الحكومة اللبنانية ومعوقات النجاح داخليا وخارجيا

الأربعاء ٢٩ يناير ٢٠٢٠
١٢:٥١ بتوقيت غرينتش
الحكومة اللبنانية ومعوقات النجاح داخليا وخارجيا هل يتمكن حسان دياب من كسر  الصمت العربي المريب تجاه الحكومة اللبنانية  ام ان عصا العرقلة العربية ستكون حاضرة في تفاصيل المشهد السياسي في لبنان.

العالم- لبنان

ثمة سؤال يطرح حول الدور العربي تجاه حكومة حسان دياب في لبنان بعد انحسار منسوب التفاؤل حول امكانية دعمها وسط. لعبة شد الحبال بين فريق الرابع عشر من اذار الذي يرفد من خلال مواقفه سمة السوداوية على الحكومة اللبنانية ووصفها بحكومة اللون الواحد لينسحب ذلك على قنوات الاتصال مع بعض الدول العربية والغربية في تحريض بات واضحا للجميع.

وترى المصادر المتابعة ان توالي ردود الفعل الدولية من الحكومة اللبنانية الجديدة ، والتي تراوحت بين مرحّبة ومشروطة ومقيِّدة، حسب المراقبين الا انها على الاقل كانت اكثر وضوحاً وجدّية من التصريحات العربيّة التي غابت عن الساحة في ما خص المولودة الجديدة للبنان، والخارجة من رحم المعاناة وعلى وقع التظاهرات. هناك اكثر من سبب للتشكيك بهذا الصمت العربي المريب من الحكومة.

وتتابع المصادر لا شكّ ان هناك عوامل عدة اقليمية ودوليّة تدفع في هذا الاتجاه، فيما يراهن البعض على انّ الجولة التي تحدّث عنها رئيس الحكومة حسان دياب والتي ستقوده الى دول عربية واخرى في الخليج الفارسي تحديداً، ستكون كفيلة بكسر حاجز الصمت وانقشاع الضباب حول حقيقة الموقف العربي.

ومهما كانت وجهة النظر حول هذه النقطة، اكانت مؤيدة لهذا الامر ام لا، فمن الصعب الوصول ايّ موقف عربي واضح حيال الحكومة ما لم يتم توضيح بعض النقاط الاساسية.

وترى المصادر انه من المؤكد ان التدخل العربي في لبنان لم يعد كما كان عليه، وبالاخص في الفترة الاخيرة، ليظهر ان هذا التدخل قد تراجع كثيراً بسبب المتغيرات التي طرأت على الصعيدين الاقليمي والدولي ان بالنسبة الى الحرب في سوريا وتداعياتها، او بسبب تغيّر السياسة الاميركية بشكل دوري، او عبر التواجد الروسي الفاعل في الساحة.

وتقول المصادر المتابعة ان امرا آخر لا بد ان نأخذه في الحسبان، وهو انتظار العرب الاشارة الواضحة الخارجية لاتخاذ القرار بشأن الحكومة، فهم لا يزالون يترددون في تحديد خياراتهم، لان الاشارة الدولية لم تصل الى الاخضر بعد، فهي لا تزال برتقالية، وهناك بعض العوائق التي تمنع تغيير الالوان في هذه المرحلة، ولكن اذا ما توفرالغطاء الدولي الجدّي، فإنّ الدول العربيّة ستكون اكثر من مرحّبة بالحكومة ولن تقف على الحياد، بل ستعمد الى القيام بدورها الكامل، وهو في معظمه مادي طبعاً، للدلالة على ان الامور عادت الى طبيعتها ولم يعد هناك من مكان للغموض.

هذا الانقشاع في الموقف يترافق بالطبع مع ضرورة انتفاء ايّ اتهام او لصق صفة حزب الله بالحكومة اللبنانية الجديدة. فهذا الوصف لوحده، كفيل بتردد الدول في تقديم الدعم للحكومة وعبرها للبنان، مخافة ان توضع على اللائحة السوداء الاميركية فتتعرض لمصير مشؤوم من خلال العقوبات الاقتصادية الظالمة اضافة الى الضغوط السياسية، دون ان يسلم الامر ايضاً من مشاكل داخلية قد تظهر وتترك آثاراً سلبية كبيرة جداً.

والامر الاكثر بديهية بالنسبة الى ردود الفعل الخارجيّة، هو ان الحكومة لم تنتهِ بعد من صياغة بيانها الوزاري الذي ستعرضه على مجلس النواب طالبة منحها الثقة لتبدأ مسيرتها الفعلية على طريق تحسين الاوضاع اللبنانيّة على الصعد كافة، وفي مقدمها الصعيدين المالي والاقتصادي.

كل هذه العوامل وغيرها ايضاً، ادت الى استمرار الصمت العربي حيال الحكومة، وبالتالي، اذا ما توضحت هذه النقاط، فلن يجد دياب اي صعوبة في حصد التأييد العربي ولن يعود خالي الوفاض من جولته، وسيعزز مكانته في الداخل اللبناني، ويسترد صورته التي تعرضت للتشكيك منذ اكثر من شهر، ويفرض نفسه لاعباً محلياً جديداً على الساحة.

هذا باختصار السبب الكامن وراء الصمت العربي المريب من موضوع تشكيل الحكومة ، والذي ينتظر توضيح كل الملابسات وعدم ترك اي شيء للتقديرات او التوقعات، على امل ان تتضح الصورة بشكل اسرع من المتوقع تختم المصادر.


حسين عزالدين

0% ...

آخرالاخبار

وزير النفط: ايران ارض الفرص الذهبية للاستثمار


كبار أعضاء مجلس الشيوخ الروسي: لا مصداقية لأي جهد لإعادة فرض العقوبات على إيران


بقائي: إيران وجمهورية أذربيجان عازمتان على استخدام جميع الإمكانيات لتعزيز العلاقات


أكثر من 100 قتيل بهجمات على روضة أطفال ومستشفى بالسودان


توني بلير لن يكون ضمن المرشحين لإدارة قطاع غزة


تحذير علمي..علامة في جسمك تؤشر على أكثر من 130 مرضاً خطيراً


السودان.. دفن القتلی داخل المنازل والمدارس والسبب..


سموتريتش يضخ 2.7 مليار شيكل لخطة استيطانية تخنق المسار السياسي!


بعد38عام من انتفاضة الحجارة؛الضفة تستعد لانتفاضة جديدة


هذا أبرز ما دار في لقاء الموفد الرئاسي الفرنسي مع عون