الاحتجاجات اللبنانية بين دور الداخل واستثمار الخارج

الاحتجاجات اللبنانية بين دور الداخل واستثمار الخارج
الجمعة ٠١ نوفمبر ٢٠١٩ - ٠٨:٥٤ بتوقيت غرينتش

العالم - لبنان

ثمة سؤال يتقدم واجهة الكلام عن احتجاجات الشارع اللبناني. خاصة بعد حرفه عن المسار المطلبي المحق للشعب من جهة ازمة المواطن المعيشية الى مسارات لاح في افقها اجندة معدة سلفا لاستغلال وجع الناس المقهورين وتوظيفه في خدمة المشروع السياسي لبعض احزاب الداخل المرتبطة بشكل وثيق بتوميها ادارات الدول الكبر الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية. حيث لم تترك ثغرة في تفاصيل هذا الحراك الا وكانت توحي لمشغليه الاستفادة منها بهدف ضرب الاستقرار الاجتماعي والامني.

ولا شك في أن الصورة الاولية التي تظهّرت مع بداية ما سُمي بـ"الثورة اللبنانية"، والتي انطلقت بتحركات شعبية للمطالبة بتحسين الظروف المعيشية والاجتماعية قد تبدّلت منذ الاسبوعين الماضيين، اذ حاولت بعض القوى السياسية التغلغل وسط لعبة الشارع لاستثمار الحراك وفقا لمصالح محددة. ليتبعها كثيرون من الاطراف السياسية التي تدور في نفس الفلك والتي حاولت استغلال الشارع، الا ان الاحزاب التي كشفت عن وجهها علانية في الساحة الشعبية كان ابرزها، وبحسب مصادر متابعة "القوات اللبنانية وتيار المستقبل الذي التحق مؤخرا بها بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري ومعهم الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط. لتاتي خطوة رئيس الحكومة المستقيل مدعومة بجرعات خارجية وداخلية ولنفس الهدف الذي اشرنا اليه انفا.

"القوات اللبنانية" كانت اول جهة سياسية دخلت الاحتجاجات من بوابتها الاجتماعية مع تمرير جزء من المطالب السياسية بين هتافات البعض، ومن الواضح، وبحسب المصادر عينها، بأن "القوات" تسعى الى استنزاف الشارع العوني للرد على الوزير جبران ومواقفه الوطنية. وبالتالي على العهد الرئاسي الذي ـشكل مؤخرا منصة. متقدمة بوجه كل التهديدات ومحاولات الابتزار والضغط الخارجي بهدف تجريده من حقوقه السيادية واضعافة في مرحلة تسويات ومشاريع مشبوهة تعدها واشنطن للمنطقة ومن هنا حاول البعض استغلال موقف باسيل السياسي والحكومي من اجل تجييش الرأي العام المسيحي. فما كان على الاخير القوات سوى الدخول في لعبة الشارع والتي تمثلت بأكبر معارضة شعبية لسياسات العهد لتوجيه ضربتها لباسيل واستقطاب ما أمكنها من الشارع المسيحي المستقل، الأمر الذي يمكن اعتباره الهدف الاساسي للقوات والذي قد يساهم في المرحلة المقبلة بزيادة حصّتها الوزارية داخل الحكومة. هذا عدا عن التماهي مع الاجندة المعلبة خارجيا.

وإذ تحدثت مصادر سياسية بارزة عن أن "الثنائي الشيعي يعتبر استقالة الحريري بمثابة انقلاب يُواجه بنفس المفهوم، نفت مصادر مقرّبة من "بيت الوسط" اي حسابات من هذا النوع معتبرة أن "حزب الله" اراد ايصال رسالة واضحة الى الدول الاقليمية والولايات المتحدة الاميركية تفيد بأن محاولة الضغط الكبيرة على الحكومة التي يشكل "حزب الله" وحلفاؤه اكثرية فيها، سيُقابل بالفوضى الداخلية التي لا تريدها اميركا في الوقت الراهن.

وكان آخر اللاعبين في الملعب الشعبي هو تيار "المستقبل" الذي حاول الايحاء بشكل واضح بأنه لا يمكن للخصوم ابعاده عن الساحة السياسية او استبعاد الحريري من موقع رئاسة الحكومة، وذلك من خلال محاولاته للضغط عبر شارعه الذي من السهل تحريكه، ما من شأنه ان يؤثر على الاستقرار السياسي الذي، وبحسب مصادر المستقبل، لا يمكن تأمينه لباقي القوى من دون ان يكون الحريري شريكا في السلطة".
وختمت المصادر بأن الرئيس سعد الحريري يسعى الى اعادة شد العصب لدى قاعدته الشعبية لاستعادة جمهور "تيار المستقبل" الذي خسره بشكل او بآخر تِباعاً في المرحلة الماضية.
فهل دفع التعقل الوطني الذي تمثل بثلاثية العهد امل .حزب الله . بتعطيل مفاعيل الخطة الخارجية. وكيف ستعاطى بنفس الوقت مع النسيج الذي اعترته انكشافات عادت بلبنان الى زمن الرهان على القوى الكبرى لتحصين مواقع نفوذ الحالمين ببلد مرهون لمصالحهم السياسية والاستراتيجية.

حسين عزالدين