الهدنة بين واشنطن وطالبان.. هل ستؤدي الى اتفاق سلام؟

الهدنة بين واشنطن وطالبان.. هل ستؤدي الى اتفاق سلام؟
السبت ١٥ فبراير ٢٠٢٠ - ٠٦:٠٥ بتوقيت غرينتش

عاد الأمل مجددا للتوصل الى السلام في أفغانستان، بإعلان طالبان وامريكا هدنة مؤقتة لمدة أسبوع في كافة أنحاء البلاد، من شأنها أن تؤدي إلى توقيع اتفاق يتيح انسحاب القوات الأمريكية. لكن محللين يحذرون من انهيار هذه الهدنة في اية لحظة باعتبارها لا تضمن وقفاً للمعارك بين القوات الأفغانية وطالبان.

العالم - تقارير

أعلن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر في بروكسل الخميس عن "خفض للعنف لمدة سبعة أيام". وأوضح مسؤول أمريكي أن الهدنة ستبدأ "قريباً جداً" فيما أفاد مسؤول في طالبان الأربعاء أن الهدنة ستبدأ الجمعة.

ويعدّ احترام هذه الهدنة، مقدّمةً لإبرام اتفاق حول انسحاب ما بين 12 و13 ألف عسكري أمريكي من أفغانستان. وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس أن التوصل إلى اتفاق بات "قريباً جداً".

ويحذّر محللون من أن هذه الهدنة التي لم يتضح مضمونها بعد لا تضمن وقفاً للمعارك بين القوات الأفغانية وعناصر طالبان وقد تنهار في أية لحظة. والأسوأ من ذلك أنها قد تتيح لطالبان تحقيق تقدّم.

وتجري الولايات المتحدة وطالبان مفاوضات منذ أكثر من عام حول انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان مقابل حفض للهجمات وضمانات أمنية وبدء حوار داخلي أفغاني.

الجميع يريد السلام

ولطالما استُبعدت الحكومة الافغانية من المحادثات، لكن وزير الداخلية الأفغاني مسعود أندرابي أكد أن قوات الامن الأفغانية، وهي لاعب رئيسي في الميدان وأحد أهداف طالبان، "مستعدة للدفاع عن نفسها، وفي الوقت عينه احترام شروط وقف لإطلاق النار أو خفض للعنف".

وحذر في الوقت نفسه "إذا استمرت طالبان بشن هجمات، سنرد والولايات المتحدة ستساعدنا".

ولم ترد طالبان على طلب للتعليق على المسألة، لكن مساعد رئيس شرطة ولاية قندهار، المعقل التاريخي لعناصر طالبان في جنوب البلاد، محمد قاسم أكد استعدادهم للسلام.

وقال قاسم "مقاتلو طالبان متعبون أيضاً من هذه الحرب. ليس لديهم ما يكسبونه إذا استمروا بها"، مضيفاً "الجميع يريد السلام"، مستندا في ذلك إلى مكالمات استمع إليها بين عناصر من طالبان عبر أجهزة لاسلكية.

معارك متواصلة

ويحذر محللون من أن الهدنة قد تسهم في إضعاف القوات الحكومية أكثر في المناطق العديدة حيث تطوقها حركة طالبان والسماح لعناصرها بالتقدّم.

ولم يسبق أن أعلن وقف لإطلاق النار في النزاع المستمر منذ التدخل الامريكي في العام 2001، إلّا في حزيران/يونيو 2018 لثلاثة أيام بمناسبة عيد الفطر.

وحتى إذا نجحت الهدنة ووقع اتفاق بين طالبان والولايات المتحدة، فإن ذلك لن يكون سوى خطوة على الطريق إلى السلام برأي الدبلوماسية السابقة والخبيرة في مجموعة الأزمات الدولية لوريل ميلر.

وأوضحت الخبيرة "الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان ليس اتفاق سلام، لكنّ حوارا داخليا أفغانيا يمكن أن يؤدي إلى إبرام اتفاق للسلام"، مضيفةً "الجانب المهم في الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان هو أنه يخلق فرصة لبدء حوار داخلي أفغاني"، حسب رأيها.