خبراء تونسيون: ‘التصويت العقابي’ قلب موازين انتخابات الرئاسة

خبراء تونسيون: ‘التصويت العقابي’ قلب موازين انتخابات الرئاسة
الإثنين ١٦ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٣:٥٠ بتوقيت غرينتش

طرحت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية التونسية الكثير من التساؤلات بعد تقدم المرشح قيس سعيد بـ19% من الأصوات، يليه المرشح نبيل القروي بنحو 15%، خاصة أنها جاءت عكس استطلاعات رأي سابقة في تونس.

العالم-تونس

قالت آمال قرامي، أستاذة علم الاجتماع في جامعة منوبة التونسية، إن نتائج الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها في الجولة الأولى لم تكن مفاجئة.

ما أسباب مؤشرات التغير؟

وأضافت بحسب "سبوتنيك" اليوم، أن السنوات الماضية لوحظ فيها بعض التغيرات في عقلية الناخبين، خاصة في ظل الدور الإعلامي لعبه الإعلام من خلال تلاعب بعقول المواطنين، واستغلال عواطف المواطنين.

هل تتحمل النخب السياسية النتيجة؟

وأوضحت أن النخب السياسية في تونس تسببت في انعدام الثقة والناخبين نظرا لتعنتها واعتمادها على أدوات تقليدية، وتضخم الذات وعدم استشراف المستقبل حسب رأيها.

وأشارت إلى أن التحولات داخل المجتمع التونسي غير مرئية، حيث لم ينتبه لها عدد كبير من القيادات السياسية، وواصلت العمل بتجاهل دور الشباب الذي قاد الثورة.

الإحباط وخيبات الأمل وراء التحول

وترى قرامي أن حالة الإحباط وخيبات الأمل والرغبة في التغيير كلها عوامل دفعت للمشهد الراهن، فضلا عن الأزمات المتكررة وهيمنة لوبيات الفساد السنوات الماضية وكذلك التدخلات العربية والغربية في الشأن التونسي.

وبحسب قرامي أن بعض المؤشرات الخاصة بالانتخابات التشريعات المقبلة، تشير إلى أن الأحزاب الكبرى ستحافظ على مكانتها في البرلمان، إلا أن التوازن هذه المرة سيكون صعبا، في ظل التشظي والمشهد الذي انفلت من كل الحسابات السياسية.

التصويت العقابي

من ناحيته قال منذر ثابت المحلل السياسي التونسي، إن ما حدث في الانتخابات التونسية هو نتيجة التصويت العقابي.

وفسر ثابت بحسب "سبوتنيك"، الاثنين، بأن الشعب قرر معاقبة المنظومة السياسية بطرفيها في تونس، الحاكمة والمعارضة، وأنه صوت لمرشحين من خارج المنظومة، وهو ما يتماشى مع المشهد الدولي الذي يسير نحو هذا الاتجاه.

هل ينسحب التصويت العقابي على البرلمان؟

وأشار إلى أن التصويت العقابي بدأ منذ الانتخابات المحلية التي خسرت فيها النهضة والأحزاب الكبرى نسبها المعتادة، وأن ذلك شكل مؤشرات لظهور

ما هي فرص صعود حزب نبيل القروي؟

ويشدد ثابت على أن المؤشرات تشير إلى أن حزب نبيل القروي "قلب تونس"، يتصدر الانتخابات التشريعية المقبلة، في ظل تراجع نسب الأحزاب الكبرى، وأن التصويت العقابي في الرئاسيات يتداعى بشكل مباشر على الانتخابات البرلمانية.

لماذا خسر هؤلاء

بحسب الخبراء فإن خسارة وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد وعبد الفتاح مورو والعديد من الأسماء التي كانت مرشحة للجولة الثانية بحسب استطلاعات الرأي يعود إلى الأزمات التي تعرضت لها تونس الفترات الماضية والتي انعكست على الشاعر التونسي بشكل كبير، ما دفع المواطن للتصويت ضد المنظومة السياسية كافة في تونس طوال السنوات الماضية.