يان كوبيتش ومحاولة تكريس سلطة الوصاية على لبنان

يان كوبيتش ومحاولة تكريس سلطة الوصاية على لبنان
الجمعة ١٧ يناير ٢٠٢٠ - ٠١:٥٨ بتوقيت غرينتش

في محاولة منه لكشف الوجه الاخر تجاه لبنان يحاول يان كوبيتش المنسق العام للامم المتحدة اظهار نفسه وصيا من خلال تجاوزه اعراف العلاقات بين الدول وامعانه في التدخل بالتفاصيل اللبنانية سيما اللعب على وتر الازمة المفتوحة بين المحتجين على الوضع الاقتصادي والدولة.

العالم لبنان

لتبرز مواقفه التي حمل فيها السطة السياسية مسؤولية ما يحصل في الشارع كاحدى ابرز محطات التدخل غير المقبول حسبما يرى المراقبون. فكيف تبدى اقحام يان كوبيتش نفسه في تفاصيل المشهد اللبناني. تقول المصادر انه في التاسع والعشرين من تشرين الأوّل وبعد استقالة رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري ، خطّ المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش رسالته الى اللبنانيين بأن يفعلوا هذا ولا يفعلو ذاك وكأنّ كوبيتش نصّب نفسه "مفوّضا ساميا" للبنان، يتدخل في أدقّ تفاصيل الحياة السّياسية الداخليّة، متجاوزا بذلك كافة الأعراف والقوانين التي تنظّم عمل السفراء ولمندوبين.
وتوقفت المصادر المتابعة عند تصريحات كوبيتش قبل يومين والتي كانت أكثر استفزازا، فظهر وكأنه يأخذ طرفا فيما يجري في لبنان، رغم أن مهمّته، وبكل تأكيد، لا تخوّله ذلك. وتستند المصادر في تقييم دور كوبتش المفضوح الى ما قاله من خلال تصريحين، الأول من عين التينة والثاني على صفحته على مواقع التواصل: "حاكم مصرف لبنان رياض سلامة هو الوحيد الذي يعمل على معالجة الازمة القائمة، في وقت لا يقوم السياسيّون بأي شيء و"السياسيون في لبنان يجب أن يلوموا أنفسهم على هذه الفوضى الخطرة لا أن يلوموا الشعب ، مضيفا أن لبنان فريد من نوعه، فمصرف لبنان يطلب صلاحيات استثنائية لإدارة الاقتصاد ، في حين يقف المسؤولون عن الوضع في موقف المتفرج وهو ينهار.
تضيف المصادر ان الممثل الدولي لم يكتفِ بالتصريحات المذكورة ، فقد علّق على الأحداث التي حصلت أمام ثكنة الحلو بالقول: يوم آخر من الاحتجاجات وخاصة الشباب الغاضبين من أن مطالبتهم بمستقبل لائق يتم تجاهلها و هذه الأحداث لا تزال غير كافية لإيقاظ السياسيين حسب كلام كوبتش. يذكر ان يان كوبيتش كان قد وصل الى لبنان في 11 شباط الماضي، لتولّي مهام المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، وكان قبل ذلك الممثّل الخاص للأمين العام لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق ، وقد شغل قبلها منصب الممثل الخاص للأمين العام لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان ، كما شغل منصب الأمين التنفيذي لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية ل أوروبا ووزير خارجية سلوفاكيا والممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في آسيا الوسطى.

وفي ظل الأزمة التي يعيشها لبنان، شهدت حركة كوبيتش حيويّة كبيرة، فكان ينتقل بين المقرات للقاء المسؤولين اللبنانيين، الأمر الذي يوحي بدعم الأمم المتحدة للبنان،

وتختم المصادر انه لم تذكر الإتفاقيّة من ضمن هذه الوظائف التدخل بوقاحة وقلّة احترام للسيادة اللبنانية والشؤون السياسية الضيّقة للبلدان التي يُعتمد فيها السفراء"، فهذا الأمر يستفزّ، أو يجب أن يستفزّ المسؤولين في الدولة، وكما يطالب هؤلاء في دولهم من السفراء احترام حدود عملهم، يجب عليهم أن يحترموا حدود عملهم في لبنان.من هذا المنطلق هل يمارس كوبتش دوره كمنسق للمنظمة الدولية بحياد في لبنان ام انه تجاوز خطوط التمثيل واصبح يتصرف كمفوض سام للبنان؟


مراسل العالم
حسين عزالدين