المعركة بين سوريا وتركيا .. إلى أين؟

المعركة بين سوريا وتركيا .. إلى أين؟
الثلاثاء ٠٤ فبراير ٢٠٢٠ - ٠٥:٣٥ بتوقيت غرينتش

العالم - يقال ان

بينما تتهم انقرة سوريا بقتل قواتها في قصف مواقعها شمال تركيا، فإن سوريا تؤكد ان الدفاع عن النفس ضد الاحتلال عمل مشروع.

ان قضية إدلب ومؤخرا الطريقين السريعين ام4 وام 5 تؤلمان سوريا كجروح طالت العظم.

تصر تركيا على استمرار احتلالها لإدلب حتى تمنع وصول الأكراد إلى البحر الأبيض المتوسط من ناحية​​، ومن ناحية أخرى، تضمن الأمن على حدودها الجنوبية. في المقابل تعتبر سوريا التواجد التركي في شمالها احتلالا مهما شكله وتعتبر طرد الأتراك من أراضيها حقاً مشروعاً لها.

خلافا لرغبة الأتراك، نجحت سوريا هذه الايام في تحرير مناطق حساسة مثل معرة النعمان وخان طومان وغيرها وهي على وشك تحرير سراقب، في المقابل الأتراك غاضبون من هذه الخطوة ويهددون روسيا وسوريا. وكانت تهديدات تركيا شديدة لدرجة أنها لم تنسحب من الدوريات المشتركة مع روسيا فحسب، وانما في محاولة لاستفزار روسيا، أعلن أردوغان رسميًا أنه لا يعترف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم.

والسؤال الرئيسي الذي يطرحه الاعلام هذه الايام هو طبيعة المعركة بين تركيا وسوريا وما سيكون مصيرها؟ لا يأخذ بعض المحللين هذه المعركة على محمل الجد وما زالوا يعقدون الأمل على اتفاقيتي "استانا" و"سوتشي". من وجهة نظر هؤلاء فإن تهديدات تركيا في الواقع رسالة لمعارضي الرئيس الأسد في ادلب وشمال سوريا ليستعيدوا الامل في دعم أردوغان لهم. من ناحية أخرى، يؤكد بعض المحللين موت الاتفاقيتين المذكورتين ، مشيرين الى أن الانتصارات الأخيرة للجيش السوري في الجبهات الشمالية يمكنها أن تضمن وتحفز استمرار العمليات العسكرية السورية.

واللافت للنظر، هو الرؤية الإيجابية الروسية للعملية العسكرية السورية الأخيرة والدفاع عنها، في هذه الرؤية ترى روسيا انه لايمكن للأتراك التوغل داخل الاراضي السورية اكثر من 15 كيلومترا من الحدود التركية، وأن هذا التوغل أدى إلى التحركات السورية الجديدة.

كما ان الخلاف التركي الروسي في ليبيا ودعم انقرة للسراج والاخيرة لحفتر تحول الى مشكلة أساسية ادى الى معركة بينهما في سوريا، وعلى هذا الاساس ربما يكون الحل هو الحصول على رؤى مشتركة لانهاء قضيتي سوريا وليبيا بشكل متزامن.

وبعيدا عن وجهات النظر المختلفة المذكورة أعلاه ، فمن المؤكد أن هناك إصرارًا سوريًا على تحرير إدلب من الاحتلال لتحرير الأجزاء المتبقية من اراضيها بالإضافة إلى عزل الإرهابيين وجماعات المعارضة المدعومة تركياً، وأخيرًا ربط شمال غرب سوريا بدمشق عبر تحرير إدلب .

هذه حقيقة سوف تتحقق عاجلاً أم آجلاً، تمامًا كما نجحت دمشق بالسيطرة على الطريقين السريعين ام4 وام 5 بعد وقت قصير من اتخاذ قرار التحرير.