شاهد.. لبنان بين المطالب الشعبية و التحذيرات من فراغ سياسي

السبت ١٩ أكتوبر ٢٠١٩ - ٠٥:٠٢ بتوقيت غرينتش

تتواصل في العاصمة اللبنانية بيروت ومناطق عدة تظاهرات واعتصامات احتجاجا على اعتزام الحكومة فرض ضرائب جديدة.

العالمخاص بالعالم

ربما يعكس الخراب الكبير الذي شهدته العاصمة اللبنانية بيروت ،خلال اليومين الماضيين مآلات الاوضاع الاقتصادية في لبنان،التي كانت محركا قويا لنزول الالاف الى الشوارع تعبيرا عن رفضهم سياسات الحكومة الضريبية والاصلاحية المزمعة..

لا يختلف اثنان في لبنان على عمق الازمة الاقتصادية في البلاد،لكن الاختلاف يقع عند محاولة كل فريق بالقاء اللوم على الفريق الاخر ..فالناس نزلوا ضمن مطالب اجتماعية مشروعة ،واجتمعوا ضمن مسيرات حضارية بعيدة عن العنف ..الا ان ما حصل في وسط العاصمة وطرابلس صور وغيرها من المدن اللبنانية دفع الى التساؤل حول من يريد اخذ البلاد الى اتون العنف والتخريب ،حيث قدرت الخسائر جراء الاضطرابات بمئات الملايين من الدولارات.

وهنا لا بد من الاشارة الى ان اللبنانيين يؤكدون ان الاصلاحات الضريبية يجب ان تكون عادلة وتصاعدية ..فالبلاد واقعة منذ سنوات تحت عبء الدين العام ،والازمة هي من التعقيد بحيث لا يمكن حلها بين ليلة وضحاها .

ومن هنا كانت دعوة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى التعاون بين جميع الافرقاء السياسيين لوضع خطط اصلاحية تخرج البلاد من ازمتها العميقة ،محذرا في الوقت نفسه من الاطاحة بالحكومة لما يترتب على ذلك من تداعيات،سياسية وامنية.

وما هو اسوأ بحسب مراقبين فإن من يدعون الى اسقاط الحكومة هم نفسهم من يقفون دائما حجر عثرة امام اصلاحات طرحت في مجلس الوزراء..وهنا يكمن الخوف من تسييس تلك التظاهرات حيث الجميع يشارك فيها،, اذ اكد وزير الاعلام اللبناني جمال الجراح إن الشعارات التي تطالب باستقالة الحكومة لا تعي ما الخطوات التي تترتب على ذلك.الجراح حذر في الوقت نفسه ان البديل هو الفوضى العارمة وبالتالي فإن عدم وجود حكومة يعني الدخول بمرحلة من الفوضى والانهيار الاقتصادي..

ويبدو ان البلاد اصبحت على صفيح ساخن،فرئيس الوزراء سعد الحريري وعد يوم امس باثنتين وسبعين ساعة حاسمة،في طريق اصلاحات جديدة ستطرح للنقاش ،فيما تناقلت وسائل اعلام لبنانية تقارير عن ورقة اصلاحات اقتصادية جديدة يعمل عليها ،خالية من اية ضرائب ،وهو ما يعول عليه الشارع اللبناني.