احداث السنك.. ومحاولات فاشلة للاصطياد في الماء العكر

احداث السنك.. ومحاولات فاشلة للاصطياد في الماء العكر
الإثنين ٠٩ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠١:٤٣ بتوقيت غرينتش

على وقع الاحداث الدامية التي شهدتها بغداد يوم الجمعة الماضي، والمحاولات البائسة التي ترمي الى ايقاع الفتنة بين ابناء الشعب العراقي، تعرض موقع هيئة الحشد الشعبي لهجمات اختراق من قبل قراصنة عندما قاموا بنشر بيان مفبرك نسب لهيئة الحشد حول احداث السنك الاخيرة.

العالم - كشكول

اعلن موقع الحشد الشعبي انه تم معالجة الاختراق من قبل الفرق المختصة، موضحا أنه تم حذف البيان المفبرك من حسابات المديرية على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما تبين أن الموقع الرسمي مخترق.

وليل الإثنين، نشر المخترقون بيانا على موقع الحشد الشعبي يزعم تدخل ابناء الحشد في احداث منطقة السنك وساحة الخلاني وسط بغداد، والتي راح ضحيتها العديد من القتلى والجرحى، استجابة لاسناد متظاهرين تعرضوا للاعتداء من قبل مخربين.

عقب ذلك وبعد تدوال البيان المزعوم على المواقع الاخبارية بشكل واسع، والتي حاولت العديد منها عبر نشر هذ البيان، الايحاء بتورط الحشد الشعبي في هذه الاحداث، اكد الحشد الشعبي في بيان، اليوم الاثنين، أن موقعه الإلكتروني تم اختراقه، وأنه لا صحة للبيان الذي نسب الى مديرية الإعلام التابعة له، حول مشاركة أفراد منه في احداث السنك المؤسفة.

ومن الواضح ان هناك جهات خارجية باتت مكشوفة لدى الشعب العراقي تسعى جاهدة وبمساندة اياد عميلة في الداخل الى اعمال القتل والتخريب في العراق اولا ومن ثم الاصطياد في الماء العكر من خلال فبركة الاحداث وتوجيه اصابع الاتهام الى العراقيين انفسهم لصب الزيت على النار بهدف تعميق الازمة والسماح لها بالانجرار نحو التصعيد والتحول الى صراع داخلي.

ويعرف القاصي والداني ان الثالوث الامريكي الصهيوني السعودي المشؤوم يخطط لإحباط الدور البطولي الذي اضطلعت به هيئة الحشد الشعبي بطرد جماعة "داعش" الارهابية، التي تعتبر صنيعة امريكية صهيونية وتتنبنى الفكر الوهابي التكفيري، من الاراضي العراقية امتثالا لفتوى المرجعية التاريخية، دون ان يتوقف عن حياكة مؤامراته الخبيثة لتشويه صورة الحشد الشعبي والمساس بها امام الشارع العراقي، وبناء على ذلك فإن فبركة بيان باسم الحشد الشعبي في خضم التظاهرات الجماهيرية المطالبة بالسلمية وطرد المندسين تندرج في هذا الاطار دون أدنى شك.

ورغم نجاح ابناء الشعب العراقي في تمييز صفوفهم عن المندسين والبعثيين والدواعش وعملاء السفارة الامريكية في بغداد، التي تتدخل بصراحة في شؤون العراق الداخلية، ودفع عصاباتهم للانسحاب من الساحات والشوارع وخاصة ساحة التحرير، الا ان الجهات المسؤولة عن تلك الجماعات الارهابية أرسلت عناصرها المجرمين فارتكبوا مجزرة السنك البشعة مساء الجمعة.

وعلى ما يبدو فإن تلك الجهات المعادية لم توقف الامور عند هذا الحد، فحاولت، فجر السبت الماضي، تفجير فتنة كبيرة عبر الاعتداء على منزل زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، في الحنانة بمدينة النجف الاشرف. وفي هذا السياق نقل رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية عن قائد الدفاع الجوي قوله انه لا يستبعد وجود بصمات امريكية واسرائيلية في ذلك الهجوم.

وكانت مختلف المدن العراقية شهدت خلال الايام الماضية نزول المتظاهرين السلميين بكثافة استجابة لتوجيهات المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف المتمثلة بمتييز صفوفهم عن المندسين والمخربين وطردهم لمنع استغلال التظاهرات السلمية والاضرار بالممتكلات العامة والاعتداء على المواطنين.

كما شهدت العاصمة بغداد تظاهرات سلمية منددة بالتدخلات الأمريكية الإسرائيلية في الشؤون العراقية. المشاركون رفعوا شعارات رافضة لأعمال التخريب كما أحرقوا العلمين الإسرائيلي والأمريكي، ورفعوا لافتات ورددوا هتافات داعمة للمرجع الديني آية الله السيستاني.

وأما في محافظة كربلاء فقد أعلن شيوخ العشائر، اتفاقهم على عدم السماح بدخول أبناء المحافظات الأخرى حفاظا على أمن المدينة واستقرارها، بعد أن سادتهم قناعة تامة بأن أمريكا تسعى الى نسف النظام السياسي في العراق.

وكانت المرجعية الدينية العليا دعت في خطبة الجمعة إلى عدم الإنجرار وراء العنف والتخريب، حيث حذر الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع آية الله السيد علي السيستاني من أن أعمال التخريب ستكون لها ارتدادات عكسية.

وفي سياق العداء الامريكي للشعب العراقي وتدخلات واشنطن المتواصلة لتوجيه اصابع الاتهام الى الحشد الشعبي في الاحداث الاخيرة، ينبغي ان نشير الى قيام الولايات المتحدة مؤخرا بفرض عقوبات على ثلاثة من قادة الحشد الشعبي بينهم الشيخ قيس الخزعلي الامين العام لحركة عصائب أهل الحق بمزاعم انتهاك حقوق الإنسان.

وفي تدخل سافر في الشأن العراقي يمكن الاشارة ايضا الى طلب بريطانيا وفرنسا وألمانيا، من الحكومة العراقية إبعاد فصائل الحشد الشعبي من موقع الاحتجاجات. والجدير بالذكر أن قوات الحشد الشعبي تعتبر قوة قانونية رديفة إلى جانب القوات المسلحة العراقية بموجب قانون الحشد الذي أقره البرلمان العراقي عام 2016، لذلك فإن أي إساءة إلى الحشد الشعبي ومن أي جهة كانت تعني الإساءة الى سيادة العراق حكومة وشعبا.