ما بعد صفقة ترامب .. بركان يرتقب لحظة الثوران

ما بعد صفقة ترامب .. بركان يرتقب لحظة الثوران
الثلاثاء ٠٤ فبراير ٢٠٢٠ - ٠٣:٣٠ بتوقيت غرينتش

لا يكاد يمر يوم على فلسطين إلا وتصدح مؤسساتها وجامعاتها وحتى جدران منازلها بإعلان رفض صفقة ترامب فمنذ اللحظة التي أعلن فيها ترامب صفقته والسُهد لم يعرف عيون أهل فلسطين عامة وقطاع غزة خاصةً الذي يعرف ما معنى الظلم والحصار وسلب الحقوق والوقوف في وجه الإعصار ..

العالم - قضية اليوم

فمعظم أهل القطاع جيوبهم فارغة وأمعاء أطفالهم تنام وهي خاوية ومع ذلك فهم لايرون في الخمسين ملياراً التي سيشتري بها ترامب فلسطين سوى حفنة من ترامب سيلقوها على وجهه لو أتيح لهم ذلك، ولهذا تستمر الفعاليات الشعبية والسياسية على مختلف الأصعدة فمع اليوم الأول انطلقت القوى الوطنية والاسلامية بمسيرات أعادت العلم الفلسطيني ليسود المشهد في إشارة لضرورة تحقيق الوحدة الفلسطينية التي وعدت السلطة بأن تحققها من خلال وفد سترسله خلال أيام لغزة للبحث في تفاصيل ما يجب فعله لمواجهة صفقة ترامب بشكل عملي حتى يغادر الطرفان مربع الشعارات،
وقد أعلنت الفصائل الفلسطينية عن تشكيل هيئة وطنية لمواجهة صفقة ترامب على غرار الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، وقد كان أو أعمالها مؤتمر شعبي وفصائلي واسع شارك فيه الآلاف من المواطنين وقالت فيه العائلات والعشائر الفلسطينية كلمتها على اعتبار أن مواجهة الصفقة لابد وأن تنطلق من كل بيت،
وقد واصلت الهيئة فعالياتها من خلال مسيرات شعبية تنطلق يوميا مع كل أذان يرفع في مساجد غزة تخرج مسيرات من هنا وهناك فالحفاظ على بقاء صوت الشعب عاليا هو من أولويات هذه المرحلة حتى اسقاط صفقة ترامب.
أما النقابات والعلماء والصحفيون كل هيئة نظمت وقفات احتجاجية وأطلقوا حملات الكترونية ، لفضح الصفقة وحجم مخالفتها للشرعية الدولية بل إن منهم من وقّع بدمه على خارطة فلسطين التاريخية.
أما الحقوقيون ومؤسسات المجتمع المدني فقد كثفت من ندواتها ومؤتمراتها وورش العمل التي تركزت في جانب التثقيف بخطورة الصفقة من جهة وآليات المواجهة والتصدي من جهة أخرى وعلى سبيل المثال لا الحصر عقدت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” ورشة عمل ضمت نخباً سياسية، حول “سبل مواجهة صفقة القرن وحماية الحقوق الفلسطينية" وقد شدد المجتمعون على ضرورة البدء الفوري من أجل تنفيذ قرارات المجلس الوطني بما في ذلك التحلل التدريجي من الالتزامات التي تفرضها اتفاقيات أوسلو وما تلاها من اتفاقيات، والسعي الجاد لتغيير الدور الوظيفي للسلطة بما يضمن إعلان عن الدولة الفلسطينية تحت الاحتلال وتحميل الاحتلال الإسرائيلي تكلفة احتلاله للأراضي الفلسطينية المحتلة، كما تحدثوا بشيء من التفصيل حول الدور الذي يقع على عاتق الفلسطينين في الأرض المحتلة من اصطُلح على تسميتهم ( عرب الداخل) وأن يصبح لهم دورا استراتيجيا في هذه المرحلة على اعتبار أن حقوقهم في مرمى نيران صفقة القرن فالصفقة تهدف لمحو الوجود العربي والفلسطيني ، وهي بمثابة تصريح ببدء تهجير الفلسطينيين وكأنهم يُعدون لنكبة جديدة، ولهذا فحجم الفعاليات الفلسطينية بحجم خطورة الصفقة لكن الأعين تتجه صوب الفعاليات الشعبية العربية والاسلامية التي يظن الفلسطينيون أنها ليست بحجم الخطر الذي يلتف على رقاب المسلمين الذين يضيع أقصاهم ومسراهم ولا زالوا يدينون الصفقة ويشجبون.

اسراء البحيصي