عملية 'حد السيف' كسرت ظهر اجهزة التجسس الاسرائيلية

عملية 'حد السيف' كسرت ظهر اجهزة التجسس الاسرائيلية
الإثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠١:٤٧ بتوقيت غرينتش

عرضت مصادر اخبارية مشاهد جديدة حول العملية الفاشلة التي قامت بها قوات النخبة الاسرائيلية في جنوب قطاع غزة في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي وما تركته خلفها من الاجهزة والادوات التجسسية لتدل مرة اخرى على مستوى قوة المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال وجيشه.

العالم - تقارير

وفي نوفمبر عام 2018، تصدت مجموعة من "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية "حماس"، لقوة نخبة إسرائيلية شرقي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة وهو ما أدى إلى مقتل قائد الوحدة الإسرائيلية وإصابة آخرين.

واستُشهد في العملية وما تلاها سبعة مقاومين فلسطينيين، أحدهم قائد في كتائب القسام، كما قُتل قائد القوة الاسرائيلية المتسللة.

ونشرت "القسام" حينها صوراً لأفراد القوة الخاصة، مؤكدة أن عملية التسلل الفاشلة كانت استهدفت مقدرات المقاومة.

وعرضت الكتائب على موقعها الإلكتروني وقتها صور ثمانية أشخاص بينهم امرأتان، وقالت إنهم من القوة الإسرائيلية، بالإضافة إلى صور مركبة وشاحنة استخدمتهما هذه القوة، بحسب ما ذكرته "القسام".

وتسببت هذه العملية التي سمتها المقاومة "حد السيف" في كشف عديد من عملاء الاجهزة الامنية والتجسسية الاسرائيلية.

وقال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة في وقتها إن المقاومة في غزة سيطرت على أجهزة ومعدات تحتوي على أسرار كبيرة خلال العملية، واستطاعت كشف خيوط العملية، وأسماء أفراد المجموعة الإسرائيلية.

وأضاف ابوعبيدة ان المجاهدين حاولوا اعتقال أفراد القوة الخاصة، إلا أن جيش الاحتلال استخدم معظم قوته لإنقاذ المجموعة المتسللة، مستخدما الطائرات والقصف العشوائي.

وتابع ان جيش الاحتلال الاسرائيلي سيشعر بالقلق الشديد لان ما تم الحصول عليه يصنف كاوراق استراتيجية على صعيد المواجهة المفتوحة مع الاحتلال الاسرائيلي.

والقت ارتدادات فشل عملية خانيونس الإسرائيلية حينها بظلالها على أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية، وأطاحت بعدد من المسؤولين الإسرائيليين في تلك الأجهزة بما فيهم قائد العملية الخاصة في الجيش الاسرائيلي.

وكان قائد العمليات الخاصة في الجيش الإسرائيلي والذي يرمز له بالرمز (هـ) أبلغ رئيس الأركان أفيف كوخافي بقرار الاستقالة من منصبه العام الماضي على خلفية أحداث عملية خانيونس، حيث كان يتولى قيادة وحدة قوات النخبة "سريت متكال" أثناء العملية.

وتتمتع قوات وحدة "سيريت متكال" بمهام وقدرات خاصة وعادةً ما تخضع لتدريبات تستمر شهورًا أو لسنوات.

وبعد مرور عام على هذه العملية الفاشلة، كشف برنامج "ما خفي أعظم" على قناة "الجزيرة"، أدلة وصور ووثائق خاصة بالوحدة الإسرائيلية الخاصة، كما عرض البرنامج تفاصيل الاشتباك، الذي جرى بين عناصر كتائب القسام، وتلك الوحدة المتسللة.

وفي هذا السياق، وقال ضابط ميداني في كتائب القسام، إن "المهمة كانت اعتيادية في المنطقة، ولاحظنا توقف الحافلة باعتبار أنهم غريبون عن المنطقة وبقي نور بركة متشككا في ركاب الحافلة وزعمت الوحدة أنهم في زيارة لقريبتهم في المستشفى الأوروبي بخان يونس، وبقيت الشكوك دائرةً حولهم باعتبار أنهم سيسلكون الطريق الأبعد عن المستشفى".

قال أحد مقاتلي القسام الذين تصدوا للقوة الإسرائيلية الخاصة: "تحدثت مع القوة الإسرائيلية الخاصة وقال أحد أفرادها إنهم جاءوا لزيارة قريب لهم لكن الشهيد "نور بركة شك فيهم واستدعى الأمن".

وأشارت كتائب القسام، إلى أن القوة الإسرائيلية الخاصة استخدمت هويات مزورة لعائلة فلسطينية حقيقية ولديها نفس الباص الذي استخدمته القوة.

ولفتت إلى أن "قوة إسرائيلية ثانية كانت ترقب ما يحدث مع القوة الإسرائيلية التي استجوبناها واستمر التحقيق معهم لـ 40 دقيقة".

ونوه أحد مقاتلي القسام، إلى أنه "أثناء استجواب القوة باغتونا بإطلاق النار واستشهد القائد نور بركة وأحد مساعديه وإصابتي بعد إطلاقي الرصاص تجاه القوة وإصابة قائدها وبدأت عملية المطاردة".

وكشفت القسام، أن القوة الإسرائيلية الخاصة التي تسللت لغزة حاولت زرع جهاز تجسس على اتصالات المقاومة.

وأضافت أن منظومة تجسس متطورة، جرى كشفها،زرعت على خط الاتصال السري للقسام بالزاويدة في المحافظة الوسطى، قبل عام ونصف، حيث زرع الاحتلال عبر عملائه جهاز تجسس مرتبط بغرفة مفخخة وتم كشفها.

وكشفت أن مهندسي لقسام استطاعوا اختراق وحدة سرييت متكال الصهيونية والولوج لمعلوماتها الخاصة.

وتظهر هذه المشاهد والتفاصيل الجديدة بشان عملية حد السيف مدى قوة المقاومة الفلسطينية مرة اخرى في كسر ظهر الاجهزة التجسسية الاسرائيلية لان هذه الاجهزة التي تفتخر عادة بطاقاتها وقدراتها تلقت فشلا ذريعا امام قوات المقاومة بالرغم من التخطيط الذى قامت به لانجاز هذه العملية. وفي مقابل حالة النكسة التي اصابت هذه الاجهزة فان المقاومة الفلسطينية حققت نجاحا كبيرا خلال العملية وبعدها حيث ساهمت في الكشف عن هشاشة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.