ما علاقة طياري التورنيدو بصفقة تبادل الأسرى اليمنيين؟

الأربعاء ١٩ فبراير ٢٠٢٠ - ٠٩:١٥ بتوقيت غرينتش

أكد عضو المجلس السياسي في حركة أنصار الله محمد البخيتي أن إتفاق عمان لتبادل الأسرى إنما يأتي في إطار مباحثات وضغوط على الطرف السعودي وليس متعلقا بإسقاط طائرة التورنيدو السعودية في الأراضي اليمنية والتي قال إن المتحدث باسم القوات اليمنية المشتركة سوف يعلن عن مصير طياريها، مشدداً على أن الصفقة هي أكبر صفقة لتبادل الأسرى تتم تحت إشراف الأمم المتحدة.

وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "مع الحدث" أوضح عضو المجلس السياسي في حركة أنصار الله أن إتفاق عمان لتبادل الأسرى يعد أكبر صفقة لتبادل الأسرى تتم تحت إشراف الأمم المتحدة، مببيناً: ولكنها ليست أكبر صفقة على الإطلاق، فقد سبق لنا إطلاق آلاف الأسرى من الطرف الآخر ومن دون مقابل، قبل أن تحرز قوى العدوان تقدما كبيرا في المحافظات الجنوبية وتحقق التفافات كبيرة في مأرب، عندها أصبح لدينا أسرى، ومنذ ذلك التاريخ قامت قوى العدوان بتعطيل تبادل إطلاق الأسرى عدى بعض الصفقات الجانبية.

وأضاف: نحن سعينا لتبادل كل الأسرى مقابل كل الأسرى، لكنهم أدرجوا قضية إطلاق المعتقلين، فقلنا لا بأس بإطلاق كل المعتقلين مقابل كل المعتقلين المتعلقة قاضاياهم بالحرب والعدوان، لكنهم ظلوا يماطلوا، وحتى في النهاية وافقوا على هذا المبدأ في اتفاق السويد.

ولفت إلى أن من كان يعطل هي السعودية وحزب الإصلاح، حيث كل له أهدافه، وقال: حتى أن السعودية قامت بقصف سجون للأسرى داخل اليمن بعد أن كنا على وشك إطلاق سراحهم في صفقات تبادل جانبية.

وأضاف البخيتي: كما كان لدى حزب الإصلاح تحفظات كبيرة، أحد أسبابها خشيته من عودة أسرانا للقتال في الجبهات، بينما هو يعرف أن أسراه قد تمت توعيتهم وقد عرفوا الحقيقة، وبالتالي يعرف أن من يخرج من أسرانا سوف لن يعود للقتال مع العدوان.

وأشار إلى أنه: كنا قد تقدمنا في وقت سابق بمبادرة لإطلاق عدد من الأسرى السعوديين بدون مقابل، وهذا كان له تأثير في تحريك هذا الملف.

وخلص إلى القول: "نحن لن نطمئن إلا بعد إطلاق كل الأسرى المتفق على إطلاقهم، لأننا تعودنا على قيام السعودية أو مرتزقتنا بتعطيل تنفيذ اتفاقيات كثيرة بشكل كامل أو جزئي."

وبشأن مصير الطيارين السعوديين الذين تم إسقاط طائرتهم التورنيدو قال عضو المجلس السياسي بحركة أنصارالله: أنا أعرف مصير الطيارين، ولكن سوف يتم الإفصاح عن ذلك على لسان المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة في الوقت المناسب.

ولفت إلى أن: صفقة تبادل الأسرى أو نجاحها ليست متعلقة بقضية إسقاط طائرة التورنادو، بل هي متعلقة بمباحثات وضغوط على الطرف السعودي خاصة وأن لديهم أسرى سعوديين.

وعلى صعيد آخر أكد عضو أنصار الله أن تصعيد دول الدوان في الحديدة وانهيار الهدنة سيؤدي في النهاية إلى استعادة سيطرة القوى الوطنية على الساحل بشكل كامل، لأن قوى المرتزقة على الساحل باتت معنوياتها منهارة.

وأضاف أن: قبول دول العدوان بوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة فقط باستثناء كل الجبهات، هو نتيجة أنهم وصلوا إلى أقصى حد، وبدأت تميل الكفة إلى القوى الوطنية.

وصرح محمد البخيتي أن: معركة الحديدة هي التي غيرت الموازين، وبالتالي فإن فتح معركة الآن سواء في الحديدة أو في غيرها سيؤدي إلى تقدم كبير للقوات اليمنية.

وقال عضو المجلس السياسي في حركة أنصار الله: إننها حافظنا على هذه الهدنة ليس من موقع ضعف وإنما من موقع احترامنا لتلك الهدن، سواء العلنية منها كما هو الحال في الحديدة أو السرية منها كما كان عليه الحال في نهم ومأرب.

وشدد محمد البخيتي بالقولأ: لا نركن لدول العدوان، لأننا لا نراهن على صحوة ضمير محمد بن سلمان ولا محمد بن زايد، أضف إلى ذلك أن السياسة الأميركية هي سياسة عدائية، ومصالح أميركا هي مع استمرار الحرب والعدوان على اليمن.

وبين أنه: كنا أول من تقدمنا بمبادرة لوقف إطلاق النار من جانب واحد، وبمبادرة للانسحاب أو لإعادة الانتشار من طرف واحد، تنفيذا لاتفاقية السويد، وكنا المبادرين بعدة مبادرات لإطلاق الأسرى والمعتقلين، وكل هذه الخطوات من أجل إقامة الحجة وتوضيح الحقيقة للناس.

من جانیه قال الباحث والكاتب السياسي اللبناني طارق إبراهيم إن صفقة تبادل الأسرى اليمنيين مع السعودية إنما تعد جزءاً من حوار سياسي تخوضه الرياض مع أنصارالله من دون الرغبة في الاعتراف به، كما الحال على الأرض حيث أن السعودية تريد نصرا ميدانيا بينما تشير الاعترافات الضمنية لرئاسة أركان الجيش السعودي عدم وجود مجال لتحقيق أي نصر ميداني استراتيجي على حركة أنصارالله بينما تتوسع الحركة ميدانيا.

وأوضح طارق إبراهيم أن: السعودي دوما كان لا يريد الدخول في مفاوضات أسرى بشكل علني، وهذه مسألة معنوية جادة له، وأعتقد أن هذه المماطلة من قبل السعودية هي لربما لكسب المزيد من التنازلات من أنصارالله، كي تقفل قائمة الأسرى السعوديين ولا تظهر صورهم أمام الرأي العام.

وبشأن الطيارين السعوديين الذين أسقطت طائرهم التورنيدو قال: أعتقد أن الطيارين لهم ملف آخر له علاقة بالمفاوضات السياسية، إن كانوا أحياء، حيث أن السعودي لحد الآن لم يعترف وأشار في بيانه العسكري فقط أنه يحمل أنصارالله المسؤولية.

ولفت طارق إبراهيم إلى أن السعودية تتعامل مع ملف الأسرى انطلاقا من قضايا إنسانية، فهي تتعامل تحت ضغط هذا الملف، وقال: أعتقد أن السعودي لا يود أو سوف لن يعترف بأن هذا الملف هو جزء من حوار سياسي مع أنصارالله.

ولفت إلى أنه: لا أعتقد أن السعودية تريد تنفيذ الاتفاقيات مع الأمم المتحدة، فهي لا تقف عند حدود تفاصيل هذه الاتفاقيات، وهي تستخدمها أحيانا من أجل تمرير بعض الصفقات مع الأمم المتحدة.

وفيما نوه إلى أن السعودية تريد نصرا ميدانيا، أشار إلى أنه: حتى الآن وبالاعتراف الضمني لرئاسة أركان الجيش السعودي وحتى كافة المستشارين العسكريين في قوى التحالف أنه لم يعد هناك من مجال لتحقيق أي نصر ميداني استراتيجي على أنصارالله، بل بالعكس إن أنصارالله هم من يحققون هذا النصر ويتوسعون ميدانيا.

وحذر طارق إبراهيم أن: السعودي يلعب على عامل الوقت، والطرف الوطني اليمني بقيادة أنصارالله فعلا يريد هدنة ويريد تحقيق كل الاتفاقيات، وكان يعمل على أساس أن تعود الحياة إلى مدينة الحديدة وأن يبدأ العمل في مينائها وتأتي المساعدات وتشرف الأمم المتحدة على تسيير الحياة في ميناء الحديدة وفي المدية ومحيطها.

وخلص إلى القول: لكن بقاء قوات التحالف بالقرب من الدريهمي كان مؤشرا لخرق هذه الهدنة أو التسوية، وهذا ما حصل.. وهو لم يحصل بالصدفة بل حصل بناء على تراكمات ميدانية.