العراق ولبنان والإنتصار الحتمي في معركة الوعي  

العراق ولبنان والإنتصار الحتمي في معركة الوعي  
الإثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٧:٣١ بتوقيت غرينتش

يقال ان امريكا والكيان الاسرائيلي وحلفاءهما من الرجعية العربية وعلى راسهم السعودية والامارات، باتوا يمنّون النفس بتحقيق انتصار على محور المقاومة، بعد ان "تأكد" لهم "نجاح" مخططهم في ركوب موجة الاحتجاجات الشعبية في العراق ولبنان، عبر استخدام وسائل الحرب الناعمة.

العالم - يقال ان

نقول ان امريكا تخطىء لو اعتقدت ان الظروف باتت مواتية لتحقيق فوز بالنقاط على محور المقاومة، عبر تفجير الاوضاع في بلدان هذا المحور وركوب موجة الاحتجاجات الشعبية فيها من خلال تجنيد مجاميع باتت مكشوفة لشعوبها مثل مرتزقة السفارات والتكفيريين والبعثيين.

يبدو ان امريكا تعتقد ان الظروف التي تمر بها المنطقة تشبه الى حد بعيد الظروف التي مرت بها في عام 2006 عندما اصدرت اوامرها الى الكيان الاسرائيلي بشن عدوان شامل على لبنان لـ"اجتثاث" حزب الله من لبنان والى الابد، وكلنا يتذكر كيف كانت وزيرة الخارجية الامريكية حينها كونداليزا رايس تتبختر في العواصم العربية التي شاركت وبشكل مخز في العدوان، وهي تتحدث عن المخاض الذي تعيشه المنطقة والذي سيؤدي الى ولادة شرق اوسط جديد، رافضة اي مساع لوقف العدوان "الاسرائيلي" على لبنان حتى تحقيق اهدافه كاملة.

حرب تموز عام 2006 اندلعت بأوامر امريكية، وكانت واشنطن تعتقد وفقا للمعطيات التي وفرتها لها قراءتها لتطورات الاحداث حينها، بان بامكانها ان تقضي على حزب الله ومن ورائه محور المقاومة بالضربة القاضية، الا ان هذه القراءة تبين انها خاطئة بالكامل، وتحول العدوان الى اكبر هزيمة حلت بالكيان الاسرائيلي، وفقا لتقرير فينوغراد الذي صدر عام 2007.

اكبر خطأ تقع فيه امريكا والذي كثيرا ما يجعلها مخططاتها تنتهي بمشاهد دموية عبثية، هو معرفتها الخاطئة بطبائع شعوب المنطقة، فهي تعتقد ان بالامكان ومن خلال ممارسة سياسات الضغوط الاقتصادية وشن الحروب النفسية، ان تمسح من وجدان انسان المنطقة، التاريخ الدموي للكيان الاسرائيلي الذي يغتصب اقدس مقدساته، والترويج له على انه كيان يمكن ان نتشارك معه الجغرافيا وحتى التاريخ والمستقبل.

عادة ما تعمم امريكا وبشكل ساذج مواقف الحكومات العميلة لها في المنطقة من الكيان الاسرائيلي على الشعوب، كما يجري الان في حفلات التطبيع العار بين حكومات مثل الامارات والسعودية والبحرين و..، على انها تطبيع بين العرب والكيان الاسرائيلي، فيما الحقائق على الارض تؤكد انه رغم مساعي هذه الحكومات الذيلية، الا انها لم تتجرأ لحد الان، خوفا من شعوبها، الاعلان صراحة عن تطبيع علاقاتها مع الكيان الاسرائيلي، لانها تعلم علم اليقين انها في واد وشعوبها في واد آخر.

تخطىء امريكا، ومن خلفها الكيان الاسرائيلي واذنابهما من الرجعية العربية، عندما تعتقد ان "الانتصار" الذي عجزت عن تحقيقة بالضربة القاضية على محور المقاومة في عام 2006 ، ستحققه الان بالنقاط عبر الحرب الناعمة والجيوش الالكترونية والامبراطوريات الاعلامية والشركات الامنية، فالمحور الذي هزمهم عام 2006، ما كان له ان يحقق هذا الانتصار لو لم يكن متسلحا بالوعي قبل البندقية، فمعركة الوعي التي تشنها امريكا اليوم على شعوب محور المقاومة، هي معركة خاسرة من الان.

منيب السائح / العالم