اعمق من أزمة تكليف.. اسرار إسرائيلية لا يراها الكثيرون

اعمق من أزمة تكليف.. اسرار إسرائيلية لا يراها الكثيرون
الثلاثاء ٢٢ أكتوبر ٢٠١٩ - ٠٣:٥٩ بتوقيت غرينتش

كما كان متوقعا أعاد بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال التكليف الى رئيس الكيان الإسرائيلي مهاجما افيغدور ليبرمان بأنه يسعى إلى تشكيل حكومة مع ازرق ابيض بدعم من العرب ..

العالم - قضية اليوم

الان سينقل التكليف الى بيني جانتس الذي سيسعى إلى تشكيل حكومة مع ميرتس والعمل وبدعم من القائمة العربية المشتركة وبما أن ليبرمان لن يتنازل عن رفضه المشاركة في حكومة يدعمها العرب فقد يغيب الرجل عن جلسة التصويت لحكومة برئاسة جانتس وساعتها سيشكل جانتس حكومة مفتاحها بيد ليبرمان وسيكون اهم إنجاز بالنسبة للاخير أبعاد نتنياهو عن رئاسة الحكومة المقبلة وفي حال إسقاط الحكومة والتوجه إلى انتخابات جديدة سيكون نتنياهو أضعف بكثير بوصفه رئيسا للمعارضة عما إذا كان رئيسا للحكومة ، هذا سيناريو وارد في هذه المرحلة وقد يكون الأقرب للتحقيق .
لكن ما بين السطور وما لا يراه الكثيرون أن الأزمة في داخل الكيان الإسرائيلي اكثر من أزمة سياسية فهي أزمة اجتماعية سببها التناقض بين مكونات المجتمع الإسرائيلي ، ليبرمان وقبل إعادة نتنياهو للتكليف هاجم نتنياهو قائلا إنه يسعى إلى تشكيل حكومة دينية ، هنا نحتاج إلى الوقوف والنظر لماذا لم يستطع نتنياهو تشكيل حكومة يمينية كما العادة ؟ الاجابة لأن اليمين العلماني يعتبر أن اليمين الديني هو العدو اكثر من اليسار، فاللقاء بين اليمين العلماني واليمين الديني بات شبه مستحيل في ظل اتهام الاول للثاني أنه عالة على المجتمع الإسرائيلي فاليمين الديني يحصل على مخصصات باهضه للمدارس الدينية فيما لا يخدم أعضاء هذا اليمين في الجيش الإسرائيلي ، أما التناقض الآخر فهو بين العلمانيين في الوسط والمتدينيين فالبنسبة للعلمانيين والذين يعتبرون أنفسهم أساس (الدولة الاسرائيلية) يرون بأن المتدينين يحاولون الهيمنة على الكيان الإسرائيلي من خلال فرض التعاليم الدينية على الشارع واجبارهم على القبول بتعاليم هم غير مقتنعين بها ، طبعا أضف إلى تناقضات لا مكان لها في هذا المقال ، ما لا يراه الكثيرون أن المجتمع الإسرائيلي في هذه الأزمة خرج اكثر تناقضا وقد تكون الأزمة الأخيرة وقد يكون بنيامين نتنياهو سببا رئيسيا في الكشف عن عمق الصراعات الإسرائيلية الاسرائيلية ومن يقرأ الواقع الإسرائيلي بعد العام ١٩٩٦ اي بعد مقتل اسحق رابين يدرك أن تشكيل حكومة مستقرة أصبح شبه مستحيل وبما أن التناقض يزداد فإن اي انتخابات مقبلة ستكون أزمتها اكبر بكثير .

فارس الصرفندي