لماذا تتركز السعودية على العراق ولبنان بدل اليمن؟  

لماذا تتركز السعودية على العراق ولبنان بدل اليمن؟  
الإثنين ١٦ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٧:٢٣ بتوقيت غرينتش

بعد مرور 5 اعوام على الحرب في الجبهة اليمنية لم تحقق السعودية اي انجاز لها ولحلفائها فحسب بل في حالات متعددة تركت الساحة الى منافسها الاعزل من السلاح. والدليل على عدم النجاح السعودي هو اتفاق السويد الفاشل في العام الماضي وكذلك اتفاق الرياض الذي وصل الى طريق مسدود في الشهر المنصرم.

العالم -كشكول

هذا وهزمت السعودية في القضاء على حركة انصار الله واعادة منصور هادي الفار الى سدة الحكم وفشلت في تقسيم اليمن بينها وبين الامارات في اطار مناطق نفوذ لهما.

وكان من المقرر منذ البداية ان تقع المناطق النفطية في المهرة وحضر موت تحت السيطرة السعودية وميناء عدن تحت السيطرة اليمنية كما ان هناك بعض الاقوال تقول بانه كان من المقرر ان تسيطر دولة حليفة ثالثة على باب المندب وتعز.

ورغم هذا الفشل الذريع فان تصعيد الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار التابعة لحركة انصار الله خاصة ضد منشات ارامكو ومناطق في الامارات قد اجبر السعودية على تبريد الجبهة اليمنية حتى الاجتماع القادم لمجموعة الدول الصناعية الثماني والانتخابات الرئاسية الاميركية القادمة وفي المقابل التركيز على الاضطرابات في العراق ولبنان الاقل كلفة للرياض التي تزعم ان الانتصار فيهما اسهل.

ان السعودية على قناعة بان النجاح في هاتين الساحتين ( وهو امر مستحيل ) سيعيد لها سمعتها المهدورة في الحرب اليمنية من جانب ومن جانب اخر ستتحدى الجمهورية الاسلامية الايرانية في جبهة قريبة عن طهران.

وتشير التجارب السابقة الى اخطاء السعودية المتكررة في حساباتها وفشلها في هذا المجال. كما ان الرياض لايمكن ان تعلق امالا على تبريد الجبهات في اليمن بحيث ان كبار المسؤولين في حركة انصار الله رفضوا الاوضاع العديمة الجدوى الحالية السائدة على العلاقات مع السعودية كما ان الاوضاع في العراق ولبنان تسير نحو الاستقرار السياسي وان من خلال انتخاب رئيسي وزراء في هذين البلدين في مستقبل ليس ببعيد ستتلاشى احلام واوهام بن سلمان . كما ان هناك دولة ثالثة في القضية اليمنية تشعر بالخسارة ولهذا استقطبت عناصر من الجنوبيين والشماليين لمواجهة السعوديين والاماراتيين بحيث يقال انها قامت بتعبئة نحو ستة الاف عنصر في اليمن وتمكنت من تجنيد افراد من القبائل اليمنية وتفوقت في هذا المجال على منافستيها السعودية والامارات .