الانتخابات البرلمانية في ايران

الثلاثاء ١٨ فبراير ٢٠٢٠ - ٠٦:٠٩ بتوقيت غرينتش

ضيف هذه الحلقة من برنامج "ضيف وحوار" وزير الخارجية اللبناني الاسبق عدنان منصور للحديث عن الاستحقاقات والتطورات التي تشهدها الساحة الايرانية بالتزامن مع اجراء انتخابات مجلس الشورى الاسلامي وتسليط الضوء على مراحل تاريخية لإيران قبيل ومنذ انطلاق الثورة فيها .

اليكم فيما يلي نص اللقاء بالكامل :
س- ايران على ابواب استحقاقات سياسية مهمة تتمثل بانتخابات مجلس الشورى الاسلامي ،كيف تقرؤون النظام السياسي في ايران وسير العملية الديموقراطية منذ انتصار الثورة وحتى الآن؟
ج- الدستور الايراني ومنذ انتصار الثورة في الاسلامية ينص على اجراء انتخابات نيابية في كل البلاد على اساس حق المواطن بإدلاء صوته لإيصال من يريده الى البرلمان ،وإيران منذ الثمانينيات احترمت هذا المبدأ ولم تترد من اجرائها حتى ي احلك الظروف اضافة للانتخابات الاخرى المتعلقة بمراكز القوى في البلاد .
مجلس الشورى يعبر عن ارادة الشعب والعملية الديموقراطية التي حرصت عليها ايران تتلى في هذه الحركة كل اربع سنوات.
س- لماذا كرس الامام الخميني"قده" هذا المنحى الدستوري؟
ج- الامام الخميني "قده" اراد مؤسسات عملية وليس مجرد حالة شعبية وهو ارك انه قبل نجاح الثورة كان الشعب يلتف حول الامام الخميني ضد النظام البائد وكان يعلم أنه يريد مؤسسات جديدة وعندما انتصر ت الثورة اعتمد الامام على قواعد ديموقراطية ارساها في مؤسسات الدولة لذا كان هناك قيادة عليا ومجالس أخرى مهمة لها برامجها وبهذه الطريقة ارسى الامام الخميني قواعد الحكم على اساس انه لا يمكن لأحد ان يستخدم نفوذه للهيمنة عليها وهذه المؤسسات تسير على خطى الامام الراحل وهي التي حافظت على استمرارية الثورة الاسلامية .
س- يتهمون ايران بغياب الحرية ،لكن تقييمكم كان مختلفا في كتابكم الذي الفتموه حول الجمهورية الاسلامية ،كيف وصلتم لهذا التقييم؟
ج- لقد تم ظلم ايران عبر دول الهيمنية والتسلط وبعض دول المنطقة التي ارادت الاقتصاص من ايران وثورتها وصوروا الوضع على انه حكم يقضي على الحريات وهذا لا اساس له من الصحة فايوم حقوقو المرأة وغيرها تثبت عكس ذلك والمحاسبة للمقصرين موجودة وهناك مؤسسات وديموقراطية تترجم على ارض الواقع ،كنا نرى صفوفا طويلة للمقترعين اثناء النتخابات وكنا نرى ذلك بأم اعيننا ولا يوجد احد يقول ان السلطات تتدخل في الانتخابات والنتائج تثبت ذلك ،ما يدل على شفافية هذه العملية في ايران على عكس بعض دول المنطقة التي دائما ما تفرز قوى حليفة للسلطة .
س- هل هذا الزخم الانتخابي الشعبي في ايران رافق كل العمليات الانتخابية التي شهدتموها هناك اثناء تواجدكم ؟
ج- ايران ومع وجود المحافظين والاصلاحيين تحيط البلاد بنهج معين يحفظ العملية السياسية فيها وجميعهم ابناء الثورة الاسلامية وهذا ما شاهدناه هناك.
س- الى اي مدى استطاع الدستور الايراني منح المكونات السياسية حق التعبير عن رأيها والمشاركة السياسية ؟
ج- الثورة الاسلامية حصنت العملية السياسية داخل ايران تحت عباءة الاسلام ،فهي مستهدفة وهناك من يسعى لاضعاف ايران حكومة وشعبا لذلك فقد كان للامام الخميني نظرته البعيدة عبر تحصين ايران من التمزق السياسي على المدى البعيد لأن هناك من يلعب على الوتر القومي لاحداث بلبلة كما يحدث في منطقتنا العربية ،لذا فالدستور الايراني لا يفرق بين ايراني واخر والكل سواسية تحت القانون والكل لديهم حرية التعبير والمشارك ة السياسية والغرب اليوم يحاول اللعب على الوتر القومي والطائفي في مناطق مختلفة من ايران كما فعل في مناطق اخرى لتفتيتها .
س- الغرب يحاول اعطاء صورة مغايرة عما يجري في ايران ،لكن اغتيال الشهيد سليماني قدم نموذجا مختلفا للمشاركة الشعبية الكبيرة الى جانب الدولة في ايران ،ما السبب برأيكم؟
ج- هناك من يرد لإيران ان تكون في بيت الطاعة الاميركي وقد سعوا الى ذلك منذ السنة الاولى لانتصار الثورة لكن هذا لا ينطبق على ايران وقد رأينا هذا في الحشود المليونية التي خرجت لدعم ايران بعد استشهاد الفريق سليماني في رسالة للعالم أن ايران اليوم اكثر مناعة ووحدة وعزة وهذا يدل على وعي المواطن وثقته بقيادته التي عبرت عن كرامته عبر قول لا لأكبر دولة في العالم .
س- الانظمة لا تستمر الى بدعم خارجي او بشرعية شعبية ، ما سر اختيار ايران لرأي الشارع وهل هو الافضل لاستمراريتها ؟
ج- الخيار هو اساس الثورة الايرانية فهي قامت لاخراج ايران من دائرة النفوذ الخارجي والاستعباد ولتقود البلاد بنفسها وتحقيق التنمية لها وأن لا تكون منقادة للخارج الذي سعى دائما للمحافظة على التخلف والضعف السياسي والعسكري والمالي في ايران .
اول سفير بريطاني في ايران في العام 1810م قال في احدى رسائله أن "على الشعب الايراني أن يبقى على م هو عليه من توحش" وهذا دليل على انهم لا يريدون لإيران الخروج من النفوذ الاجنبي الروسي والبريطاني لذا فإن الثورة الاسلامية حدد هوية ايران في محيطها وعلى مستوى العالم منذ اللحظة الاولى على انها دولة غير تابعة للشرق والغرب وانها حرة في قراراتها.