حرائق لبنان تلتهم مناطق واسعة والعمل جار على إخمادها

الثلاثاء ١٥ أكتوبر ٢٠١٩ - ٠٢:٤٧ بتوقيت غرينتش

اندلعت حرائق هائلة في مناطق عدة في لبنان، لا سيما الجبلية منها، بسبب موجة الحر التي ضربت البلاد منذ عدة أيام، وساهمت الرياح بامتداد النيران والقضاء على المساحات الحرجية. وتواصل العشرات من سيارات الدفاع المدني تساندها طوافات الجيش العمل على إخماد الحرائق التي امتدت بسرعة كبيرة.

العالم - تقارير

افاد الدفاع المدني في لبنان عن تمكن اجهزته من السيطرة بشكل واسع على الحرائق التي اندلعت في منطقة المشرف الشوفية مع الاستمرار بمحاولات تبريد المواقع المحترقة بالمياه منعاً لتجدد الحرائق فيها.

وأعلن المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، أن هناك حوالي 103 حرائق مندلعة على الأراضي اللبنانية، تعمل على إخمادها حوالي 200 آلية من الدفاع المدني.

وشهدت العديد من المناطق في لبنان حرائق بالجملة اجتاحت المساحات الخضراء واليابسة منذ الأمس ولغاية الساعة الثانية والنصف ظهر اليوم بالتوقت المحلي، فيما تشير المعطيات إلى أن أكبر الحرائق اندلعت في بلدة المشرف بجبل لبنان، وأتت على مساحات هائلة من المناطق الحرجية.

وأدت درجات الحرارة العالية إلى اندلاع حرائق مختلفة في كل المناطق اللبنانية من الشمال إلى الجنوب، وساهمت الرياح بامتداد النيران وبالقضاء على مساحات حرجية. وقام بعض المواطنين اللبنانيين بفرش الطرقات والساحات العامة بعدما وصلت الحرائق الى بيوتهم.

وفي الجنوب اللبناني سجلت حرائق عديدة تمت السيطرة عليها في عدد من قرى قضاء بنت جبيل ومرجعيون وصور.

وفي الشمال، أخمد عناصر الدفاع المدني حريقاً اندلع في منطقة الدواليب-اهدن، وقد عملت طوافات تابعة للجيش اللبناني على اطفاء حريق اندلع في غابة ديرنبوح في قضاء الضنية وحرائق أشجار في بلدة بطرماز.

وفي عكار، التهمت النيران أكثر من ثمانية كيلومترات مربعة من الأحراج، في وقت نزحت عشرات العائلات من القرى العكارية التي تمددت النيران فيها بسبب سرعة الرياح.

وقامت وحدات الوقاية من الحرائق اللبنانية بتوجيه نداء إستغاثة لجميع مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش اللبناني وأمن الدولة والأمن العام والأمن الداخلى .

وأعلن الصليب الأحمر اللبناني أن الحرائق التي يتعرض لها لبنان الآن "هي الأكبر والأخطر".

هذا وأوعز الرئيس اللبناني العماد ميشال عون إلى المعنيين بوجوب تقديم مساعدات عاجلة إلى المواطنين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم المحاصرة بالنار وتقديم الإسعافات اللازمة ومعالجة المصابين من السكان او من الذين يكافحون النار.

وطلب الرئيس عون فتح تحقيق في الأسباب التي أدت إلى توقف طائرات الإنقاذ وإطفاء الحرائق "سيكورسكي" عن العمل منذ سنوات وتحديد المسؤولية، كما طلب اجراء كشف سريع على الطائرات الثلاث والإسراع بتأمين قطع الغيار اللازمة لها.

من جهتها أعلنت وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن، السيطرة على النيران في بعض المناطق بنسبة 80 في المئة لكن استمرار هبوب الرياح الساخنة جدّد اشتعال النيران، محذرة من إمكان اندلاع حرائق اضافية اليوم بسبب ارتفاع ​درجات الحرارة​ نهاراً.

وكشفت الحسن عن إنشاء غرفة عمليات مشتركة بين الوزارة والدفاع المدني وأفواج الاطفاء للعمل على اخماد الحرائق بشكل سريع.

وأما الجيش اللبناني، فقد قال ان عددا من وحداته قام الى جانب طوافات تابعة للقوات الجوية وطائرتين من قبرص وعناصر من الدفاع المدني بمحاصرة الحرائق، على الرغم من وجود بعض العوائق من دخان كثيف وخطوط التوتر العالي التي تمنع في بعض الأحيان التدخل السريع والفعال.

وقد وضعت قيادة الجيش عدداً من الطوافات في حالة جهوزية تامة في القواعد العسكرية كافة للتدخل عند حصول أي تطور في مختلف المناطق اللبنانية.

بدوره تحدث وزير الدفاع الوطني اللبناني الياس بوصعب بعد لقاء نظيره القبرصي، عن مزيد من التنسيق مع قبرص للمساعدة في اطفاء الحرائق كما اشار الى تواصل مع اليونان لهذا الغرض.

كما اعلن وزير البيئة فادي جريصاتي في حديث مع قناة المنار، أن الخسارة التي خلفتها الحرائق كبيرة جداً معتبرا ان البلد في حالة طوارئ. ودعا للتكاتف الرسمي والشعبي لتقوية إمكانيات الدفاع المدني البشرية والتقنية.

الى ذلك، أعلنت جامعة بيروت العربية أنها أوقفت الدراسة، اليوم الثلاثاء، وقال في بيان إنه "بعد الحرائق الليلية في منطقة الدبية لم يتأثر حرم الجامعة، وحفاظا على الطلاب والأساتذة والموظفين، يقفل حرم الدبية الثلاثاء. نتمنى للجميع الصحة والسلامة".

وفي السياق، أكد رئيس مصلحة الأرصاد الجوية "مارك وهيبة" أن درجات الحرارة المرتفعة تؤدي إلى تأجيج الحرائق في لبنان.

وأوضح وهيبة أن الحرارة الأعلى سجلت في عكار يوم أمس وقاربت الأربعين، في حين وصلت أمس في بيروت إلى 38، لافتاً إلى أن الحرارة تخطت معدلاتها بكثير في مثل هذا الوقت من السنة.

وأكد وهيبة أن الرياح الجافة ستخف ابتداء من يوم غد الأربعاء.

وانطلق هاشتاغ #لبنان_يحترق، وأصبح الأكثر تداولاً على تويتر في لبنان وعدد من الدول العربية، وتجاوز الـ55 ألف تغريدة خلال ساعات فقط من إطلاقه.

وقد تصدر هاشتاغ #لبنان_يحترق قائمة الترند في لبنان حيث تفاعل الكثيرين ناشرين استغاثاتهم وفيديوهات تظهر حجم الحرائق الكبير.

كما أعرب إعلاميون ومشاهير ووسائل إعلام لبنانية عن حزنهم للحادث.

الى ذلك، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مواقف تضامنية مع الأهالي النازحين من منازلهم جراء الحرائق التي شهدتها مناطق الشوف والدبية والدامور.

هذا، وأطلق الناشطون على موقعي توتير وفيسبوك الدعوات الانسانية لاستقبال الاهالي في المنازل والشقق من مختلف المناطق اللبنانية. وأرفقت الدعوات باعلانات لتأمين المنازل والمؤن الغذائية بالمجان، اضافة الى توفير مبالغ مالية لصهاريج المياه التي تساهم في عملية اطفاء الحرائق في الشوف.

كما تصدرت المنشورات الشبابية دعوات الى تعزيز مشاعر التكاتف الداخلي والتضامن الايجابي بين جميع اللبنانيين حتى تجاوز الأزمة البيئية والانسانية.