حزب الله.. مواقف بحجم الشهيد الفريق قاسم سليماني 

حزب الله.. مواقف بحجم الشهيد الفريق قاسم سليماني 
الثلاثاء ٠٧ يناير ٢٠٢٠ - ٠٩:٠٥ بتوقيت غرينتش

من الامور الملفتة وغير المستغربة التي كشفتها الايام القليلة الماضية كانت صورة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في منزل الشهيد الفريق قاسم سليماني. كما كان ملفتا كلام ابنة الشهيد سليماني وتوجهها الى السيد نصر الله بالقول انها متاكدة بان السيد سيقتص من قتلة والدها.

العالم - يقال أن

هذه الامور الملفتة، تنبع من علاقة لم تكن عادية ولم تكن عابرة ولم تكن وليدة ظروف معينة وانية بين حزب الله وتحديدا السيد نصر الله وبين الشهيد قاسم سليماني. بل هي علاقة ايمان بقضية واحدة ووحدة في الموقف من الافكار والاراء والمستجدات المتعلقة بهذه القضية. لذلك كان متوقعا ان يكون كلام السيد نصر الله حول الشهيد سليماني كما كان. وهو اضافة الى انه كلام من رفيق عزيز وقريب من الشهيد سليماني، يمثل سلسلة مواقف واضحة ومباشرة من عملية اغتياله والمقاربة التي سيعتمدها حزب الله ومعه محور المقاومة للتعاطي مع مرحلة ما بعد استشهاد الفريق سليماني ورفاقه.


الموقف الاول

قطع الطريق امام تحجيم القضية وتحجيم تبعاتها كما يريد الاميركي بعد كلام دونالد ترامب بان الجريمة هي بحجم معين وانها حصلت لمنع الحرب (بمعنى اخر ان واشنطن مستعدة للتعويض بشيء ما مقابل سكوت ايران عن الجريمة) وهو ما رفضته ايران منذ اللحظة الاولى واكد عليه السيد نصر الله عبر تشديده على ان قاسم سليماني اسم لا يتعلق بايران فقط واغتياله ليس استهدافا لايران فقط بل لكل محور المقاومة اي المساحة الممتدة من فلسطين الى لبنان الى سوريا الى العراق الى اليمن. وعليه فان هذا المحور بالمساحة التي يغطيها والامكانيات التي يمتلكها معني بالتعاطي مع جريمة اغتيال الفريق سليماني على اساس ضرورة الاقتصاص من قاتليه. من هنا جاء كلام السيد نصر الله على قاعدة ان حزب الله يمثل راس الحربة في حركات المقاومة بالمنطقة، وبالتالي لا بد من ابداء هذا الموقف الذي يضع الخطوط العريضة في هذا الخصوص.


الموقف الثاني

تحديد الهدف والعنوان العريض للتعاطي مع جريمة اغتيال الفريق سليماني، وهو اخراج القوات الاميركية من المنطقة مع ما يعنيه ذلك من اخراج لمشاريع واشنطن في المنطقة. وهذا الهدف ليس بالامر العادي كما يظن البعض. فاخراج القوات الاميركية يعني افشال مشاريع الولايات المتحدة القائمة على السطوة العسكرية التي تحمي هذه المشاريع والتي تقوم بالانقلابات والاضطرابات في حال رفض الدول التي تستضيف القوات الاميركية على اراضيها تنفيذ مشاريع واشنطن. وعليه فان تبني هذا الهدف ردا على جريمة الاغتيال يقلق واشنطن جديا بدليل كلام ترامب بان بلاده ستفرض عقوبات غير مسبوقة على العراق في حال اصراره على اخراج القوات الاميركية بطريقة غير سلمية كما قال.

يضاف لذلك حقيقة ان خروج القوات الاميركية من المنطقة سيفقد حلفاء واشنطن الاقليميين (سواء كانت الدول العربية او كيان الاحتلال الاسرائيلي)، سيفقدهم اهم عامل في تنفيذ مشاريعهم، ما قد يوصل الامور الى منحى خطر جدا على هؤلاء لاسيما الكيان الاسرائيلي الذي وكما قال السيد نصر الله سيحمل مستوطنوه حقائبهم ويرحلون وقد لا يحتاج محور المقاومة لخوض معركة مع الاحتلال.


الموقف الثالث

التاكيد على ان رد محور المقاومة على جريمة الاغتيال واجب تجاه الفريق قاسم سليماني، بغض النظر عن الرد الايراني. وهذا الموقف يحمل من الاهمية بمكان بحيث ان عدم رد محور المقاومة سيعطي الاميركي انطباعا بانه يستطيع استهداف قيادات اخرى في محور المقاومة في اي وقت يريد وبدون اي تبريرات. وبالتالي فان الخطر سيتهدد هذا المحور على امتداد المنطقة. لذلك لا بد من رد يتبناه محور المقاومة لقطع الطريق امام جرائم جديدة قد يقدم عليها الاميركي.


كل ما تقدم من مواقف اطلقها السيد نصر الله ينبع من اعتقاد راسخ بان المقاومة في لبنان هي المعني الاول في المنطقة بالرد على جريمة اغتيال الفريق قاسم سليماني، لانها ستكون هي المستهدف الاول في حال عدم الرد، والرد حين يحصل لا بد ان يكون على مستوى جريمة الاميركيين وبحجم الشهيدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس ورفاقهما، بما يرسم ملامح جديدة للمنطقة تختلف كثيرا عما يريده وما اراده الاميركي من جريمته.


الزميل حسين الموسوي