سعد الحريري.. لا غطاء خارجي ولا حلفاء لبنانيين "فإلى الشارع در" 

سعد الحريري.. لا غطاء خارجي ولا حلفاء لبنانيين
الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠١:٥٨ بتوقيت غرينتش

رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري يلوح بالشارع منصة لمعارضته حلفاء الامس و حكومة حسان دياب المرتقبة.

العالم - لبنان

بات من شبه المؤكد ان رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري ذاهب الى ادارة الشارع اللبناني عبر تياره الازرق من قطع للطرقات وتحريض على المشهد السياسي الذي يتصدر عناوينه الرئيس المكلف حسان دياب. حيث يرصد المتابعون استدارة كاملة لسعد الحريري نحو استعمال شارعه الحزبي منصة لاطلاق النار السياسي على المرحلة الجديدة.
وترى المصادر ان صمود التعاون المفترض نظرياً على الأقلّ، مع "خليفته" رئيس الحكومة المكلّف حسّان دياب لم يدم أكثر من أيامٍ معدودة.
فبعدما بارك الحريري للبنانيين تسمية رئيس حكومةٍ جديد، تكريساً لمعادلة ليس أنا بل أحد آخر، وبعدما أكمل قسطه للعلا بإبداء الانفتاح على دياب واستقباله في دارته، وبعدما تنصّل من تحرّكات الشارع السنّي المنتفض ضدّ الأخير، خرج بمعادلةٍ جديدةٍ تناقض كلّ المسار السابق، وتقوم على مبدأ "لا غطاء ولا ثقة إذا لزم الأمر والى الشارع در".

وتقول المصادر.. إذا كانت هذه الوقائع تدلّ على عدم رضا الحريري على المتغيّرات الحاصلة على الأرض، بعدما كان "يراهن" ربما، كما يعتقد كثيرون، على إسقاط دياب عبر الشارع، كما أسقِط أسلافه، فإنّ ثمّة من يرى أنّ الحريري نادم على كلّ المسار الذي ذهبت إليه الأمور منذ استقالته على وقع الاحتجاجات .
وتضيف المصادر لعلّ شعور الحريري بـالضعف كافٍ للدلالة على ذلك، بعدما بات يفتقد الحصانة التي لطالما كانت مؤمّنة له، بغياب أيّ حلفاء حقيقيّين، في الداخل والخارج، ما يفتح الباب أمام سؤال كبير ولكن مشروع: هل وقع الحريري في "الفخّ" الذي نصبه لغيره؟ وأيّ خياراتٍ متوافرة له اليوم؟!.

وتضيف المصادر.. لعلّ السؤال الأكبر الذي يطرحه أيّ مراقبٍ لوضع رئيس الحكومة المستقيلة اليوم هو، أين حلفاء الرجل؟ ولماذا يبدو كمن يغرّد وحيداً من دون أيّ سندٍ يؤازره؟.
قد يكون الحريري هو من فرّط بتحالفه مع "العهد"، ومن خلفه " التيار الوطني الحر"، من خلال ما يعتبره الأخير "انقلاباً" على التسوية الرئاسية التي حكمت البلاد على امتداد الأعوام الثلاثة الماضية، يوم ارتأى إعلان استقالة حكومته بشكلٍ فرديّ، معتقداً أنّه بذلك يستطيع ركوب موجة الشارع الثائر والمنتفض على الطبقة السياسية برمّتها، والتي يشكّل الحريري، شاء أم أبى، جزءاً أساسياً منها.
من خلال هذه الخطوة، بدأ الافتراق بين الحريري من جهة والوزير جبران باسيل، ومن خلفه رئيس الجمهورية ميشال عون من جهةٍ ثانية، افتراق تعزّز أكثر مع الشروط التي بدأ الحريري بوضعها على طاولة التفاوض حول إمكان عودته لمنصبه، وعلى رأسها إقصاء باسيل، باعتبار أنّه لن يستطيع تحمّل تبعات عودة وزير الخارجية، الذي كان من أكثر المُستهدَفين في حركة الشارع، في وقتٍ كان الأخير يحرص على ربط مصيره بمصير الحريري نفسه، ما من شأنه التقليل من وطأة الخسارة التي كانت ستُصوَّر على أنّها "هزيمة" في الأوساط السياسية حسب المصادر.

وانطلاقاً ممّا سبق، يمكن القول إنّ الحريري كان بشكلٍ أو بآخر "مهندس" الافتراق مع باسيل، معتقداً أنّه بذلك قادرٌ على رفع أسهمه في الشارع، الذي سيرى فيه خير من يعبّر عن تطلّعاته، إلا أنّ ذلك لم يتحقّق، بل إنّ ما زاد الطين بلّة تمثّل في موقف "القوات اللبنانية" الذي شكّل "صفعة" للحريري من حيث لم يتوقّع. ففيما كان الرجل يتحضّر للعودة إلى السراي، رغماً عن باسيل، وبـ"مباركة" حلفائه، وخصوصاً الثنائيّ الشيعيّ، صُدِم برفض "القوّات" تسميته، ما لم يهدّد بسحب "الميثاقيّة" منه فحسب؛ لغياب التصويت المسيحي الوازن له، بل أفقده أيضاً الأغلبية المُطلَقة، مع خسارته خمسة عشر صوتاً اعتقد أنّهم "في الجيب"، وهو ما دفعه لطلب تأجيل الاستشارات ومن ثمّ العزوف عن خوض السباق، لعدم تسجيل سابقة على نفسه بعدد الأصوات. وتختم المصادر ؛ هل بات الحريري خارج سرب التسويات والسلطة معا ولم يبقى معه سوى شارعه الحزبي ليعبر من خلاله عن مواقفه ازاء ما حصل.

مراسل العالم.. حسين عزالدين