البغدادي وبعده لوميزوريه.. إرهابيو الغرب يتساقطون

البغدادي وبعده لوميزوريه.. إرهابيو الغرب يتساقطون
الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٩ - ٠٧:٥١ بتوقيت غرينتش

إرهابيون دوليون صنعتهم قوى التآمر على سورية واستخدمتهم على مدى أكثر من ثماني سنوات ونيف يتساقطون واحدا تلو الآخر فبعد أيام من إعلان الولايات المتحدة تصفية زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي أبو بكر البغدادي تداولت وسائل الاعلام الغربية نبأ موت مؤسس ما تسمى جماعة “الخوذ البيضاء” ضابط الاستخبارات البريطاني السابق جيمس لو ميزوريه الذي وجد ميتا بالقرب من منزله في مدينة اسطنبول التركية في ظروف مشبوهة.

العالم - سوريا

خبر موت لو ميزوريه الذي أوردته صحيفة الاندبندنت جاء على نحو ملائم جدا وغير مستغرب أبداً بعد أيام قليلة من كشف وزارة الخارجية الروسية ارتباطه بتنظيم القاعدة الإرهابي ومطالبتها الحكومة البريطانية بإعطاء تفسير لعلاقته المشبوهة بالتنظيم فيما يصفه محللون بأنه سلسلة تصفية لأدوات الغرب الارهابية بعد انتهاء دورها الإجرامي في سورية.

جماعة “الخوذ البيضاء” التي شكلت أداة لتنفيذ مخطط التآمر على سورية تأسست في تركيا عام 2013 بتمويل بريطاني أمريكي وحصلت على تغطية إعلامية غربية واسعة حيث حاول صانعو الإرهاب وداعموه في سورية صبغها “بصورة إنسانية” مزيفة لتأتي الدلائل والوقائع والصور وحقائق الميدان لتعري هذه الصبغة وتثبت أنها منصة إرهابية رديفة للتنظيمات الإرهابية الأخرى.

ومنذ بداية ظهورها على ساحة الأحداث في سورية وتحديد نطاق عملها فقط في أماكن سيطرة التنظيمات الإرهابية شكلت جماعة “الخوذ البيضاء” أداة رديفة لهذه التنظيمات على اختلاف مسمياتها وجرائمها وذلك لتلطيها وراء عباءة العمل الإنساني أمام الرأي العام العالمي الذي ينخدع بما تروجه وسائل إعلامه المحلية التي تقلب حقائق الأمور وتدير الأحداث بحسب مصالح مموليها من حكومات غربية ذات أجندات استعمارية وأطماع كبرى سواء في سورية أو المنطقة.

مقاطع الفيديو التي شكلت وسيلة رئيسية تلاعبت من خلالها جماعة “الخوذ البيضاء” الإرهابية بالرأي العام العالمي اثبتت زيفها بعد أن اتضح أنها مفبركة وعبارة عن تمثيليات تكرر استخدام ضحاياها في أكثر من حادثة وفي غير مكان ما يثبت أن هذه المنظمة هي مجرد ذراع إرهابية جديدة بيد واشنطن وشركائها في العدوان على سورية مهمتها بث الصور والفيديوهات المفبركة وتصدير التقارير المضللة وكسب تعاطف الرأي العام العالمي عبر اختلاق أحداث إنسانية واستعمالها منصة للعدوان على سورية ولا سيما فيما يتعلق بالاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية الذي تكرر في أماكن وتواريخ متعددة على مر السنوات الماضية وفقا لما يقتضي مخطط التآمر على سورية.

وبالعودة إلى موت مؤسسها لو ميزوريه فإن صورة أكبر بدأت تتضح فبعد أن انتهى دور البغدادي بالنسبة لواشنطن أصبح من المنطقي أن تبدأ سلسلة تصفية الإرهابيين الذين بإمكانهم الكشف عن العلاقات الوثيقة التي تربطهم بقوى الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة ولعل المراقب للأحداث يستطيع أن يفكر بعدة أسباب لموت لو ميزوريه بطريقة مشبوهة فهي أولا تخدم المسؤولين عن ظهوره وتحقق غايات معينة لهم إذ يبدو من جهة أن دوره انتهى مثل شريكه في الإرهاب البغدادي أما من جهة أخرى فإن موته يفيد بشكل رئيسي في دفن أسرار علاقاته الوثيقة بواشنطن أو التنظيمات الإرهابية المختلفة وطمس الأدلة التي تثبت جرائم الولايات المتحدة وشركائها في سورية كما أن موته يأتي في الوقت الذي تحاول فيه الإدارة الامريكية برئاسة دونالد ترامب تصوير نفسها على أنها تحارب الإرهاب لغايات سياسية بحتة تتوازى مع إجراءات المساءلة لعزل الأخير واقتراب الانتخابات الرئاسية عام 2020.

ورغم اختلاف أسماء الإرهابيين الدوليين الذين صنعتهم الولايات المتحدة والغرب وبغض النظر عن مقتلهم أو عمليات تصفيتهم فإن ذلك لا يشكل أي مؤشر على انتهاء أطماع واشنطن أو التوقف عن تدخلها في المنطقة بل هو الأغلب نقطة انطلاق مرحلة جديدة لتحقيق مآرب أخرى باستخدام أدوات جديدة فبدل البغدادي ولوميزوريه يمكن أن تخترع الاستخبارات الأمريكية والغربية دمى إرهابية أخرى تحرك خيوطها كما تشاء.

باسمة كنون - اوقات الشام