الشرق السوري... نحتاج مسيرة خضراء جديدة لطرد المحتل الأمريکي

الشرق السوري... نحتاج مسيرة خضراء جديدة لطرد المحتل الأمريکي
السبت ٠٧ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠١:٤٩ بتوقيت غرينتش

بكل وقاحة أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأنّه زعيم مافيا وليس دولة يسميها البعض بــ"العظمى"؛ فمارس هوايته باستعراض القوة وقال إنّ النفط السوري بات الآن تحت سيطرة بلاده، وأنّه هو الذي يتحكم به، وقد يجلب منه إلى الولايات المتحدة.

العالم- سوريا

وقال أيضاً جملة مهمة جداً واقتبسها حرفياً "في الوقت الحالي لم يبق في سورية من العسكريين الأميركيين سوى من يحمون النفط، الذي أصبح في أيدينا". وهذه الجملة مفادها بأنّ الوجود الأميركي من أجل النفط فقط وليس لحماية الأكراد.

الفصائل الكردية الانفصالية أعطت ما لا تملكه لمن لا يستحقه. النفط في المناطق الشرقية هو ملك لكل الشعب السوري وليس لمُكَوَن دون آخر، هل يمكننا أن نقول أنّ الزيتون في إدلب هو لسكان محافظة إدلب فقط دون غيرهم، أو أنّ الحمضيات في الساحل هي لساكن الساحل فقط؟ ما يقوم به الكرد في الشرق السوري هو خيانة وطنية ليس لها أسم آخر، فهم نَكروا مساعدة الدولة السورية لهم وغدروا بها وفتحوا أراضيهم للقوات الأميركية والفرنسية والبريطانية، وبسبب تعنتهم وأرتزاقهم سَهّلوا لتركيا إجتياح الشمال السوري ولم يقاوموها حتى استطاع الجيش التركي ومرتزقته خلال أيام أن يجتاحوا مناطق كبيرة بعد أن هربت المليشيات الإنفصالية الكردية وتخلى عنها الجيش الأميركي، ولولا تدخل الجيش السوري لكان الوضع كارثياً. وفي المقابل غدرت المليشيات الكردية بدمشق مرةً أخرى وتنصلت من أتفاقياتها، وهو أمر ليس بغريب عليها لأنّها لو بقيت أربعين عاماً لن ينعدل ذيلها.

المليشيات الإنفصالية الكردية حرقت سفنها جميعاً لدى الشعب السوري، بعد أن باتت جزءً من الحصار عليه وهذا أولاً. أما ثانياً فهي طعنته وغدرت به عندما تنصلت من إتفاقياتها الأخيرة مع الدولة السورية، فالجندي الذي ذهب من دمشق أو اللاذقية أو حلب إلى المناطق الشرقية لصد الهجوم التركي وترك عائلته خلفه، كيف سيسامح المليشيات الكردية التي جعلت عائلته تذوق المر بسبب فصل الشتاء ومنع الأميركيين المحروقات عن مناطق الدولة السورية؟ وثالثاً الفصائل الكردية تعاونت مع عدو السوريين الأول العدو الذي بيننا وبينه ثأر كبير وهو الإحتلال الإسرائيلي، فالشركات الإسرائيلية تعمل في مناطق سيطرة الكرد دون حسيب أو رقيب، فهل المواطن السوري سوف يسامحهم على هذه الخيانة الوطنية والدينية والإنسانية؟

الأحتلال الأميركي للآبار النفطية له آثار سلبية على المواطن السوري، فطوابير المحروقات باتت مشهداً يومياً في البلاد بسبب هذا الإحتلال من جهة وبسبب الحصار من جهة أُخرى، في المقابل الكرد في المناطق الشرقية لا يشعرون بإخوانهم السوريين غربي البلاد، ولو كانوا يشعرون بهم لما فتحوا أراضيهم للمحتل وأضروا بدولتهم من أجل مشاريع هدّامة وهمية لا توجد إلا في عقولهم فقط، فالولايات المتحدة لن تبني لهم دولةً أو كياناً، بل تستخدمهم كورقة ضغط ضد دمشق، وعند إنتهاء صلاحيتهم سوف ترميهم مثلما رمتهم قبل أشهر فقط.

قوات الإحتلال الأميركي في المناطق الشرقية لن تخرج بسهولة وتترك آبار النفط التي تَدر ملايين الدولارات يومياً على الشركات الأميركية خصوصاً وأنّ ترامب هو رجل أعمال ومن حوله هم مثله سواء رجال أعمال أو من اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، لذلك يحتاج دعمهم له في الإنتخابات المقبلة ولهذا السبب لن ينسحب من سورية بسهولة، ولكن قد يجبر على ذلك إن رأى تحركاً شعبياً رافضاً له، تحركاً فعلياً وليس حمل شعارات ولافتات وندوات فقط، بل تحرك لطرد المحتل من الأراضي السورية.

الحل للمناطق الشرقية قد لا يكون عسكرياً بحتاً فلماذا لا نقلّد الإخوة في المغرب؟ في السادس من تشرين الثاني - نوفمبر لعام 1975 أطلق الملك المغربي الراحل الحسن الثاني، تظاهرة جماهيرية حملت أسم "المسيرة الخضراء" ونظمت هذه التظاهرة عبر ذهاب الشعب المغربي من جميع أنحاء البلاد إلى الصحراء الغربية والدخول إليها سلمياً وطرد قوات الإحتلال الإسباني والمرتزقة منها، وفعلاً انطلقت المسيرة ونجحت. فلماذا لا نقوم بمسيرة مماثلة في سورية؟

الشعب السوري تجاوز مراحل عصيبة في هذه الحرب وحساسة جداً وبات الآن أمام المطب الأخير أو ما قبل الأخير نحو الخلاص النهائي. والأتحاد اليوم بين الدولة والشعب وطرد المحتل الأميركي سيكون له نتائج إيجابية كبيرة جداً في المستقبل. لذلك نوجه دعوتنا للدولة السورية ونطلب منها أن تنظر بجدية بهذا الطلب وهو تنظيم مسيرة جماهيرية سلمية نحو المناطق الشرقية المحتلة وإخراج الأميركيين ومرتزقتهم منها، وليكون موعدها ليلة رأس السنة.

ابراهيم شير - كاتب واعلامي سوري