خيارات نتنياهو للتشكيل ...آفاق الاتهام والابتزاز 

خيارات نتنياهو للتشكيل ...آفاق الاتهام والابتزاز 
السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٧:٤٦ بتوقيت غرينتش

 الأفضل بالنسبة لبنيامين نتنياهو كان أن يبدأ منافسه بيني جانتس بتشكيل الحكومة وان يفشل وان يعاد التكليف لنتنياهو ومقولة الرجل لبعض مقربيه عن جانتس دعوه يتصبب عرقا تؤكد هذه النظرية لكن بما أن الرجل سيبدأ بالتشكيل فعليه أن ينجزه وان لا يعيد الكره لجانتس لأن ذلك سيخرج الاخير منتصرا ويخرج نتنياهو مهزوما.

العالم - قضية اليوم

الخيارات امام نتنياهو لتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة مستقرة و قوية تبدو معدومة تماما، فالرجل يحاول الآن أن يأتي بجانتس إلى حكومة وحدة وهذا هو الخيار الأفضل لأن نتنياهو يدرك مدى الخلافات التي ستعصف بحزب ازرق ابيض فاقطاب الحزب كانوا يوما أعضاء في حكومته والمقصود يائير لبيد وموشيه يعلون والرجلان حال انضمامهما لحكومة وحدة سيختلفان مع جانتس حول موقعيهما فيها وساعتها قد يستطيع نتنياهو أن يبني أمجاده على خلافات ازرق ابيض الداخلية ، هذه الخلافات قد تؤدي إلى تفكك الحزب وبقاء الحكومة أو بالتوجه بعد أشهر إلى انتخابات جديدة ، الخيارات الأخرى لنتنياهو لا يحبذها ولكن قد يضطر إليها مثل عودة ليبرمان إلى التحالف معه لكن ليبرمان سيسعى إلى ابتزازه حتى آخر قطرة دم وقد يطالبه بالتناوب على رئاسة الحكومة ثلاثة أعوام لنتنياهو وعام لليبرمان خاصة وأن الاخير يرى الان بنفسه المنتصر الوحيد في الانتخابات بنسختها الثانية.

وهناك خيار آخر قد يستبعده الكثيرون لكن بعض المتعمقين في المشهد الإسرائيلي يرونه قائما وهو انضمام حزب العمل إلى حكومة نتنياهو وبالنسبة للأخير هذا الخيار يظل افضل من خيار ليبرمان لأن عمير بيرتس لن يبتزه إلى درجة التناوب على رئاسة الحكومة وانما قد يقبل بوزارة سيادية متقدمة لكن ايضا بيرتس لن يمنح لنتنياهو الحصانة التي يريدها ، الخيار الآخر بالنسبة لنتنياهو وهو إعادة الكرة إلى جانتس وانتظار فشله لن يكون مقبولا بالنسبة للرجل لأن جانتس قد يجذب إليه بعض اليمين ويعتمد على العرب في تشكيل شبكة أمان ويشكل الحكومة وهذا يعني بأن على نتنياهو أن يغادر مباني الحكومة الإسرائيلية إلى الابد وان ينتظر لائحة الاتهام والسجن فيما بعد ، بالنسبة لنتنياهو أيضا فكرة العودة لصندوق الانتخابات مباشرة لن يكون أمرا جيدا لأن الليكود قد يجد الأفضل أن يخوض المعركة المقبلة بشخصية جديدة مثل ساعر أو كاتس وحتى لو ظل نتنياهو على رأس الحزب فمن يضمن له أن ينتصر في الجولة الثالثه أو النسخة الثالثة ، كافة الخيارات امام نتنياهو ترتبط بالابتزاز دون الحصانه وهذا يعني بأن أي شكل للحكومة الإسرائيلية المقبلة عداك عن أنه سيمر عبر ابتزاز نتنياهو فإنه لن يخلص الرجل من المحاكمة ولن يمنحه الحصانة التي عمل عليها على مدار الأعوام الأربعة الماضيه فنتياهو بات واثقا أن مغادرته للمشهد السياسي لن يكون بعيدا لكنه يسعى إلى مغادرة تضمن له عدم المحاسبة والمحاكمة .

فارس الصرفندي - العالم