبء ثقيل على الدولة، وأنها أحد القطاعات التي يُهدر فيها المال العام، فهي مدارس تديرها الطوائف، ومعظمها قريب من المدارس الرسمية لكن أكثرها لا يتمتع بمستوى تعليمي مقبول.

ولأنّ أكثر اللبنانيين لا يطمئنون إلى المستوى التعليمي للمدارس الرسمية، تراهم ينفرون باتجاه المدارس الخاصة طلبا لمستوى تعليمي عال، وهذا ما يزيد في رفع التكاليف والأعباء على الأهل. لكن اليوم، وبعد أن ارتفعت أقساط المدارس الخاصة إلى مستويات غير مسبوقة، نقل عدد كبير من الأهالي أولادهم من المدارس الخاصة إلى المدارس الرسمية.

مصادر في وزارة التربية والتعليم أشارت إلى أنه وبعد أيام من فتح باب التسجيل في المدارس الرسمية "رُصدت ضغوط كبيرة لجهة الإقبال على التسجيل لم تكن تشهدها من قبل.. ففي إحدى المدارس مثلا 700 طالب تم تسجيلهم وهناك 1007 طلاب على لوائح الانتظار"، ورأت أن "ما يحصل هو بنسبة 80 في المئة نتيجة الأوضاع الصعبة التي يرزح تحتها اللبنانيون و20 في المئة نتيجة ثقة الأهالي بالمدرسة الرسمية بسبب النتائج الممتازة التي تتحقق في الشهادات الرسمية".

وما زاد الضغط على المدارس الرسمية الطلاب السوريون في لبنان، إذ فتح الدولة أبواب مدارسها لهم، في محاولة لتعويضهم عن انقطاع التعليم في ظروف الحرب السورية، وذلك مقابل تقديم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، دعمًا ماديًا لاستمرار هذا التعليم.

مسؤولة برنامج التعليم في اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان حنان العمري أشارت إلى أن تعليم الطلاب السوريين في لبنان ينقسم إلى ثلاثة أنواع: التعليم الرسمي في المدارس الحكومية، ويكون بدوام بعد الظهر بقرار من وزارة التربية والتعليم اللبنانية صدر عام 2014، إضافة إلى التعليم المنهجي بالمدارس الخاصة، إذ خفضت بعض المدارس الخاصة الأقساط للطلاب السوريين، ليتمكنوا من الاندماج بالعملية التعليمة، إضافة إلى التعليم في المخيمات، ويسمّى برنامج الدعم المتسرع، ومحو الأمية.

إلى ذلك، أكّدت دراسة أجراها برنامج التعليم للطلاب السوريين في لبنان، أن هناك نحو 131 ألف طالب سوري في المدارس الحكومية، 70 في المئة منهم في الفئة العمرية 6-14 سنة، فيما لا يزال أكثر من 54 في المئة، من الفئات العمرية 3-18 سنة، خارج المدارس عام 2018، يعيش معظمهم في مناطق يصعب الوصول إليها.

وبحسب منظمة (هيومن رايتس ووتش) يلتحق أقلّ من نصف الأطفال اللاجئين في سن الالتحاق بالمدارس، في لبنان، وعددهم 631 ألفًا بالتعليم الرسمي، حيث يوجد ما يقارب 210 آلاف في المدارس الرسمية المدعومة من المانحين، و63 ألفا في المدارس الخاصة، وتُقيّد وزارة التربية اللبنانية تسجيل الطلاب في المدارس، بسبب عدم كفاية التمويل من الجهات المانحة الدولية.