الشعب العراقي يدوس على الذباب الألكتروني السعودي

 الشعب العراقي يدوس على الذباب الألكتروني السعودي
الإثنين ٠٣ فبراير ٢٠٢٠ - ١١:٥٠ بتوقيت غرينتش

منذ ان اخذت الدول العربية الرجعية وفي مقدمتها السعودية القرار العربي رهينة بقوة عوائد النفط الهائلة التي تتدفق على خزائنها، لمصلحة امريكا والكيان الاسرائيلي، باتت مقولة "ان نفط العرب تحول الى نقمة عليهم وليس نعمة" بحكم البديهيات.

العالم -يقال ان

يمكن لاي متابع ان يتخيل معي ماذا لو لم يكن هناك نفط في السعودية، ماذا كان سيكون عليه حال العرب في تلك الحالة؟، هل كانت امريكا ستحافظ على نظام اسرة تعيش خارج التاريخ؟، هل كانت القواعد الامريكية تنتشر كالسرطان في ارضنا؟، هل كانت تضيع فلسطين؟، هل كانت الانظمة العربية التحررية تواجه كل تلك المؤامرات والفتن؟، هل كانت الوهابية تنتشر كالسرطان في اوطاننا؟، هل كانت العصابات التكفيرية كالقاعدة و"داعش" واخواتهما تنتهك ارض وعرض المسلمين؟، هل كانت دول لبنان والعراق واليمن والسودان وليبيا و.. تدخل في دوامة العنف والفوضى والفتن؟ هل كنا نعاني بسبب الخطاب الطائفي التكفيري المقيت؟ هل كانت تقسم بلداننا ويقتل ابناؤها بعضهم بعضا على خلفية طائفية وقومية؟، هل كانت ترسم مثل هذه الصورة المشوهة والقبيحة للعرب لدى الغرب؟هل كان الكيان الاسرائيلي يضحك على العرب بملء شدقيه؟هل كانت امريكا تتجرأ على اعلان صفقة القرن وبيع فلسطين بثمن سعودي بخس لـ"اسرائيل"؟ هل كانت امريكا تهين العرب ومقدساتهم بهذا الشكل الفظيع؟ هل كان العرب يتحولون الى "نكته" للضحك في نوادي الصهاينة والامريكيين؟وو..

حتى لا نمر من امام كل هذه الكوارث التي حلت بالعرب بسبب النفط السعودي والاماراتي و..، مرور الكرام سنتوقف على مثال حي يتطور يوميا نحو الاسوء ويتعقد امامنا بسبب عوائد النفط السعودي اللعين، خدمة للصهيونية العالمية والمخططات الامريكية، وهذا المثال هو العراق الذي تدخلت السعودية وشقيقتها في صناعة الفتن والفوضى الامارات، في شؤونه الداخلية وبشكل مكثف منذ بداية شهر تشرين الاول اكتوبر من العام الماضي، عبر ضخ الدولارات النفطية القذرة وتجنيد الاخطبوط الاعلامي الانبطاحي وجيوش من الذباب الالكتروني، وكذلك تجنيد مرتزقة من ايتام السفاح صدام وعصابات الجوكر الامريكية، بهدف ركوب موجة التظاهرات الشعبية المطالبة بمحاربة الفساد ومحاكمة الفاسدين، وهي تظاهرات اتفقت جميع الاطياف العراقية وفي مقدمتها المرجعية العليا في النجف الاشرف على تاييدها ودعمها، وبفضلها تحققت العديد من المنجزات حتى وصلنا اليوم الى مرحلة تكليف شخصية سياسية عراقية غير جدلية ونظيفة اليد هو الدكتور محمد علاوي من قبل رئيس الجمهورية لتشكيل حكومة موقتة، من اجل العبور بالعراق الى ساحل الامان بعد ان اتضح لكل ذي عين ان هناك ارادة تعمل على دفع العراق الى هاوية الفوضى والتقسيم كما هو حال ليبيا وسوريا و..

من اكثر السياسيين العراقيين الذي وقفوا الى جانب المتظاهرين ودعموهم هو السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، والذي تعرض بدوره الى انتقادات بسبب موقفه هذا، حتى انه قام بتعريض عناصر من تياره للخطر عندما جعلهم ساترا بين المتظاهرين والقوات الامنية وحتى بين الجهات المشبوهة التي كانت تتعرض للمتظاهرين، وعرفوا باصحاب القبعات الزرقاء، الا ان السيد مقتدى الصدر وبعد ان تبين له وبالدليل القاطع ان هناك عصابات تحاول العبث بالتظاهرات والمتظاهرين دعا انصار التيار الصدري الى الانسحاب من ساحات الاعتصام لاسيما بعد ان تم تكليف السيد محمد علاوي بتشكيل الحكومة، حرصا على مصير التظاهرات المشروعة والمنجزات التي حققتها.

منذ ان اعلن السيد الصدر موقفه المسؤول هذا بدات القنوات الفضائية والجيوش الالكترونية السعودية والخليجية بشن حرب شعواء ضده وضد تياره بتخطيط من السفارة الامريكية وتمويل سعودي اماراتي وتنفيذ العصابات البعثية والجوكرية والتكفيرية.

وامام هذا الموقف المسؤول للسيد الصدر وتجاوب المتظاهرين السلميين مع وطنهم وامنه واستقراره وهذا الموقف، لم تجد العصابات الجوكرية والبعثية والتكفيرية امامها من سلاح الا سلاح الكذب ، والكذب حبله قصير مهما تفنن الكاذبون، فقد خرجت علينا هذه العصابات الممولة سعوديا والمنفذة لاجندات امريكا و"اسرائيل"، بفضيحة كشفت للعراقيين قبل غيرهم حجم الحقد الذي تكنه هذه العصابات ومشغليهم على العراق والشعب العراقي ، حيث تم منذ يوم امس بث خبر مفبرك وفي غاية الغباء على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تظهر صورة لشاشة قناة العالم ويظهر في اسفل الشاشة خبر عاجل يقول :"عاجل:المرشد الأعلى السيد الخامنئي: نثني على الدور الاساسي الذي يقوم به مقتدى الصدر قائد المقاومة البطلة بقطع اذرع امريكا في العراق بالقضاء على التظاهرات المعادية"!!!، وقامت على الفور عصابات السفارة الامريكية والذباب الالكتروني البعثي واذنابهم من نفايات البعث الصدامي بتناوله وكأنه حقيقة ثابتة.

هنا لا نملك الا ان نضحك على غباء وبؤس وعجز العصابات السعودية الامريكية الاسرائيلية، التي وصلت الى هذه الحالة من الانحطاط والاحباط امام وعي ويقظة الشعب العراقي، الذي اصاب هذه العصابات في مقتل فجعلها تفقد القدرة في التعامل مع الشارع العراقي الذي بات يضحك على الحالة المزرية التي وصلت اليها هذه العصابات، فمن الواضح ان النص المتكوب ركيك جدا الى حد الضحالة ومن الواضح انه كتب من قبل الذباب الالكتروني السعودي الغبي او من قبل عصابات الجوكر السوقية ومن قبل ايتام البعث من المجرمين:

-لا توجد وسيلة اعلامية ايرانية تطلق عبارة "المرشد" على قائد الثورة الاسلامية سماحة اية الله السيد على خامنئي حفظه الله.

-ليس من ادبيات سماحة السيد القائد ان يستخدم في بياناته اسم "مقتدى الصدر" من دون استخدام عبارة "السيد".

-السيد القائد والحكومة الايرانية دعما منذ اليوم الاول التظاهرات المطلبية العراقية، باعتبارها تعبير حضاري يكفله الدستور العراقي، والبيانات موجودة وموثقة.

-لم يستخدم اي مسؤول ايراني مطلقا عبارة "المعادية" لوصف التظاهرات المطلبية المشروعة للشعب العراقي.

-من يقف وراء هذا الخبر يعتقد انه نجح في تحريض الشارع العراقي على انصار التيار الصدري، الا انه ومن دون ان يعلم وحّد هذا الشارع بغبائه.

هذه ليست المرة الاولى يتم فيها التعرض للسيد مقتدى الصدر وللتيار الصدري من قبل العصابات البعثية والجوكرية، فقد نشرت هذه العصابات قبل فترة صورة مزيفة من قناة العالم ويظهر في شريطها الاخباري خبر عاجل يشير الى "مرض السيد مقتدى الصدر" ، وكان هدف هذا الخبر حينها هو النيل من العلاقات الطيبة القائمة بين ايران والتيارات والاحزاب داخل العراق، والعمل على اثارة انصار التيار الصدري.

ومن بين الاخبار التي تم فبركتها وتداولها من قبل العصابات الجوكرية والبعثية خبر "وجود عناصر ايرانية في العراق وفي المقابل انتشار عناصر من الحشد الشعبي في ايران لقمع التظاهرات في البلدين"! ، كما يمكننا الاشارة الى الصور التي تم التلاعب بها بالفوتوشوب من قبل الامبراطورية الاعلامية العربية - العبرية والتي غيرت الشعارات الاصلاحية المكتوبة على يافطات ولافتات المحتجين لاستهداف المرجعية الدينية وزرع الفوضى في العراق وضرب استقراره.

ان استخدام هذا الكذب الفاضح الذي لم يعد ينطلي حتى على البسطاء يؤكد ان الحركة الاصلاحية في العراق تتجه نحو تحقيق اهدافها وبدات تاخذ منحى يكون القانون فيه فوق كل شيء، واذا نظرنا للموضوع نظرة اكثر دقة يمكننا ان نستنبط بانه حقد دفين تفجر للانتقام من الاحتجات الملحمية لابناء الشعب العراقي والتي انطلقت دفاعا عن المرجعية الدينية والاصلاحات وترسيخ الهدوء والاستقرار في هذا البلد وتنديدا بتدخل الاجانب وضرورة انسحاب القوات الامريكية من هذا البلد.

سعيد محمد