حرائق لبنان بين الطبيعي والمفتعل

حرائق لبنان بين الطبيعي والمفتعل
الخميس ١٧ أكتوبر ٢٠١٩ - ٠١:٥٣ بتوقيت غرينتش

الحكومة اللبنانية تفتح تحقيقا لكشف ملابسات الحرائق التي ضربت معظم المناطق، وخبراء يشرحون مواطن العجز.

العالم - لبنان

كارثة الحرائق التي ضربت لبنان من جنوبه الى شماله رسمت العديد من علامات الاستفاهم حول تزامنها وتوقيتها وحتى كما قال البعض المناطق التي طالتها.

مئة واربعة حرائق تنقلت من قرى واحراج جنوبية الى عكار والشمال، حيث كان اكثرها وطأة وخسائر في مناطق الشوف لا سيما بلدة الدامور جنوب بيروت ما دفع العديد الى التحليل والتأويل وفتح باب الاتهامات بين معارضين وموالين من داخل المؤسسات الرسمية، ليخلص اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بالمتابعة لتبني طلب رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون بضرورة اجراء تحقيق شفاف يبين الاسباب التي ادت الى حرائق اودعت لبنان مئات الملايين من الخسائر بين محميات طبيعية واملاك خاصة وعامة.

وتقول المصادر المختصة: "صحيح انه لم ينتهِ موسم الحرائق الا ان ما حصل يدل عل خلل كبير في المعالجة وسبل امتلاك الدولة لتحهيزات تواكب هكذا تطور".

وهذا ما يؤكده مدير برنامج الأراضي والموارد الطبيعية في معهد الدراسات البيئية في جامعة البلمتند، جورج متري، الذي قال بدوره بالرغم من أن مؤشرات اندلاع الحرائق تُظهر أن الخميس سيشهد انخفاضاً في وتيرة الحرائق التي شهدناها في اليومين الماضيين، إلا أن ذلك لا يعني أن الحرائق ستتوقف، فهذا يعتمد على نسب المتساقطات وتوزيعها على الأراضي اللبنانية وهذا ما يستدعي استنفار متواصلا لمواجهتها.

وكشف متري أنّ عدد الحرائق تخطى المئة وعشرين والتقييم مستمر وأظهر احتراق حوالي 1500 هيكتار في خلال ثمان وأربعين ساعة أي ما يفوق المعدل السنوي للمساحات التي تحترق عادة كل عام.

ووصف متري ما حصل بالفضيحة الجديدة التي تُضاف إلى سجل التقصير الحكومي، مؤكدا وجود نقص فادح في المعدات لمكافحة الحرائق، وذلك "لأن لبنان غير مستعد لمواجهة مثل هذه الكوارث"، مبيناً أنّ "منطقة الأحراج في الدامور والمشرف كانت محددة على الخريطة كإحدى أخطر البقع المعرضة لخطر اندلاع الحرائق إلا أن أحداً لم يكترث لذلك".

وتحدث متري عن نظام تنبيه تم تطويره من قبل المعنيين في الشأن البيئي لكي يعطي إشارة قبل ثلاثة أيام من خطر اندلاع الحرائق، مشدداً على أن التقصير يشمل كل السلطات المحلية والوزارات المعنية، سائلاً: "من يتحمل مسؤولية ما حصل من خسائر في الأرواح والممتلكات والبنى التحتية .

أوضح متري أنّ عدد الحرائق المرتفع في اليوم نفسه يثير شكوكاً، حول افتعال إضرامها، لا سيما في ظل غياب الأسباب الطبيعية التي تؤدي إلى ذلك، والذي عادةً يكون ضرب البرق للمناطق الجافة.

أمّا عن الأسباب المباشرة وغير المباشرة للحرائق، فعدّدها متري على النحو التالي:

• الأسباب المباشرة:

• تنظيف المزارعين للأراضي عبر إضرام النار في الأعشاب اليابسة التي تمت بفعل كمية الهطولات المطرية التي شهدها لبنان الشتاء الماضي.

• موسم الجفاف الذي يمتد إلى 6 أشهر.

• إضرام النار في مكبات النفايات العشوائية الموجودة بالقرب من المناطق الحرجية أو داخلها.

• الأنشطة التي تقام في الغابات من قِبَل المخيمات، والتي تؤدي إلى افتعال الحرائق.

• الأسباب غير المباشرة:

• عدم صيانة الغابات.
• إهمال الغطاء الحرجي والنباتي.

وأمس، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه بياناً أوضح أنّ وحدات الجيش والقوات الجوية بالإضافة إلى الطوافات القادمة من المملكة الأردنية ودولة قبرص، ما زالت تقوم بأعمال إخماد الحرائق ومنع تجددها في مناطق: مزرعة يشوع، ملتقى النهرين، داريا وبعورتا.

ومنذ يوم الأحد، شهد لبنان اندلاع موجة من الحرائق شملت المشرف والدبية - الشوف، جعيتا، القرنة الحمرا، بنشعي، مزيارة، وغيرها..

فهل يصار الى كشف اسباب الحرائق أم أن الامور ستلصق بالعوامل الطبيعية ويغلق الملف.

*حسين عزالدين