الحريري.. من رابح محتمل الى خاسر أكيد

الحريري.. من رابح محتمل الى خاسر أكيد
الثلاثاء ٣١ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٩:٥٧ بتوقيت غرينتش

منذ بداية الاحتجاجات الشعبية في 17 تشرين الأول (أكتوبر)، كان رئيس تيار المستقبل سعد الحريري يحلم بقيادة الاحتجاجات و باشر باستخدام "خطاب الثورة" و تحريك الشارع وحاول قياديو "المستقبل" الإيحاء وكأن الحريري يقود الاحتجاجات في الشارع السني.

العالم_لبنان

الموقع الاخباري "النشرة" اليوم الثلثاء نشر مقالا حول هذا الموضوع و جاء فيه: هناك من همس بأذن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بأنه يمكن أن يكون من أبرز المستفيدين منه إن استقال وتبنّى المطالب، وكانت الإشارات في البداية توحي بنجاحه، وتحديداً في الشارع السني في الشمال وبيروت والبقاع، وكان الهدف "إستعادة جزء لا بأس به من شارعه الذي خسره في السنوات الماضية"، وعليه فهو باشر بإستخدام "خطاب الثورة" وتحريك الشارع، وحاول قياديو "المستقبل" الإيحاء وكأن الحريري يقود الاحتجاجات في الشارع السني.

لكن الواقع على الأرض كان مختلفاً، والحريري الذي إستطاع تحييد نفسه عن هجوم شارع "الثورة" في الأيام الأولى صار المستهدف الأول فيها، إذ ليس كل ما يظهر على شاشة التلفزة يمثّل حقيقة الشارع والرأي العام.

لم يتمكن الحريري من الحفاظ على أيّ مكتسب، لا في السياسة حيث أوصله "دَلَعه" السياسي الى غرفة مظلمة وجد نفسه فيها وحيدا، فلا حلفاء الماضي الى جانبه، ولا خصوم الأمس الذين تمسّكوا به اليوم استمرّوا بتمسكهم به، ولا الحراك في الشارع ظل متعاطفا معه، خصوصا أن المحتجين باتوا على قناعة بأنّ الحريري هو أكثر من حاول سرقة الاحتجاجات ومعها أحلامهم ومطالبهم، وهو أكثر من سيّس النشاطات والتحرّكات، وهو أكثر من شوّه "الصورة" الجامعة التي طغت على مجمل المشهد العام في لبنان مع بداية المظاهرات في الشارع.

خسر الحريري كل شيء، فلجأ الى التقوقع المذهبي، وحاول استنهاض أبناء الطائفة، ولكنه فَشِل حتى اللحظة بتحقيق هذا الأمر، خصوصا أنّ في صيدا وبيروت وطرابلس لا تزال كلمة "الثوار" هي الأقوى رغم الأصوات المستقبليّة التي تنبع من هنا وهناك.

ببساطة يمكن القول أن الحريري تحوّل من رابح محتمل مع بداية التحرّكات الى خاسر أكيد اليوم، فهل يعود الى لبنان من غربته بعقليّة جديدة، أم سيستمر بسياسة "التقدم الى الخلف"؟.