الأمن الداخلي والاقتدار الوطني في ايران 

الأحد ١٣ أكتوبر ٢٠١٩ - ٠٧:١٢ بتوقيت غرينتش

حلقة اليوم من برنامج "من طهران" تناولت موضوع الأمن الداخلي والاقتدار الوطني في ايران مع نائب قائد قوى الأمن الداخلي في ايران العميد ايوب سليماني.

العالم- برامج
اليكم نص اللقاء كاملا:
س- أحد أهم المهام الملقاة على القوات العسكرية بشكل عام هو استتباب الأمن، في ايران يوجد الجيش وحرس الثورة، ما هي المهام الملقاة على عاتق قوات الأمن الداخلي في ايران؟
ج- في بلادنا بسبب رئاسة قوية و أركان قوية على رأس القوات المسلحة و كذلك بسبب التجارب الواسعة التي حصلنا عليها خلال العقود الأربعة الماضية والعلم والمعرفة في هذه المراكز العالية و كذلك فصل وتوزيع المهام بين القوات المسلحة بطريقة صحيحة وبدقة، قوات الشرطة هي المسؤولة عن الأمن العام من حدود البلاد وحتى مركز البلاد. وهنا جميع القوات المسلحة يوجد لها تعريف إذا كانت هناك ضرورة فيجب عليها أن تذهب لمؤازرة ومساندة قوات الشرطة. كل المسؤوليات محددة وكذلك وضع البلاد في 5 مراحل، وفي كل مرحلة أيضا هناك مؤسسة هي المساعدة. إذا ليس هناك أي غموض و نقوم بأعمالنا بتكامل بين جميع القوات.
س- على سبيل المثال فيما يتعلق بوضوع مكافحة الإرهاب هل هو من اختصاص الشرطة أو الجيش أم أن هناك صلاحيات مشتركة؟
ج- بالنسبة لأمن المدن فهي مسؤلية قوات الشرطة، وأي عمل ارهابي في أي مدينة في البلاد قوات الشرطة هي المسؤولة المباشرة وهي التي تواجه هذه الأعمال، وأي ظاهرة تريد أن تمس أمن البلاد فقوات الشرطة موجودة وتتعامل معها، ولكن مسؤولية مواجهة الأعداء سواء عن طريق نفوذ الأعداء إلى داخل البلاد و رصد الأعداء من خارج الحدود إلى داخل الحدود وتحليل المؤامرات وإعداد البرامج لمواجهة الأعداء ليس من عمل قوات الشرطة. وفي حال كان هناك انفجار فقوات الشرطة والخبراء يتحركون وبالتأكيد الاخرون أيضا يتقدمون لمساعدتنا. ولذلك فصل و توزيع المهام في مسألة مواجهة مؤامرات الأعداء ومن ضمنها الإرهاب يعود إلى جميع القوات المسلحة الايرانية.
س- إحدى المهام الملقاة على عاتق قوى الأمن الداخلي في ايران هي شرطة الأخلاق او شرطة الآداب، وفي وسائل إعلام اثيرت ضجة حول نشر فيديوهات لمشادات بين مواطنين و قوات الشرطة، ما هو تقييمكم لأداء شرطة الاخلاق وكيف ترون هذه الضجة المثارة في وسائل إعلام أجنبية ضد شرطة الاخلاق؟
ج- مسؤولية قوات الشرطة إذا كان هناك أي عمل يخالف القانون في المجتمع أن يقف أمامه و يمنعه على سبيل المثال من يرتكب مخالفة مرورية فالشرطة وظيفتها ايجاد الأمن للناس في المجتمع فالقانون هو معيار الشرطة والشرطة هي التي تنفذ القانون. في قانون الشرطة في ايران تم التطرق إلى موضوع عدم ارتداء الحجاب وهو لديه تعريف خاص و كذلك السلوك غير المنضبط والحجاب غير الملتزم هذا مخالف للقانون ونحن بصفتنا من رجال الشرطة إذا ما واجهنا مثل هذه الظاهرة فلدينا المسؤولية الكاملة بأن نواجهه. وعليه فإن دورية التوجيه الديني كانت ضرورية في زمن ما ولا تزال مستمرة حتى الان. ونحن اذا شاهدنا امرأة في الشارع لا تراعي القانون فالشرطة ستتعامل معها حسب القانون لذا نحن نستفيد من السيدات في الشرطة. للأسف الشديد هناك من يعمل على انتهاك القيم الاجتماعية ويصرون على هذه المخالفات ونحن نعتقد أن هؤلاء يشكلون أقل من 6 أو 7 بالمئة من نسبة السيدات في ايران. نحن ليس لدسنا أس مشكلة مع اللواتي يقبلن بالحجاب. هناك عدة أساليب جديدة من دون أن تكون هناك أي حاجة للمواجهة و الاشتباك مع الطرف الاخر. وبالتأكيد هذا مهم جدا. نحن خلال ربما السنة الماضية كانت لدينا هناك حالات مشخصة وتم التطرق اليها على مستوى البلاد وتم مواجهتها بالاشتباك ومع العودة إلى الأسباب وجدنا أنه تمت بتخطيط مسبق و أحيانا بدعم من خارج البلاد وعندما يقوم شخص ما بابلاغ الشرطة بمثل هذه الحالات ستحضر الشرطة الى مكان الحادث.
س- خروج مظاهرات أو احتجاجات في العديد من بلدان العالم بات امرا اعتياديا، في ايران كيف تتعاملون مع خروج مظاهرات او احتجاجات مطلبية؟
ج- نحن لدينا الان الشرطة الذكية. وشعارنا في اسبوع الشرطة قبل أيام معدودة كان الشرطة التي تستفيد من القدرات الداخلية وكذلك الأشخاص المتعلمين إضافة الى التزود بالتقنيات الحديثة وتقوم هذه الشرطة برصد المجتمع باستمرار و كذلك الاشراف على كل هذه الامور ويسعى أفراد الشرطة إلى الوقاية ومنع الجريمة قبل حدوثها وكذلك مراقبة العملية اذا ما حدث أي حادث وعلى سبيل المثال اذا كان حركة عمالية اذا كانت لديهم رخصة للتظاهر بالتأكيد الشرطة ستقوم بحمايتهم أما اذا لم يكن لديهم رخصة للتظاهر فالشرطة سوف تراقب و تتحكم في المجموعة الموجودة هناك وتتحدث اليهم لأن هناك خطوط حمراء للشرطة فعلى سبيل المثال أن يقوموا بإغلاق الطرق ويمنعوا الالاف من الوصول إلى أعمالهم وتتعرض لاقتصاد البلاد كما حصل في مدينة اراك كان المحتجون يتواجدون لعدة أيام وكنا نراقبهم لأيام فقط ولا يتم التعرض لاقتصاد البلاد ولكن حينما حضر هؤلاء إلى سكة حديد طهران واقفلوها تحدثنا معهم لمدة عشر ساعات وبعد ذلك 90 بالمئة قبلوا بما تحدثنا اليهم.
نحن ندعم الحقوق النقابية للعمال و لكن حفظ الأمن العام في البلاد والشعب و كذلك منع أي تعرض لحقوق الناس من عملنا.
س- قبل نحو اسبوعين في أحد مناطق جنوب غرب ايران حصلا احتجاجات و اشتباكات وتم مهاجمة مقار حكومية من قبل المحتجين، المحتجون يقولون أنه بسبب أخطاء طبية تعرضوا للإصابة بمرض الايدز، كيف تعاملت الشرطة معهم؟ وكيف تفسرون ما حصل؟
ج- بالنسبة لما حصل هناك ليست مسؤولية الشرطة علما أنه لديها معلومات خاصة بها. و الرد على ما حصل هناك ليس مسؤوليتنا. و المسؤولون عملوا على معالجة الموضوع وسيتم إعلام النتائج للشعب. وبرأي ما حصل هناك يعود قسم منه إلى سوء التفاهم وعدم المعرفة الكافية والدقيقة من قبل الأفراد لتفاصيل الحدث والحساسيات الموجودة في مثل هذه المناطق و تخطيط الأعداء الذي يراقب الوضع عن كثب للتدخل وركوب الموجة في حال وقوع أي حادث في أي نقطة من البلاد حتى وإن كان جزئيا على أمل أن يحدثوا خرقا في الأمن العام لايران. و كل هذا كا سببا في حدوث تلك الاحتجاجات ومنذ الساعات الأولية للاحتجاج حضرت الشرطة الى المكان ولم تقم الا بمراقبة الوضع هناك.
س-السؤال الأخير حول ما تقدمه الشرطة الايرانية او قوى الأمن الداخلية لزوار الإمام الحسين عليه السلام بمناسبة الأربعين؟
ج- نحن نتوقع أن تصبح مسيرة الأربعين أضخم وأكثر مشاركة سنة بعد سنة. و بهذه المناسبة نحن بجانب الشعب العراقي الشريف وسنقوم بمساعدتهم في كل ما يحتاجون بدون أي تواني. ولدينا تواصل جيد مع المسؤولين الأمنيين في العراق. أما بالنسبة لما يخص يران في هذه المناسبة فقد خرج من ايران منذ بدء شهر محرم الحرام وحتى الان أكثر 3 ملايين زائر نحو العراق للمشاركة في مسيرة الأربعين. والشرطة لديها مسؤولية قبالة هؤلاء منذ البداية وتحاول توفير الأمن لهم خلال المسير. نحن خلال يوم واحد 430 الف شخص خلال الجمعة الماضية خرجوا عن طريق المنافذ الحدودية و نحو 60 الى 70 ألف شخص دخلوا الحدود يعني ما مجموعه 500 ألف شخص عبر 4 منافذ حدودية. و رغم هذه الأعداد قامت الشرطة بمسؤولياتها على أكمل وجه و دون أي خطأ. و لم نسمح بوقوع أصغر خطأ لأننا كنا نراقب خروج الأفراد عن طريق عناصرنا وتجهيزاتنا. ويتم انجاز امور الزائرين في أقل من 5 ثواني من قبل عناصر الشرطة وهذه يشبه الأعاجيب أكثر من الواقع. نحن قمنا بتوظيف أكثر من 30 ألف عنصر ولدينا في المحافظات الحدودية والمناطق المجاورة لها و أكثر من 1800 دورية لتوفير الأمن للمواكب والمساجد ومحطات التوقف. والشرطة تحضر في كل مكان يتم التوقف فيه من قبل الزائرين. ولدينا أكثر من 1500 دورية لتوفير الأمن في الطرقات منعا لوقوع أي حادث.