اليمن.. مجازر العدوان متواصلة رغم وقف قصف السعودية

اليمن.. مجازر العدوان متواصلة رغم وقف قصف السعودية
الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٩:٥٠ بتوقيت غرينتش

بعد عملية الردع الثانية التي استهدفت منشأتي بقيق وخريص النفطيتين التابعيتن لشركة آرامكو في شرق السعودية بـ 10 طائرات مسيّرة يمنية، أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، مهدي المشاط، في 20 سبتمبر الجاري وقف هجمات الطيران المسيّر اليمني على السعودية معربا عن أمله بأن ترد الرياض على هذه المبادرة بأحسن منها. لكن هذه المبادرة لم تواجه بالمثل من قبل العدوان السعودي.

العالم - تقارير

أطلق المشاط خلال كلمة له بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة 21 سبتمبر، مبادرة سلام دعا فيها جميع الفرقاء من مختلف أطراف الحرب إلى الانخراط الجاد في مفاوضات جادة وحقيقية تفضي إلى مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أي طرف حقناً للدم اليمني وحرصاً على ما تبقى من أواصر الإخاء وتغليباً للمصالح الوطنية العليا.

وأعلن عن وقف استهداف أراضي السعودية بالطيران المسير والصواريخ الباليستية والمجنحة وكافة أشكال الاستهداف.

وقال "ننتظر رد التحية بمثلها أو أحسن منها في إعلان مماثل بوقف كل أشكال الاستهداف والقصف الجوي لأراضينا اليمنية ونحتفظ لأنفسنا بحق الرد في حال عدم الاستجابة لهذه المبادرة".

وأضاف "ونؤكد بأن استمرار الحرب لن يكون في مصلحة أحد بل قد يفضي إلى تطورات خطيرة لا نريدها أن تحدث مع كوننا على يقين من أن ضررها الأكبر لن يكون علينا وإنما على دول العدوان بالدرجة الأولى وبشكل أساسي ومباشر".

كما دعا الرئيس المشاط دول العدوان وعلى نحو فوري إلى رفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي ووقف اعتراض السفن المتجهة إلى ميناء الحديدة واحترام معاناة الشعب اليمني.

الا ان هذه الدعوة الطيبة وبادرة حسن النية لم تواجه بالمثل من قبل تحالف العدوان السعودي بحيث قامت الطائرات والمقاتلات السعودية بغارات جوية وحشية على المدنيين الابرياء مما استشهد واصيب عدد كبير منهم.

وقد اغارت المقاتلات السعودية يوم امس الاول الثلاثاء على مدينة قعطبة بمحافظة الضالع جنوبي اليمن حيث استشهد 16 مدنيا، هم 7 أطفال و4 نساء و5 رجال.

وأوضح مصدر محلي يمني أن طيران العدوان السعودي استهدف بغارتين منزل المواطن "عباس الحالمي" في منطقة حبيل السماعي بمديرية قعطبة، ما اسفر عن سقوط 16 شهيدا وجرح شخص واحد.

وتأتي مجزرة العدوان السعودي في الضالع غداة مجزرة اخرى ارتكبها طيران العدوان في منطقة السواد بمحافظة عمران وراح ضحيتها نحو تسعة شهداء.

على الصعيد ذاته قال المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع إن طيران العدوان السعودي الأميركي لازال يواصل عدوانه حتى بعد اعلان المبادرة اليمنية.

واضاف العميد سريع ان طيران تحالف العدوان السعودي الاميركي شن 163 غارة منذ إعلان مبادرة مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى حتى يوم امس الاربعاء.

واضاف، ان غارات طيران العدوان أدت إلى استشهاد وإصابة عشرات المواطنين وخلفت دمارا كبيرا في ممتلكات ومزارع المواطنين.

كما أكد حزب الحق اليمني، أن جرائم تحالف العدوان السعودي الأمريكي مستمرة بحق الشعب اليمني رغم مبادرة السلام التي أعلنها الرئيس مهدي المشاط، داعيا القيادة السياسية ألا يطول انتظارها للرد السعودي على المبادرة لأن من يقود التحالف ليس ممن يفهم رسائل السلام.

وأوضح حزب الحق في بيان، أن طيران تحالف العدوان الأمريكي الإسرائيلي البريطاني وبأدواته السعودية والإماراتية يجدد عدوانه على المدنيين الآمنين ويستهدف المنازل والمساجد في منطقة السواد والشعاب وقطعبة بمحافظات عمران وحجة والضالع وقد راح ضحيتها نساء وأطفال.

وأدان البيان بشدة هذه الجرائم البشعة، مؤكدا للقيادة السياسية أن قيادة تحالف العدوان لم تستوعب رسالة السلام التي أطلقت من صنعاء وأنها لن تفهم إلا رسائل الطيران المسير والقوة الصاروخية فيما يبدو.

ودعا البيان الأمم المتحدة ومبعوثها ومنظمات المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية الى أن تخرج من صمتها المخزي وأن تدين هذه الجرائم البشعة، وإلا فإنها شريكة فيها بتواطؤها وصمتها.

وطالب حزب الحق القيادة السياسية ألا يطول انتظارها للرد السعودي على المبادرة لأن من يقود تحالف العدوان ليس ممن يفهم رسائل السلام بشكلٍ جيدٍ بل إنه يفهمها رسائل ضعف.

من جانبه قال رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، إن تعاطي الطرف الآخر مع المبادرة التي أعلنت الأسبوع الفائت لم يكن مسؤولًا أو مشجعًا لحد الآن، مؤكدا "تمسكنا بالمبادرة إكمالا للحجة واحتراما لدعوات السلام المتجددة ولما يبديه بعض العقلاء من تفهم وأمل".

وأضاف في خطاب له بمناسبة العيد الـ 57 لثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة، مساء امس الأربعاء،" تمسكنا بالمبادرة مرهون بالتزام الطرف الآخر ونذكر بأن الصراع قد بلغ من التعقيد الى مستوى لا يمكن حله من طرف واحد".

ولفت إلى أن ارتكاب العدو للمجازر أمر ينذر بتعنت واضح أمام المبادرة التي قدمناها.

وخاطب العدوان بالقول" ننصح أنفسنا وخصومنا بأن نمضي نحو السلام وأن نلتقط هذه المؤشرات الإيجابية".

وتابع" جاهزون للسلام بقدر جاهزيتنا لخوض مراحل الوجع الكبير وأمامنا أيام محدودة جدا للصبر وللتقييم".

وقال" بمناسبة انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة، نذكر الجميع بخطورة ما يتعرض له اليمن كعضو في الأمم المتحدة من عدوان وحصار وتجويع".

وأضاف: ما نتعرض له في اليمن هو انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة وكل القوانين والمواثيق.

وأكد الرئيس المشاط أن استمرار العدوان يمثل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي والإنساني وتهديدا خطيرا للسلم والأمن.

واعتبر أن الاستمرار في التعامل مع مرتزقة لا وجود لهم على الأرض والتعاطي معهم كممثلين للشعب اليمني يمثل خدشا متعمدا لكبرياء اليمن.

ودعا إلى وقف التعامل مع هادي وحكومته غير الشرعية واحترام إرادة الشعب وتمكين صنعاء باعتبارها الممثل الحقيقي للشعب اليمني.

وأشار بالقول" قدمنا من المبادرات والمواقف الداعية والداعمة للسلام ما يكفي لإثبات حرصنا على السلام وتمسكنا بحقن الدم وانفتاحنا على الحلول".

وقد كثفت السعودية عدوانها على المناطق المدنية والمكتظة بالسكان بعد الهدنة التي عرضتها اليمن للسعودية وحذر بعض الخبراء السياسيين من أن هذه الهدنة ستكون الأخيرة بحيث ان الجيش اليمني واللجان الشعبية سيقومون بهجمات على جرائم السعودية وان الرد اليمني قادم على مواصلة عدوان التحالف السعودي لمجازره.