ماذا بعد اعلان حفتر فرض حظر جوي فوق طرابلس؟

ماذا بعد اعلان حفتر فرض حظر جوي فوق طرابلس؟
الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠١٩ - ١٠:٠٧ بتوقيت غرينتش

تطورات متسارعة شهدتها الساحة الليبية خلال الساعات الماضية مع اعلان الناطق باسم قوات اللواء الليبي المتقاعد "خليفة حفتر" فرض "حظر جوي" فوق منطقة العمليات في العاصمة طرابلس، حيث تخوض معارك ضد قوات "حكومة الوفاق الليبية" منذ أكثر من سبعة أشهر.

العالم - تقارير

وقال المتحدث باسم قوات "الجيش الوطني" اللواء أحمد المسماري، في مؤتمر صحفي ببنغازي شرق ليبيا "نعلن منطقة حظر جوي يمنع التحليق فيها إلا بالتنسيق المسبق مع القيادة العامة للقوات المسلحة والحصول على إذن من خلال القائد العام المشير خليفة حفتر".

وأرجع هذا الإجراء إلى "تطور العمليات العسكرية وتقدم قواته نحو العاصمة". موضحا أنه نظرا لذلك "رأت القيادة فرض حظر الطيران فوق منطقة العمليات في طرابلس وما حولها، لذا وجب تنبيه مصلحة الطيران وكافة شركات النقل الجوي لمستعملي هذه المنطقة".

وأشار المتحدث العسكري إلى أن هذا الإعلان يأتي في "إطار التحذير المستمر من قبل القيادة للجهات الأخرى حتى لا يكون هناك خطأ أو إضرار بها فور دخولها منطقة العمليات دون تنسيق مسبق"، دون ماهية هذه الجهات المعنية بالتحذير.

وحذر المسماري من أن أي هدف مشتبه به يهدد الأمن وسلامة المواطنين سيتم التصدي له بقوة النيران، سواء كان الهدف بريا أو بحريا أو جويا، وفقا لتعبيره.

استهداف تجمع لقوات حفتر جنوب طرابلس بالمدفعية

في غضون ذلك أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية، أنها استهدفت بالمدفعية الثقيلة تجمعا لقوات حفتر جنوبي العاصمة طرابلس.

جاء ذلك وفق بيان نشره على "فيسبوك" المكتب الإعلامي لعملية بركان الغضب التي أطلقتها حكومة الوفاق لمواجهة هجوم قوات حفتر على طرابلس.

وقال البيان "إن قوات الوفاق استهدفت بدقة بالمدفعية الثقيلة تجمعا لمليشيات حفتر وعشرات المرتزقة الداعمين لها خلف مستشفى العافية بمنطقة قصر بن غشير، ولم يشر البيان إلى عدد الخسائر التي أوقعها القصف المدفعي بقوات حفتر".

وفي سياق المعارك المتواصلة في طرابلس، أفادت الأناضول بأن أصوات المدفعية الثقيلة تسمع بوضوح في العاصمة، وسط استمرار نزوح المدنيين القاطنين في مشروع الهضبة جنوبي طرابلس.

فقدان طائرة بلا طيّار أميركية كانت تحلق فوق ليبيا

ويأتي فرض هذا الحظر بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع الأميركية، فقدان طائرة بلا طيّار تابعة للجيش الأميركي كانت تحلق فوق ليبيا.

وقالت القيادة العسكريّة الأميركيّة في بيان، إن الطائرة غير المسلّحة "فقدت فوق طرابلس" الخميس.

وأضافت أن هناك تحقيقًا جاريًا بشأن هذه الحادثة التي لم يتمّ تقديم مزيد من التفاصيل حولها.

وأوضح البيان أن القيادة تقود عمليات لطائراتٍ بلا طيار في ليبيا بهدف "تقييم الوضع الأمني ومراقبة النشاط المتطرف العنيف".

وأشار بيان القيادة الأميركية إلى أن "هذه العمليّات ضرورية لمواجهة النشاط الإرهابي في ليبيا ويتمّ تنسيقها بالكامل مع المسؤولين الحكوميّين المناسبين"، وفق ما نقلت "فرانس برس".

إسقاط طائرة ايطالية بدون طيار شمال مدينة ترهونة

سبق ذلك، إعلان قوات حفتر إسقاط طائرة بدون طيار شمال مدينة ترهونة، حيث أعلنت إيطاليا فقدان طائرة بدون طيار فوق سماء مدينة ترهونة الواقعة على بعد (90 كلم) جنوب شرق طرابلس، حيث استنكر مجلس النواب الليبي انتهاك الطائرة المسيرة التابعة لسلاح الجو الإيطالي سيادة الأجواء الليبية.

وأكد المجلس، في بيان، "أن الطائرة أسقطت من قبل القوات المسلحة بالقرب من ترهونة عند دخولها منطقة العمليات العسكرية للجيش الوطني التي يخوضها ضد الجماعات الإرهابية والمتطرفة والميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون"، بحسب البيان.

وطالب مجلس النواب السلطات الإيطالية بتوضيح رسمي حول ما اسماه "التعدي على سيادة ليبيا"، مؤكدًا أن مثل هذه الأعمال لا تخدم مصلحة الشعب الليبي وتعتبر تدخلًا في الشأن الداخلي الليبي عبر مناصرة طرف بعينه وانتهاك السيادة الوطنية لدولة ليبيا.

وفيما اعترفت رئاسة الأركان الإيطالية بسقوط الطائرة دون أن تعلن السبب المباشر، مرجحة سقوطها نتيجة خلل فني.

وأكدت القيادة العامة للجيش الليبي، في وقت سابق، أن الطائرة أسقطت بواسطة صاروخ أرض- جو، أطلقته وحدات الدفاع الجوي، مطالبة الحكومة الإيطالية، بتقديم تفسير رسمي بشأن دخول الطائرة المسيرة الإيطالية المجال الجوي الليبي.

الهدف من التواجد العسكري الايطالي في ليبيا

وفي سياق متصل حذر النائب طلال الميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بليبيا، من الدعم الإيطالي الذي تقدمه لما وصفه بـ"الميليشيات" في العاصمة طرابلس ومصراتة.

وأضاف الميهوب في تصريحات لـ" سبوتنيك"، "سبق وحذرنا في بيانات سابقة بأن مطاري معيتيقة ومصراتة في الغرب الليبي، وكذلك الكلية الجوية في مصراتة يمثلون حاضنة لغرف عمليات تركية وإيطالية".

وأوضح أن "التواجد الإيطالي في ليبيا لم يعد في الخفاء، خاصة أن الدعم الإيطالي للمليشيات يتمثل في تقديم دعم لوجستي وإعطاء إحداثيات مواقع القوات المسلحة العربية الليبية، إضافة إلى عمليات التدريب التي تتلقاها المليشيات على أيدي القوات الإيطالية والتركية".

وشدد الميهوب على أن لجنة الدفاع والأمن القومي بليبيا تحذر من التواجد الإيطالي على الأراضي الليبية بشكل غير رسمي، وغير مأذون به من الجهة الشرعية وهو البرلمان الليبي، والجيش الليبي، وأن ذلك يعرضها لتصبح أهدافا مشروعة للقوات المسلحة العربية الليبية.

هذا وما تزال الجهود الرامية للتحضير لعقد قمة بشأن ليبيا في العاصمة الألمانية برلين قائمة، فيما وصلت المشاورات إلى اتفاق نهائي بضرورة وقف القتال الدائر جنوب العاصمة طرابلس، وعودة المسار السياسي.

وتشن قوات الجيش الوطني التابع لخليفة حفتر منذ الرابع من أبريل الماضي هجوما للسيطرة على طرابلس مقر حكومة الوفاق الليبية، وتخوض معارك ضد قوات موالية للحكومة المعترف بها من المجتمع الدولي.

وتسببت المعارك منذ اندلاعها في مقتل 1093 شخصا وإصابة نحو 6 آلاف آخرين، إضافة إلى نزوح قرابة 120 ألف شخص من مواقع الاشتباكات، بحسب الأمم المتحدة.