هل يلوح في الأفق تقارب بين الدوحة والرياض؟

هل يلوح في الأفق تقارب بين الدوحة والرياض؟
الإثنين ١٦ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٢:٤٥ بتوقيت غرينتش

"لا تقدم في الحوار.. ولا إمكانية وضع موعد محدد للتوصل إلى اتفاق مع السعودية".. هذا هو العنوان الابرز للمستجد في الازمة الخليجية المستمرة منذ يونيو/ حزيران 2017. وبعد فتح قنوات اتصال بين الدوحة والرياض يجدد وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تأكيده على أنه من المبكر الحديث عن تقدم في الحوار مع السعودية وحل الأزمة الخليجية.

العالم - تقارير

تصريح الوزير القطري يأتي في ظل تسريب أنباء عن زيارته للسعودية قبل انعقاد قمة الرياض الـ40 التي استضافتها الرياض وشاركت فيها قطر بوفد تمثل بحضور رئيس الوزراء القطري لأول مرة منذ اندلاع الأزمة الخليجية بعد مشاركة دول المقاطعة في بطولة الخليج الفارسي لكرة القدم"خليجي 24" التي استضافتها قطر.

محمد بن عبد الرحمن، أشار إلى أن ما تحقق خلال الفترة الماضية هو فتح قنوات بين الرياض والدوحة مؤكداً أن عمل مجلس التعاون تأثر بسبب الأزمة المستمرة منذ يونيو/ حزيران 2017، معبراً عن أمله في تجاوز الكثير من التحديات العام القادم.

وأضاف: يجب أن يعود مجلس التعاون متماسكاً ليمثل اللبنة لأي حوار مثمر بين دول الخليج (الفارسي) وإيران، مقرا في الوقت نفسه بإمكانية إطلاق مفاوضات مماثلة مع الإمارات في المستقبل بغية إنهاء الأزمة الدبلوماسية المستمرة منذ صيف عام 2017.

تصريحات وزير الخارجية القطري وحدها لم تكف لابلاغ الدوحة رسائلها بشأن المستجد. فقد صرح وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية هو الآخر، بإن الحوار والمفاوضات هي الطريق الأسرع لحل أزمة مجلس التعاون. مؤكداً أن موقف قطر كان وما زال، ومنذ اليوم الأول، هو عدم التدخل في شؤونها الداخلية والحفاظ على سيادتها.

تصريحات المسؤولين القطريين جاءت على خلفية إعلان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش عبر "تويتر"، والتي غرد فيها بأن الأنباء عن المفاوضات السرية بين الدوحة والرياض بدون الدول الثلاث الأخرى المشاركة في مقاطعة قطر (الإمارات والبحرين ومصر) هي مجرد تكرار لسعي الدوحة إلى شق الصف والتهرب من الالتزامات.

وأضاف قرقاش ان الرياض تقود جبهة عريضة من أشقائها في هذا الملف والملفات الإقليمية الأخرى، والتزامها بالمطالب والحلفاء أساسي وصلب.

مراقبون للشأن الإقليمي اعتبروا تغريدة قرقاش بانها تشير الى قلق ابوظبي بشأن مستقبل التحالف الذي تقوده السعودية ضد قطر كما يكشف الخلاف القائم خلف الستار بين الرياض وابوظبي بشأن الكثير من القضايا المشتركة ولعل أبرزها الخلاف القائم في عدوانهما على اليمن.

من جهتها حذرت المعارضة السعودية المعروفة، مضاوي الرشيد، في مقال لها في موقع "ميدل إيست أي" البريطاني، مما أسمته فخ لم شمل قطر مع السعودية، معتبرة أن الرياض تضع شروط استعباد جديدة للدوحة.

وقالت: لو قبل القطريون بشروط الاستعباد الجديدة للرياض، فإنهم يواجهون التعرض للإذلال على يد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وفق قولها. واضافت أن القطريين يواجهون تحديا حقيقيا، إذ يُطلب منهم اليوم أن يقرروا ما إذا سيقبلون بالتقارب الذي تبادر به الرياض تجاههم أم أنهم سيتجاهلون عرضا تأخر كثيرا، يراد منه إعادتهم إلى صف الدول الخليجية.

الخلاف بين السعودية والامارات، إذن مائل أمام الجميع واكتمل نصابه بغياب ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد عن قمة الرياض الـ40 التي مثل الامارات فيها حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم.

وفي 5 يونيو/ حزيران من العام 2017، قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر وفرضت عليها حصارا بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.

وكخطوة في سبيل حل الأزمة، تقدمت الدول الأربع عبر الوسيط الكويتي بقائمة تضمنت 13 مطلبا لعودة العلاقات، تمثلت أهمها في تخفيض العلاقة مع إيران، وإنهاء الوجود العسكري التركي على أراضيها، وإغلاق قناة الجزيرة الفضائية، والقبض على مطلوبين لهذه الدول يعيشون في قطر وتسليمهم، وغيرها من الشروط، التي ربطت بآلية مراقبة طويلة الأمد، فيما رفضت قطر تنفيذ أي من هذه الشروط، معتبرة إياها تدخلا في سيادتها الوطنية، وطالبت بالحوار معها دون شروط.

وبالمقابل، طلبت قطر علنا، وعبر الوسيط الكويتي ومسؤولي الدول الغربية، من الدول الأربع الجلوس إلى طاولة الحوار، للتوصل إلى حل للأزمة؛ لكن هذا لم يحدث حتى الآن.

إذن المعايير التي وضعتها الدول المقاطعة في بنودها الـ13 لفك الحصار على قطر تبدو مستحيلة بحسب آخر المعطيات. فالسعودية التي تشعر بانها مرغمة للتنازل لسياسات قطر هي اليوم امام الافق المسدود وتتوجه الانظار نحو ما ستعلن عنه الدوحة أو الرياض في المستقبل بشأن ما تمخض عن فتح قنوات بين الطرفين.