شاهد خفايا الاحتجاجات الشعبية بلبنان، من اشعل فتيلها؟

الإثنين ٢١ أكتوبر ٢٠١٩ - ٠٤:٣٠ بتوقيت غرينتش

قدم رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري خلال اجتماع طارئ، قرارات وورقة اقتصادية تتضمن سلسلة من الاجراءات الاصلاحية ولكن من دون ضرائب ورسوم التي فجرت الاحتجاج الشعبي المتواصل منذ خمسة ايام وذلك لامتصاص حالة الغضب المتصاعد.

العالم - برنامج استوديو بيروت

واعتبر ناصر قنديل رئيس مركز الشرق الجديد للدراسات والاعلام، الورقة الاقتصادية التي قدمها رئيس الحكومة سعد الحريري لوقف الاحتجاجات الشعبية في لبنان، انما هي حصيلة تضافر عاملين.

وقال قنديل في حديث لقناة العالم عبر برنامج "استوديو بيروت": ان العامل الاول الذي دفع لتقديم ورقة اقتصادية هو انفجار الغضب الشعبي خلال الايام الماضية، والثاني وجود قوة سياسية واعية في معادلة ادارة الصراع وهي قيادة المقاومة.

واوضح قنديل، ان كلمة السيد حسن نصر الله رسمت الاتجاه العام في التعامل مع هذا الحدث، الذي وجه خطاباً واضحاً للشباب الغاضب في الساحات في تسمين قيمة ما قاموا به وانعكاس ذلك على المعادلة السياسية، قائلا لهم ان اول انجاز تحقق هو ان فرض الضرائب والرسوم الجديدة سحب من التداول نهائياً وهذا ما تضمنته الورقة الاقتصادية.

واضاف، ان السبب المؤجج للاحتجاجات هو نشوب ازمة ثقة بالوعود التي بدأت منذ امد بعيد، حيث وعد الناس بسلة اجراءات لازالت تتكرر الى اليوم، من ضمنها دعم التعليم الرسمي، الطبابة المجانية وضمان الشيخوخة، اضافة الى الشعارات المتكررة والتي ذكر جزءاً منها الحريري، دون تحقيق اي واحدة منها.

واوضح قنديل، ان السبب الثاني ان الاجراءات التي اعلنت في الورقة لم تنعكس تلقائياً بنتائج تؤثر على حياة الناس وعلى مصادر الشكوى، بمعنى ان فرص العمل لم تنشأ بكبسة زر ولا الوضع الاقتصادي الاجتماعي يمكن ان ينفرج بالسرعة المتخيلة، غير انها يمكن ان تظهر خطوات جدية في طريق اعلان النوايا الذي صدر خلال الاجتماع الطارئ.

وتابع مدير مركز الشرق الجديد للدراسات والاعلام قائلا: ان العامل الثالث ان هناك قوى تريد ان تبقي على مناخ التوتر لصالح اجندتها السياسية وهي تريد بذلك ان تحافظ على مستوى من الاحتشاد، مشيراً الى ان هذه القوى معروفة، كالقوات اللبنانية حيث موقفها معلن، وكذلك حزب التقدم الاشتراكي الذي راجع حساباته ولكن كان متورطاً في شيء من هذا التحرك، ضمن الاجندة التي تقود الضغط ضد رموز النظام بخلفية الاقتصاص من انتظامه في موقف داعم للمقاومة، حيث كانت اركان السلطة في لبنان داعمة للمقاومة مؤكدة على حق الردع بعد الغارة الاسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.

واكد قنديل ان هناك محرك سياسي امريكي للاقتصاص من رموز اركان السلطة عقاباً على موقفها الداعم للمقاومة، موضحاً ان هذا المحرك يتم عبر قوى سياسية تتحرك بايعاز امريكي، تنفذ اجندة امريكية لكسر ارادة الصمود الوطني واحتضان المقاومة في لبنان.