سليم الجبوري في حوار مع قناة العالم (2)

بالفيديو... الجبوري يكشف عن رسائل ضغط أميركية على العراق

الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠١٩ - ٠٧:٤٠ بتوقيت غرينتش

بغداد (العالم) ‏24‏/11‏/2019 – كشف رئيس البرلمان العراقي السابق سليم الجبوري أن الولايات المتحدة وجهت قبل سنوات رسائل صريحة للعراق، تدعوه ضمن إطار الاستراتيجية العامة المرسومة للمنطقة، من ضمنها الابتعاد عن حالة التعاطي مع إيران، وأن يظهر دلائل ومؤشرات واضحة للأميركان حتى يتعاطوا بإيجابية أكثر.

العالم - العراق

وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "ضيف وحوار" أكد سليم الجبوري أن التظاهرات قد سحبت البساط من الأطراف السياسية أن تكون هي الوحيدة التي تعبىء الشارع.

وأضاف أن: بعض الأطراف السياسية اعتبرت حزم الإصلاحات فرصة لها في أن تتمكن وتتجذر أكثر بعنوان الإصلاحات، وفي حيازتها للدرجات الخاصة وفي تأثيرها، وحتى في كسب تشريعات معينة هي تخدم هذه الأطراف السياسية، وتمكنها من أن تتجذر وتتمكن أكثر، وهي تسوق في الإعلام بأنه إنجاز لمصلحة الشعب العراقي، وهو ليس كذلك.

وحذر من أن: منهم من خرج بالإعلام يريد أن يجعل نفسه هو المعبر عن إرادة الناس، فانكشف بشكل واضح، وهناك أطراف أخرى تحاول أن تقتص من خصومها السياسيين، بالتعبئة الجماهيرية و بزج أبنائها الحزبيين في التظاهرات، وهي ترفع لافتات وصور لمناوئين لها أو تساهم في حالة حرق مقرات وغير ذلك، وهذا هو الصراع السياسي الكبير.

وبشأن الدور الخارجي وخاصة الأميركيين أشار الجبوري إلى أنه وبعد فترة من انطلاق المظاهرات اعتبرت قوى دولية أن المظاهرات تشكل فرصة لها، وذلك بعد أن كانت مترددة في التعاطي مع المشهد، وقال إن هذه القوى الدولية بدأت بشكل أو بآخر بإيصال رسائلها، ومنها الرسائل الضاغطة على مؤسسات الدولة.

وأضاف أن من هذه القوى الدولية من لديها أذرع حتى ضمن إطار الوجود الشعبي، وقال: وطبعا أنا لا استبعد أن هناك تاثيرات دولية كان لها حضور ووجود، وساهم بشكل أو بآخر حتى في تحقيق مآرب تلك الدول في استغلال الوضع المتأزم العراقي.

ولفت رئيس البرلمان العراقي السابق إلى تصريحات صدرت من البيت الأبيض تتعلق بدعوة إلى إنتخابات مبكرة على سبيل المثال، إلى جانب بيانات تصدر حتى الآن تؤكد على أن هناك مسؤولين ستتم محاسبتهم بطريقة او أخرى وبوصف مسيء على أنهم كان لهم دور في الإساءة إلى الوضع العراقي الموجود.

ووصف الجبوري بأن هذه هي حالات من التدخل غير المبرر، والتي لا ينبغي الوقوف معها، لأنها تتناغم مع مزاج شعبي و حالة من التأليب.

وأشار كذلك إلى حرب التسريبات، التي تهدف إلى إظهار أن: هناك نوع من الصراع وأن العراق هي ساحة تباين بين أطراف معينة، وأن كل طرف يحاول أن يظهر ما لديه من أذرع، وكذلك استخدام لشخصيات معينة بأن توصف بأقذع الأوصاف.. حيث أن الجمهور لا يتعاطى مع حقيقة المعلومة والجو بقدر ما يتعاطى مع الهالة الإعلامية التي تسلط.

ورداً على سؤال مراسلنا حول تسريبات صحافية أميركية زعمت بأن أحد مستشاري أو موظفي مكتب الجبوري يعمل عميلاً لإيران قال رئيس البرلمان العراقي السابق: كمسؤول في الدولة العراقية حينما كنت رئيس البرلمان كنت أتعاطى مع الجميع ونفتح علاقات مع الكل، وعلاقاتنا واضحة ومعلنة وموثقة، وتحضرها أعداد كثر.

وأضاف: وفي زيارات علنية أنا قمت بزيارة إلى الجمهورية الإسلامية وإلى دول عربية و إلى أميركا، وهذه حالة طبيعية، ولا يلام أي شخص على علاقاته بل يلام على طبيعة وفحوى ونتاج هذه العلاقات، وعلاقاتي - وأنا علي يقين تام أنها - تصب في مصلحة العراق بشكل أو بآخر، وهذا جزء من مسؤوليتي.

وشدد على أن التسريبات لم تأتي بأشياء غريبة، واصفا إياها بأنها حالة من التشويه وإظهار القيادات العراقية على أنها مرتهنة وتابعة وليس لديها الرأي، وهذا ليس صحيحاً.

وأضاف الجبوري: مواقفي ثابتة ومعلنة وحقيقية، لأنني استشعر يجب أن تفتح علاقة مع دول الجوار ومنها الجمهورية الإسلامية في بناء علاقات وطيدة قائمة على أساس احترام متبادل للسيادة، وهذا الأمر لا يخل بالمبدأ العام الذي يجب أن يتبع، وهو أهم من حالة القطيعة وحالة الصراع التي قد يدفع الشعب العراقي نتائجها

ولفت إلى أن: هذه الإستراتيجية و السياسة الموجودة قد تغضب البعض أو قد ترضيهم، وهذا الأمر ليس شأننا، وما يحصل أحياناً متوقع، لكن بطبيعة الحال نحن واثقين من توجهاتنا وواثقين من سياستنا واستراتيجيتنا بهذا الإطار، ونشعر أن مصلحة العراق هي التي ينبغي أن تكون، سواء كنا في سدة الحكم أو في الوسط السياسي، وهذا هو جهدنا الذي نبذله.

ورداً على سؤال حول توقيت التسريبات ومحاولة تشويه سمعة السياسيين العراقيين قال الجبوري: منذ لحظة صدور هذه التسريبات كانت هناك حالة لتأليب للشارع العراقي، فبمجرد نزول التظاهرات يحاولون دائما ربطها بحدث يولد نوع من النقمة على الفعل السياسي وعلى أشخاص السياسيين الموجودين، وإحاطة الجميع بهالة سوداوية على أن الوضع هذا إذا استمر بهؤلاء الأشخاص وآخرين، إنما سينتهي إلى حالة من الإضطراب والفوضى وغير ذلك.

وحذر من أن هذه التغذية المستمرة والمتوقعة هي أمر خطير بالنسبة لاستمرارية التظاهرات.

وأكد أن هذه واحدة من صور ركوب موجة التظاهرات وتوجيه بوصلتها، لافتاً إلى البعد الداخلي من قبل أطراف سياسية وأطراف شعبية معينة، وأيضا إلى البعد دولي، وقال إنها صورة من صور التدخل البارزة و الواضحة.

وجدد تأكيده إلى أن التوقيت إنما هو نتاج رسائل، و أقولها بصراحة قد لا يكون المعني بها الداخل العراقي، وإنما المعني هم أصدقاء العراق، أو أطراف دولية، وإنما هي نتاج صراعات موجودة بهذا الخصوص.

وصرح الجبوري قائلاً: أنا لا ألوم أي طرف دولي يبحث عن مصلحته، وطبيعي أن يبحث أي طرف عن استراتيجية تحقق مصالحه، سواء الدول عربية أو الجمهورية الإسلامية، لكن أن تنتقل حالة التدخل إلى مساس بالإرادة الداخلية وبالسيادة واستخدام الأدوات بشكل يمكن جعل الأمور حالة من التبعية فهذه تتسبب بالمشكلة.

وقال إن الحكومة العراقية معنية بشكل أو بآخر في تقنين وترتيب الوجود الأميركي من خلال الإتفاقيات في هذا الإطار، وقال: إحيانا قد يتجاوز الموضوع من التدخل الرسمي إلى التدخل السياسي، كما أن تصريحات نسمعها احيانا من السفارات والشخصيات، معلوم أن كلها يدخل ضمن هذه النقطة.

وفيما لفت رئيس البرلمان العراقي السابق أنه لطالما تتخلى الدول أحياناً عن استراتيجية اتبعتها وأرغمت الأطراف السياسية على نهجهاأ أكد أن العراق وبطبيعة الحال كان تحت البند السابع وأن الكثير من الأشياء وقعت تحت وصاية ورعاية دولية.

وصرح الجبوري أن: "المشكلة هي أن هذه الأطراف لا تريد أن تتحدث عن هذه المرحلة، و لا تريد أن تبين أن ما تم الأمر فيه من مئالات ونتائج، إنما هو بحكم استراتيجية اتبعت."

وصرح قائلًأ: أنا أرجع باللائمة على السياسيين والقادة العراقيين الذين ارتضوا لأنفسهم أن يسيرون بمسار وضع لهم، ووضعت نهاياته وخطوطه العريضة، فيما الآن نشاهد أن الكل تخلى ويلقي باللوم على هذه القيادات السياسية والرسمية.

وأضاف: ما سمعنا وكان ينبغي أن نسمع من الحكومة العراقية والأطراف الرسمية أن تتحدث بصراحة عن مسؤولية الدول، وأن العراق كيف كان يعاني في ظرف قاسي وواجه حالات التطرف و الإرهاب، ودافع حتى عن المنطقة بصورة عامة.

وفيما شدد على أن المساندة الدولية للعراقيين لا تنكر، أكد الجبوري قائلاً: لكن أن أنهي هذه الحقبة بالشطب التام و القول للجمهور وتصدير الحالة بأن كل ما كان هو حالة سلبية ينبغي أن يتم إبدالها بطريقة او بآخر.. فالمفروض أن لا نواجه هذه بحالات الصمت، ونقاوم قدر المستطاع في سبيل ترسيخ الاستراتيجية التي وضعناها نحن، ونرفع الغشاوة عن أعين كثير ممن خرج بحسن النية يطالب بحقوقه، على أن هناك مغزى أبعد من حالة التظاهر، إلى حالة بناء الدولة العراقية.

وكشف رئيس البرلمان العراقي السابق أن رسائل صريحة وجهت للعراقيين قبل سنوات، وتم الحديث عن مرحلة قالوا فيها أن على العراق أن يكون ضمن إطارها وسيدعم، وبخلاف ذلك لن يكون له وجود وستمارس عليه حالات الضغط الشديدة، ولفت إلى زيارة وزير الخارجية لرئيس الوزراء العام الماضي جاءت في هذا الإطار، وكانت تحمل بعداً بمعنى أن لديه مسار معين، فيما صدر بشأن العقوبات الإقتصادية وأشياء من هذا القبيل.

وكشف أن الرسائل يمكن قرائتها على أن على العراق أن يبعد نفسه عن حالة التعاطي مع الوضع الإيراني، والاقتراب إلى الاستراتيجية التي وضعت من قبل الولايات المتحدة، وأن يتظهر دلائل و مؤشرات واضحة للأميركان حتى يتعاطوا بإيجابية أكثر.

وعوداً على موضوع التظاهرات المطلبية العراقية أشار الجبوري إلى أن: الأصل في التظاهرات هي حالة الإصلاح السياسي، و عنوانها كما رفع هو"نريد وطن"، بكل ما يحمل الوطن من المعنى الكبير.

وشدد على أنه: لكن لا ينكر أن تعبئة حصلت بشأن طبيعة العلاقة التي تربط العراق مع محيطه الإقليمي، وعلى وجه التحديد الجمهورية الإسلامية بشكل واضح.

وأضاف رئيس البرلمان العراقي السابق: نحن نكرر مرة آخرى أن استراتيجيتنا المتبعة أن نبني العلاقات، وأن نحافظ على وجود وطننا وسيادته واستقلاله واستقراره ومصالح ناسه وأهله في ذات الوقت و من خلال علاقتنا مع الأطراف، ولسنا مجبرين أن نوجد حالة من القطيعة وأن نحدث حالة الاحتقان والصراع، التي قد يكون مردودها السلبي على الناس، قبل أن يكون على النظام السياسي.

وخلص سليم الجبوري إلى القول: أتمنى أن يكون الانتهاء من هذه الأزمة مبكراً، ولا أميل إلى حالة التراخي في عدم التجاوب والتعاطي معها، لأنها تعطي فرصة لتدخلات كثيرة، كما أنني لست مع حالة العنف التي يمكن أن تستخدم بشكل أو بآخر لإنهاءها، لكن قطعا ما تم اتباعه إلى الآن إذا ما عزز بإجراءات جذرية فعلية حقيقية مقنعة ومقبولة، يمكن أن تحظى برضا الشطر الكبير من الذين خرجوا إلى التظاهر.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..

تابعوا الجزء الأول من المقابلة على هذا الرابط